19.4 C
Cairo
السبت, يناير 4, 2025
الرئيسيةطفلحكاية شجرة الكريسماس

حكاية شجرة الكريسماس

يرتبط يوم “الكريسماس” بشجرة الصنوبر المزينة بالألعاب والنجوم والأضواء والتحفيات، التي يحتفل حولها الأطفال وتوضع تحتها الهدايا، حتى أصبحت رمزًا واضحًا للكريسماس، لكن كيف بدأت قصة هذه الشجرة؟

يعود تاريخ أشجار الكريسماس إلى الاستخدام الرمزي للأشجار دائمة الخضرة في مصر القديمة والإمبراطورية الرومانية، ليستمر التقليد في أشجار الكريسماس المضاءة بالشموع والتي تم إحضارها لأول مرة إلى أمريكا في القرن التاسع عشر.

قبل ظهور المسيحية بوقت طويل، كان للنباتات والأشجار التي ظلت خضراء طوال العام، معنى خاصًا للسكان في الشتاء. مثلما يزين الناس منازلهم اليوم خلال موسم الأعياد بأشجار الصنوبر، علقت الشعوب القديمة أغصانًا دائمة الخضرة على أبوابها ونوافذها. كان يعتقد في العديد من البلدان أن الخضرة ستبعد السحرة والأشباح والأرواح الشريرة والمرض.

دور ألمانيا

يعود الفضل إلى ألمانيا في بدء تقليد شجرة عيد الميلاد كما نعرفها الآن، في القرن السادس عشر، عندما أحضر المسيحيون أشجارًا مزخرفة إلى منازلهم.

ومن المعتقد على نطاق واسع أن مارتن لوثر، المصلح البروتستانتي في القرن السادس عشر، أول من أضاف الشموع المضاءة إلى شجرة. كان يتجه نحو منزله في إحدى الأمسيات الشتوية، وشعر بالذهول من تألق النجوم المتلألئة وسط الخضرة. لاستعادة المشهد لعائلته، نصب شجرة في الغرفة الرئيسية وسلك فروعها بشموع مضاءة.

وبعدها أصبحت الأشجار دائمة الخضرة جزءًا من الطقوس المسيحية في ألمانيا، وفي العصور الوسطى بدأت تظهر “أشجار أعياد الميلاد” هناك.

ومع فكرة الزينة التي ابتكرها مارتن لوثر، بدأت الأشجار تتزين بشكلها الحديث في جميع ألمانيا، حتى أصبحت تقليدًا مرتبطًا بالكريسماس.

عندما هاجر الألمان، أخذوا أشجار عيد الميلاد إلى بلدان أخرى، ولا سيما إنجلترا. هناك، في سبعينيات القرن الثامن عشر، كانت شارلوت، زوجة الملك جورج الثالث المولودة في ألمانيا، تزين الأشجار بمناسبة العيد.

ومع ذلك، كان الأمير الألماني المولد، ألبرت، وزوجته، ملكة بريطانيا فيكتوريا، هما اللذان نشرا التقليد بين البريطانيين، حيث جعل الزوجان أشجار الكريسماس جزءًا بارزًا من احتفالات أعياد الميلاد، وفي عام 1848 ظهر رسم توضيحي للعائلة المالكة حول شجرة مزينة في صحيفة بلندن. سرعان ما أصبحت أشجار عيد الميلاد شائعة في المنازل الإنجليزية.

بعدها أدخل المستوطنون الألمان أيضًا أشجار عيد الميلاد في الولايات المتحدة، على الرغم من عدم اعتناق هذه العادة في البداية.

وعارض العديد من المتشددون الفكرة بسبب جذورها الوثنية، وحظر مسؤولو مستعمرة خليج ماساتشوستس الاحتفال بعيد الميلاد.

ولم يبدأ عيد الميلاد في اكتساب شعبية في أمريكا إلا في عشرينيات القرن التاسع عشر، ويقال إن أول شجرة عيد ميلاد في البلاد عُرضت في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.

وانتشرت شعبية شجرة الكريسماس بمساعدة المجلة المؤثرة “غوديز لايديز بوك”  التي نشرت عام 1850 الرسم التوضيحي للعائلة المالكة البريطانية عام 1848، لكن مع تغيير صورة العائلة لتبدو أمريكية. ساعدت هذه الجهود وغيرها في جعل أشجار عيد الميلاد شائعة في الولايات المتحدة بحلول سبعينيات القرن التاسع عشر.

وبعدها انتشرت أشجار الكريسماس حول العالم، وتنوعت ما بين أشجار الصنوبر الحقيقية، والأشجار المزيفة الأقل تكلفة وأقل ضررًا على البيئة.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا