القس / أيمن عيد
“وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ” (غل 4: 4-5)
يوضح ويطبق بولس الرسول بعض التشبيهات من واقع الحياة بالناموس كالآتي:
الحارس 3: 23:
هو الذي يحرس الشخص ويحفظه تحت رقابة دائمة بضوابط مشددة لكي يتهذب ولا يحيد عن الصواب لكي لا يدان. هكذا الناموس وضعه الله لشعبه ليكون حارسًا لهم من العبادة الوثنية المنتشرة في كل الأمم والتي تجلب اللعنات والهلاك وأيضا يهذبهم ليسلكوا السلوك الحسن. وكل مَنْ يتمم الناموس يحيا، لكنهم كسروا الناموس وزاغوا عن طقوسه وفرائضه التي كانت عليهم كالربط والقيود القاسية فحلّت عليهم لعنة الناموس، ويوضح بولس هذا بقوله: “كنا محروسين تحت الناموس مغلقًا علينا.”
المؤدِّب 3: 24:
في ثقافة اليونان والرومان قديمًا، كان الوالدان يسلِّمان طفلهما الصغير إلى المُربي الذي يقوم بتربيته وتعليمه وتهذيبه وترويضه، وكانت لديه الصلاحيات بأن يعاقبه على أخطائه، وذلك حتى يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ والنضج والرشد ثم حينئذ يسلِّمه إلى الوالدين. وهكذا بولس الرسول يطبق هذا التشبيه ويوضح بأن الناموس كان للشعب اليهودي كالمُربى الذي يروِّضهم ويهذبهم حتى بلوغهم سن الرشد (مجيء المسيح)، فأتى المسيح لكل البشر وفتح باب سجن الناموس ليعتق المقيَّدين بلعنة الناموس. وقد أُحيل مؤدِّبنا (الناموس) إلى التقاعد، لذلك يقول بولس: “ولكن بعدما جاء الإيمان أي المسيح لسنا تحت مؤدِّب”، فالمسيح جعل كل مَنْ يؤمن به خليقة جديدة ليصير الجميع عائلة الله.
(3: 26-29) لا يوجد تميز في العرق والمركز والجنس.
الابن القاصر 4: 1:
الطفل القاصر لا يحق له التصرف في حقوقه وممتلكاته كأنه لا يملك شيئًا مع كونه صاحب كل شيء. وبالرغم من أنه الوارث لكل شيء، لكن لكونه قاصرًا وتحت رعاية المُؤدِّب وحراسته فهو لا يفرق شيئًا عن العبد الذي لا يملك شيئًا.
أوصياء ووكلاء 4: 2:
يؤكد بولس الرسول بأن الناموس كان وصيًا على الابن القاصر (الشعب اليهودي) ووكيلًا عنه حتى وقت بلوغه، أي إلى مجيء المسيح المخلِّص.
لذلك يوضح الكتاب المقدس بأن الله اخترق التاريخ في التوقيت الصحيح بقوله: “ملء الزمان”، وأيضًا بالطريق الصحيح فقد أرسل “ابنه وروحه القدوس”، أي أن الابن الأزلي المبارك شخص المسيح قدم نفسه كفارة عن العالم ليعتق كل مَنْ يؤمن به لينال الحياة الأبدية، وأيضًا الروح القدس يسكن في القلب إلى الأبد، وذلك عربون الحياة الأبدية .