تنطلق النسخة 34 من كأس الأمم الإفريقية في ساحل العاج يوم 13 يناير، وتنتهي بإقامة المباراة النهائية في العاصمة أبيدجان يوم 11 فبراير.
وخلال البطولة، ستضطر الكثير من فرق الدوريات الأوروبية وعلى رأسها الدوري الإنجليزي الممتاز إلى التخلي عن بعض نجومها الأفارقة والسماح لهم بالمشاركة في البطولة، وسيكون مهاجم ليفربول الإنجليزي المصري محمد صلاح، متحمسًا للغاية للفوز بالبطولة المقبلة مع منتخب بلاده لينهي انتظار 14 عامًا منذ الفوز بآخر بطولة قارية عام 2010.
إليكم لمحة عن ستة لاعبين محترفين في أوروبا يملكون القدرة على إحداث تأثير كبير في البطولة المرتقبة في ساحل العاج.
محمد صلاح (مصر)
عانت مصر من خسارة مزدوجة على يد السنغال في عام 2022، حيث خسرت أولًا نهائي كأس الأمم الإفريقية، ثم كانت الخسارة الثانية أيضًا أمام السنغال بفقدان بطاقة التأهل لكأس العالم في قطر .
وحسمت السنغال المباراتين بركلات الترجيح، ولم يتمكن صلاح حتى من تنفيذ ركلة الجزاء في نهائي كأس الأمم الإفريقية، حيث تم حسم النتيجة قبل أن يأتي دوره لتنفيذ الركلة الخامسة.
وكان آخر لقب قاري لمصر، 7 ألقاب، في عام 2010، لذا يتطلع صلاح إلى تحقيق نتيجة أفضل من البطولات السابقة التي شارك فيها مع منتخب مصر في الغابون عام 2017 والكاميرون العام الماضي.
ويمتلك صلاح، 31 عامًا، مجموعة رائعة من الألقاب والميداليات خلال الفترة التي قضاها مع ليفربول، لكنه سيكون حريصًا على الظهور بشكل جيد في أمم إفريقيا المقبلة، ويضيف المزيد من الأهداف إلى قائمة أهدافه الستة في البطولات الإفريقية، ويقود فريق الفراعنة إلى المجد.
وسيقود “الملك المصري” فريقه ضد غانا والرأس الأخضر وموزمبيق في منافسات المجموعة الثانية.
فيكتور أوشيمن (نيجيريا)
بعد غيابه عن نسخة 2021 بسبب جائحة كوفيد-19 وإصابته في الملعب، يتساءل الجميع: هل يستطيع فيكتور أوشيمن المتوج حديثًا بجائزة أفضل لاعب كرة قدم إفريقي أن يقود نيجيريا للفوز باللقب بعد غياب منذ 2013؟
أثبت اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا نفسه كواحد من أفضل المهاجمين في أوروبا، حيث أنهى الموسم الماضي كأفضل هداف في الدوري الإيطالي، وساهم في فوز فريقه نابولي بلقبه الإيطالي الأول منذ عام 1990.
مع غياب أوشيمن بسبب الإصابة، لم تحقق نيجيريا أي فوز في تصفيات كأس العالم 2026 وتعادلت فقط أمام ليسوتو وزيمبابوي في نوفمبر، لذلك فهو أمامه فرصة جيدة للعب دور مهم لبلاده في كأس الأمم الإفريقية في مشاركته الأولى كأساسي.
ويلعب منتخب نيجيريا في المجموعة الأولى أمام أصحاب الأرض ساحل العاج وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو.
وشارك أوشيمن، لاعب ليل الفرنسي السابق، احتياطيًا في تشكيلة منتخب بلاده “سوبر إيجلز” في نهائيات 2019، وظهر فقط في الشوط الثاني من مباراة تحديد المركز الثالث.
والآن في ظل شائعات تربط بين أوشيمن والانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، هل ستكون البطولة المقبلة الوقت المناسب لكي يعلن عن نفسه بقوة على الساحة الدولية الأولى؟
سيرهو غيراسي (غينيا)
كانت بداية المهاجم سيرهو جيراسي قوية مع نادي شتوتجارت الألماني في الموسم الجديد، حيث سجَّل 15 هدفًا في أول 10 مباريات له في الدوري الألماني.
لعب سيرهو سابقًا لمنتخب فرنسا للشباب، لكنه انضم الآن لمنتخب بلده الأصلي غينيا وظهر معه لأول مرة في مارس 2022، بعد بلوغه 27 عامًا، وسيشارك لأول مرة في أمم إفريقيا.
وتلعب غينيا في المجموعة الثالثة القوية والتي تضم معها السنغال، حامل اللقب، والكاميرون، صاحب الثقل القاري، بالإضافة إلى غامبيا التي تأهلت للمرة الثانية للبطولة.
تعرَّض سيرهو لإصابة قوية في نوفمبر، لكن بلاده تأمل أن يتمكن من استعادة لياقته الكاملة ويقود الفريق القادم من غرب إفريقيا إلى بلوغ دور الستة عشر.
محمد قدوس (غانا)
تتوجه غانا إلى ساحل العاج المجاورة وتأمل في تحقيق نتيجة إيجابية تعوض بها الخروج المبكر من دور المجموعات في كأس الأمم 2021، حيث لحقت بها هزيمة مفاجئة من فريق جزر القمر 3-2.
وحتى في التصفيات الحالية المؤهلة لكأس العالم 2026، كان أداء بالفريق الملقب بالنجوم السوداء مخيبًا للآمال، وخسر من جزر القمر للمرة الثانية 0-1.
وكان محمد قدوس هداف غانا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية، حيث سجل ثلاثة أهداف، وأصبح لاعبًا مؤثرًا مع وستهام يونايتد الإنجليزي، منذ انتقاله إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في أغسطس الماضي.
وبعد تسجيله هدفين في نهائيات كأس العالم 2022، هل يستطيع المهاجم البالغ من العمر 23 عامًا مساعدة غانا على العودة إلى قمة اللعبة الإفريقية رغم الاختبار المبكر الصعب أمام مصر؟
عيسى كابوري (بوركينا فاسو)
قدم عيسى كابوري أداءً جيدًا في مركز الظهير الأيمن في نهائيات أمم إفريقيا 2021، وتم اختياره كأفضل لاعب شاب في البطولة، ولفت الأنظار بشدة مع وصول بوركينا فاسو إلى الدور قبل النهائي، قبل الخسارة أمام السنغال التي فازت باللقب في النهاية.
وحتى الآن لا يزال كابوري مقيدًا بنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، منذ انضمامه إليه من نادي ميشلين في عام 2020، لكنه ينتظر ظهوره الأول مع بطل الدوري الإنجليزي الممتاز وأوروبا.
بعد فترات إعارة في فرنسا مع تروا ومرسيليا، يظهر اللاعب البالغ 22 عامًا الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز مع فريق لوتون تاون، والذي يكافح للهروب من الهبوط.
وتلعب بوركينا فاسو في المجموعة الرابعة مع الجزائر وموريتانيا وأنجولا.
وقد يساعد الظهور القوي على الساحة القارية عيسى كابوري، والذي خاض أكثر من 30 مباراة دولية، في أن يعود إلى تشكيلة بيب جوارديولا للسيتي الموسم المقبل.
عز الدين أوناحي (المغرب)
ساهم الأداء الرائع للاعب خط الوسط القوي عز الدين أوناحي في مسيرة المغرب التاريخية في كأس العالم 2022، وكان عاملًا رئيسيًا في تأمين انتقاله إلى العملاق الفرنسي مرسيليا بعد النهائيات.
ومع ذلك، فإن كسر إصبع القدم الذي تعرض له أثناء مشاركته مع أسود الأطلسي في مارس أنهى موسمه بعد سبع مباريات قصيرة فقط في الدوري الفرنسي مع فريقه الجديد.
ويسعى اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا إلى العودة إلى المستوى العالي الذي وصل إليه في مونديال قطر. ولم يشارك أوناحي في المباراة الوحيدة التي خاضها المغرب في تصفيات كأس العالم 2026 في نوفمبر.
ومع ذلك، قد يعود المدرب وليد الركراكي للاستعانة باللاعب الذي لعب دورًا أساسيًا في وصول الفريق إلى نصف نهائي كأس العالم، وذلك في المواجهات المقبلة بأمم إفريقيا عندما يواجه الكونغو الديمقراطية وزامبيا وتنزانيا في المجموعة السادسة.