15.4 C
Cairo
الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيأولويات الموعظة على الجبل (في العلاقات – جزء 1)

أولويات الموعظة على الجبل (في العلاقات – جزء 1)

القس/أيمن عيد                    

اترك قربانك وارتق في علاقاتك (مت 5: 21-26)

أولويات الموعظة على الجبل (في العلاقات – جزء 1)

أقوال عن الموعظة على الجبل:

– قال القديس أغسطينوس: هذه العظة هي القيم السامية للحياة المسيحية الكاملة.

– قال رينان المُلحد: هذه العظة لا يضاهيها قول ولا يسمو فوقها تعليم، لذلك أوصى قبل موته بأسبوعين بأن يُكتب على مقبرته الآتي: “أيها السيد الرب أنا أؤمن ولكن أعن عدم إيماني، لقد أكد لي قلبي أن إنجيل يسوع المسيح يتحتم أن يكون عملًا إلهيًا وعظة الجبل فيه مُحال أن تكون عمل إنسان وهذا إيماني الذي نبع من عمق ضميري وكل التاريخ يثبت ذلك” (15/10/1852).

اترك قربانك وارتق في علاقاتك (مت5: 21-26)

لقد شرح السيد المسيح ذبيحة الإثم (لا5: 14-6: 1-7) وأشار للدوافع التي تقود للقتل وهي أنواع الغضب، وذلك بسب القرينة للنص.

1– الغضب الباطل: هو كبرياء مَنْ يهتم بنفسه ويتسرع دون تأنٍ ودراسة للأمر.

 (العقاب) أمام المحكمة الإبتدائية المكونة من 7 قضاة في المجمع الإقليمي.

2– التحقير من الآخر (رقا أي يا فارغ العقل) هو كبرياء يسخر من مقدرة غيره.

  (العقاب) أمام المحكمة العليا المكونة من سبعين قاضيًا – مجلس السنهدريم.

3– التشهير بالآخر (أحمق أي يا غبي) هو كبرياء يشوه سمعة غيره.

 (العقاب) نار جهنم.

علاج الغضب:

( أم14: 29؛ 15: 1؛ 16: 32؛ جا7: 9؛ يع1: 19)

تذكر ملكًا عظيمًا تسرع وحكم على نفسه بالموت (2صم12: 5)

ملحوظة: هناك غضب مقدس (مز76: 10؛ أف4: 26) وهو غضب للدفاع عن الحق وليس للحصول على حق ما لمصلحة شخصية.

(اترك قربانك)

لو أخطأت في حق غيرك فاترك زيف العبادة الناموسية وأوهام العبادة الروحية واذهب اصطلح أولًا ثم قدم قربانك وتمم عبادتك، ولو أخطأ في حقك الآخر فاذهب وعاتبه  (مت18: 21)

فيجب أن تصطلح أو تعاتب قبل العبادة، فالسيد المسيح اهتم بتصفية العلاقات سريعًا ليمتلئ القلب بالسلام والسعادة والراحة واستجابة الصلوات بدلًا من الخصومات والصراعات ورغبة الانتقام (مز66: 18؛ 1بط3: 7).

(الفلس الأخير)

هو أصغر عملة يهودية، ويقصد السيد المسيح أن الذي لا يصطلح مع الآخر سيُلقى في سجن عدم رضا الله عليه وحينئذٍ سيدفع ثمن أخطائه كلها لأنها لم تُغفر له لأنه لم يغفر للآخر؛ “واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا” (مت6: 12).

(مَنْ لطمك على خدك الأيمن)

هو مَثَل لمشاجرة بين شخصين متساويين (مت5: 38-42)

السيد المسيح يعلمنا عدم مقاومة الشر وعدم رد الإساءة ومواجهة احتقار الآخر بصمت ويوضح الآتي:

عندما يضربك الضارب على خدك الأيمن فإنه يضربك بظهر يده اليُمنى وهذه أشد إهانة للشخص بكل معاني الاحتقار عند الربيين اليهود، فتعليم المسيح هو أن مَنْ يحتقرك اتركه ولا ترد الإساءة إليه، وهذا ما فعله يسوع أثناء محاكمته.

(الثوب والرداء)

هو مَثَل المطالبة بالحق بين الدائن والمدين

السيد المسيح يعلمنا كيف نواجه عدم عطف الآخرين لنا بصمت ويوضح الآتي:

الثوب هو اللباس الداخلي والرداء هو اللباس الخارجي. وبحسب الشريعة (خر22: 26-27)، نرى أقصى عقوبة في القانون اليهودي وهي أن  المدين الذي لم يستطع أن يسدد ديونه يقدم رداءه للدائن ولكنه يسترده قبل غروب الشمس. وهنا نرى روح الناموس الذي يعكس رحمة الله له وتسامح أخيه في الدين، لكن اليهود أخذوا الناموس بالحرف وتركوا جوهره، فكان الدائن يأخذ الثياب ولا يردها بحسب الوصية وحينئذٍ يحق للمدين بأن يرفع شكواه للقضاء لأن الدائن لم يطبق الشريعة. وقد أوصى المسيح المدين بألا يقاضيه عند القضاء.

 (من سخّرك ميلًا)

هو مَثَل اعتداء سياسي

السيد المسيح يعلِّمنا كيف نواجه الظلم والاضطهاد بصمت ويوضح الآتي:

الميل الأول تم بالتسخير والقهر من الرومان، ولكن على المؤمن أن يُظهِر المحبة العملية ويكمل الميل الثاني برضاه.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا