20.4 C
Cairo
الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
الرئيسيةصحةسلس البول

سلس البول

نيفين عاطف مشرقي

يُعد سلس البول من المشكلات الطبية المؤرِّقة للمصاب بها، حيث إنها قد تتسبب في شعور الشخص بحالة من الخجل، وبالتالي الانسحاب من بعض الأماكن تجنبًا للتعرض لأي موقف محرج. وقد ارتبط سلس البول في أذهان الكثيرين بأنه ذو صلة بمرحلة التقدم في العمر، ولكن حقيقة الأمر أن الأسباب وراء حدوثه متنوعة وعلى مدار حياة الإنسان. وسوف نسطر في السطور القادمة كل ما يهم القارئ حول هذا الموضوع من خلال حديثنا مع دكتور فادي مجدي حلمي عوض، أخصائي التوليد وأمراض النساء وعلاج تأخر الإنجاب.

في البداية قال د. فادي، إن سلس البول هو فقدان القدرة على التحكم في المثانة، وهي مشكلة شائعة تحدث لدى أغلبية من الناس، وهو يكون أكثر انتشارًا بين النساء عن الرجال، وتتراوح المشكلة ما بين تسريب البول من حين لآخر، وأحيانًا يحدث السلس أثناء العطس أو الكحة. وهناك نوع آخر يحدث عند الرغبة في التبول بشكل مفاجئ، ولكن يحدث فقدان تحكم في السيطرة على التبول وبالتالي حدوث تسريب بول. وأشار د. فادي إلى أن سلس البول يحدث في أعمار مختلفة، ولكن حدوثه في السن الصغير يرجع إلى ضعف عام في أنسجة الحوض، كما يحدث لدى النساء اللاتي خضن مرحلة الولادة الطبيعية.

وأوضح د. فادي، أن أعراض سلس البول تظهر في صورة تسريب بول من فترة لأخرى سواء بكميات بسيطة أو كبيرة، ولكن النوع الرئيسي لسلس البول ما يُعرف بالسلس الإجهادي وهو يحدث أثناء الكحة أو العطس، حيث يحدث ضغط على المثانة ينتج عنه تسريب للبول. أما النوع الثاني فيُعرف بسلس البول الإلحاحي وهو الشعور برغبة مفاجئة في دخول الحمام مع حدوث تسريب أثناء ذلك، وهذا النوع يحدث سواء بالنهار أو أثناء النوم. وهناك نوع مختلط ما بين إجهادي أو إلحاحي من حيث الحدوث. وهناك أيضًا نوع مرتبط بوجود التهاب في مجرى البول وتسبقه رغبة في الذهاب إلى الحمام، ولكن دون جدوى، أو نزول نقط بسيطة، ويتم ذلك بشكل متكرر ما بين الرغبة وعدم القدرة على التبول.

وعن أسباب السلس، أوضح د. فادي، أن هناك سلسًا مؤقتًا وسلسًا مستمرًا. السلس المؤقت يحدث نتيجة تناول بعض المشروبات مثل الكافيين والكحوليات والمشروبات الغازية، أو أكلات حارقة أو مالحة، أو تناول بعض الأدوية مثل أدوية الضغط والقلب، أو أدوية باسطة للعضلات، أو مهدئات، أو لوجود أسباب طبية مثل التهاب مجرى البول والإمساك. أما السلس المستمر فيحدث بسبب الحمل وما يصاحبه من تغيرات هرمونية، كما أن الولادة الطبيعية تؤثر على العضلات المتحكمة في المثانة، وأحيانًا تؤثر على الأعصاب التي تتحكم في المثانة والأنسجة المحيطة بها، مما يؤدي إلى سقوط في مكان المثانة وحدوث سلس البول، كذلك مع تقدم العمر يحدث بالأخص للسيدات ضعف في أنسجة الحوض. ومع انقطاع الدورة وانخفاض الإستروجين، تضعف الأنسجة الخاصة بالمثانة مما ينتج عنه سلس البول. أما بالنسبة للرجال، فإن مشكلة سلس البول نادرة الحدوث وتكون بسبب وجود تضخم في البروستاتا أو سرطان البروستاتا. وعن طرق الوقاية، قال د. فادي إنه لا توجد طرق للوقاية مع حالات السلس الناتجة عن مظاهر طبيعية مثل التقدم بالعمر أو الحمل والولادة، ولكن هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها مثل: الحفاظ على وزن مثالي، وعمل تمارين تقوية عضلات الحوض، وتفادي حدوث الإمساك بالحصول على قدر كافي من الألياف بشكل يومي، والتقليل من الكافيين، والتوقف عن التدخين والكحوليات.

وعن التشخيص، أشار د. فادي أنه يتم بشكل إكلينيكي من خلال شكوى المريض، وعمل تحليل بول، وفحص مهبلي للسيدات، وعمل سونار لقياس كمية البول بعد إفراغ المثانة لنعرف قدرة المثانة على إفراغ البول منها، وقياس ضغوط البول الموجودة داخل مجرى البول وداخل المثانة، وذلك لمعرفة مدى قدرة المثانة على تفريغ البول.

وأوضح د. فادي أن العلاج يعتمد على نوع السلس نفسه ومدى تأثيره على حركة الشخص وقدرته على التعايش معه. وتتلخص طرق العلاج في الآتي: استخدام عقاقير علاجية، وعمل تدريبات المثانة (تدريبات كيجل)، وضبط كمية السوائل وكذلك نوعية الأطعمة. أما بالنسبة للسيدات بعد انقطاع الطمث، فيمكن استخدام إستروجين موضعي حيث يعمل على إرجاع القوة للأنسجة في المثانة، وتقوية الأنسجة أو العضلات الخاصة بالمثانة عن طريق التحفيز الكهربائي بواسطة جهاز يصدر نبضات كهربائية تقوم بعمل ما يشبه تمرين للمثانة، واستخدام حقن بوتكس أو فيلر في أماكن معينة وهي تسهم في تحسن سلس البول. وهناك حقن تُستخدم لتحسين الأعصاب في حال ما إذا كان السبب ذا منشأ خاص بوجود تلف أو تدمير أعصاب المثانة أثناء الولادة، وإجراء الجراحات المهبلية حيث يتم فيها إرجاع المثانة إلى وضعها الطبيعي (تعليق المثانة)، وتلك الجراحة لها نتائج جيدة. وتتحدد طريقة العلاج المتبعة وفقًا لحالة المريض نفسه.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا