28.4 C
Cairo
الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةصحة"اللياقة الاجتماعية الإيجابية" هي السبب رقم 1 للسعادة والصحة وليس الثروات ولا...

“اللياقة الاجتماعية الإيجابية” هي السبب رقم 1 للسعادة والصحة وليس الثروات ولا المناصب

دراسة استمرت لمدة 85 عامًا تتوصل إلى أن العلاقات الاجتماعية الإيجابية، وليس الثروات ولا المناصب، هي التي تجلب السعادة وتؤسس لعمر أطول بدون أمراض

شرع باحثو جامعة هارڤارد في عام 1938 في إجراء دراسة استمرت لعقود لمعرفة ما الذي يجعلنا سعداء في الحياة. وعكف الباحثون على جمع البيانات والسجلات الصحية من 724 مشاركًا من جميع أنحاء العالم وقاموا بطرح أسئلة مفصلة حول حياتهم كل عامين.

على عكس الاعتقاد الشائع، لم يكن سبب السعادة إنجازًا مهنيًا أو مالًا أو تمرينًا رياضيًا أو نظامًا غذائيًا صحيًا. كانت النتيجة الأكثر اتساقًا التي توصل لها علماء هارڤارد خلال 85 عامًا من الدراسة هي أن العلاقات الإيجابية هي التي تجعل الإنسان أكثر سعادةً وصحةً وتساعده على العيش لفترة أطول بدون الإصابة بالأمراض، وذلك بحسب ما نشره موقع شبكة CNBC الأمريكية.

المفتاح الأول لحياة سعيدة

تؤثر العلاقات الاجتماعية على الإنسان جسديًا؛ على سبيل المثال، يشعر بحالة من الانتعاش عندما يعتقد أن شخصًا ما قد فهمه حقًا أثناء محادثة جيدة، أو يعاني من قلة النوم في فترة الفتنة الرومانسية. لذا، فإنه ينبغي التأكد من تمتع الشخص بعلاقات صحية ومتوازنة، ومن ثَمَّ فإنه يجب عليه ممارسة “اللياقة الاجتماعية”.

يميل الكثيرون إلى الاعتقاد بأنه بمجرد إقامة صداقات وعلاقات اجتماعية سطحية فإنهم يعتنون بأنفسهم، لكن في واقع الأمر الحياة الاجتماعية هي نظام حي، وهي بحاجة إلى ممارسة وتقييم للعلاقات الاجتماعية مع مراعاة الصدق مع النفس بشأن المكان الذي يتم تكريس الوقت فيه وما إذا كان الشخص يعتني بالروابط التي تساعده على الازدهار ويعززها.

تقييم العلاقات الاجتماعية

بحسب ما ذكره البروفيسور روبرت ڤالدينچر، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارڤارد، ومدير دراسة هارڤارد لتنمية البالغين، والبروفيسور مارك شولز، المدير المشارك لدراسة هارڤارد لتنمية البالغين والمعالج الممارس مع تدريب ما بعد الدكتوراه في الصحة وعلم النفس الإكلينيكي في كلية الطب بجامعة هارڤارد، وهما مؤلفا كتاب “The Good Life”، فإن البشر مخلوقات اجتماعية، و”كل فرد في المجتمع لا يستطيع توفير كل ما يحتاجه لنفسه، إننا [كأفراد] بحاجة إلى الآخرين للتفاعل معنا ومساعدتنا.” وتوجد في العلاقات الاجتماعية الحياتية سبعة أركان أساسية للدعم:

1. الأمن والأمان: بمن سيتصل الشخص إذا استيقظ خائفًا في منتصف الليل؟ إلى مَنْ يتجه لطلب الدعم في لحظة الأزمة؟

2. التعلم والنمو: مَنْ الذي يشجع الشخص على تجربة أشياء جديدة، واغتنام الفرص، ومتابعة أهداف حياته؟

3. القرب العاطفي والثقة: مَنْ يعرف كل شيء (أو معظم الأشياء) عن الشخص؟ مَنْ الذي يمكنه الاتصال به عندما يشعر بالضعف ويكون صادقًا مع ما يشعر به؟

4. تأكيد الهوية والخبرة المشتركة: مَنْ هو الإنسان الذي يشاركه الشخص العديد من الخبرات ويساعده على تقوية إحساسه بهويته؟

5. العلاقة العاطفية الرومانسية: هل يشعر المرء بالرضا عن مقدار الألفة الرومانسية في حياته الزوجية؟

6. مساعدة (معلوماتية وعملية): مَنْ الذي يلجأ إليه المرء إذا كان بحاجة إلى بعض الخبرة أو المساعدة في حل مشكلة عملية ربما تكون بسيطة؛ على سبيل المثال، غرس شجرة أو إصلاح خدمة الـ WiFi في المنزل؟

7. المرح والاسترخاء: مَنْ هو الشخص الذي يجعل المرء يضحك؟ بمن يتصل لمشاهدة فيلم أو الذهاب في رحلة على الطريق؟ مع مَنْ يشعر بالتواصل والراحة؟

ويمكن عمل جدول لتقييم العلاقات الاجتماعية وتحديد مصادر الدعم الإنساني والاجتماعي في حياة الشخص.

يتم وضع رمز زائد (+) في الأعمدة المناسبة أمام اسم الشخص إذا بدا أن العلاقة تضيف إلى هذا النوع من الدعم في حياته، ورمز ناقص (-) إذا كانت العلاقة تفتقر إلى هذا النوع من الدعم. وينوه الباحثان هالدينفر وشولز إلى أنه “لا بأس إذا لم تقدم جميع العلاقات –أو حتى معظمها– كل هذه الأنواع من الدعم.”

ويشرح الباحثان ڤالدينچر وشولز أن ملء خانات الجدول سيساعد الشخص على رسم خريطة لعلاقاته الاجتماعية ستكون أداة مساعِدة على الرؤية تحت سطح عالمه الاجتماعي. ربما لن يشعر الشخص أن كل أنواع الدعم المذكورة مهمة بالنسبة له، ولكن يجب أن يضع في اعتباره أيًا منها مفيد، وأن يسأل نفسه ما إذا كان يحصل على الدعم الكافي في تلك المجالات.

وفي ضوء النتائج، وبالنظر إلى الأعمدة الموجودة في الجدول أو الخريطة الاجتماعية المجردة، يمكن أن يدرك الشخص أن لديه الكثير من الأشخاص الذين يستمتع معهم، ولكن لا يوجد أحد يثق به، أو ربما لديه شخص واحد فقط يلجأ إليه للحصول على المساعدة، أو أن هذا الشخص الذي يعتبره أمرًا مفروغًا منه في الواقع يجعله يشعر بالأمن والأمان والاطمئنان.

تعميق العلاقات والروابط

وفي ختام التقرير، ينصح الباحثان بعدم الخوف من التواصل مع الأشخاص الموجودين في حياة الشخص، سواء كان الأمر يتعلق بسؤال مدروس أو الاحتياج إلى لحظة اهتمام مكرس، ويؤكدان أن الأوان لم يفت بعد لتعميق الروابط التي تهم المرء وتُعَد ضرورية للاستمتاع بمزيد من السعادة والصحة النفسية والجسدية.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا