سيدتي – سارة نبيل
الفوبيا هي نوع من اضطرابات القلق التي تجعل الفرد يعاني من خوف شديد وغير منطقي من موقف أو كائن حي أو مكان أو شيء ما. وعندما يعاني الإنسان من الفوبيا فإنه غالبًا ما يشكِّل حياته لتجنُّب ما يعتبره تهديدًا، والتهديد المتخيل عادةً ما يكون أكبر من أي تهديد حقيقي في الواقع.
ويشعر الإنسان بضيق شديد عند مواجهة مصدر الفوبيا التي يعاني منها، مما قد يمنعه من العمل بشكل طبيعي، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بنوبات الهلع.
أنواع الفوبيا:
هناك ثلاثة أنواع من الفوبيا معترف بها من قِبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، وهي تشمل ما يلي:
– الفوبيا المحددة: وهي عبارة عن خوف شديد وغير عقلاني من محفِّز معين.
– القلق الاجتماعي: وهو خوف عميق من الإذلال العلني ومن أن يتم تمييز الشخص أو الحكم عليه من قِبل الآخرين في موقف اجتماعي، ففكرة التجمعات الاجتماعية الكبيرة مرعبة لشخص يعاني من القلق الاجتماعي.
– فوبيا الأماكن المكشوفة: وهي الخوف من المواقف التي يصعب الهروب منها مثل التواجد في مصعد أو التواجد خارج المنزل، وعادةً ما يُساء فهمه على أنه خوف من الأماكن المفتوحة، ولكنه يمكن أن ينطبق أيضًا على الأماكن المحصورة ضمن مساحة صغيرة، مثل المصعد أو وسائل النقل العام. ويعاني الأشخاص المصابون بفوبيا الخلاء من خطر متزايد للإصابة باضطراب الهلع.
وتُعرف أنواع الرهاب المحددة باسم “الرهاب البسيط”، حيث يمكن ربطها بسبب محدد قد لا يحدث بشكل متكرر في الحياة اليومية للفرد، مثل الثعابين، ولذلك من غير المحتمل أن تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير.
ولكن يُعرف القلق الاجتماعي ورهاب الخلاء باسم “الرهاب المعقد”، حيث يصعب التعرف على مسبباتهما، كما يمكن للأشخاص الذين يعانون من الرهاب المعقد أن يجدوا صعوبة في تجنُّب المثيرات، مثل مغادرة المنزل أو التواجد وسط حشد كبير.
أعراض الفوبيا:
تظهر أعراض الفوبيا على شكل:
– إحساس بالقلق لا يمكن السيطرة عليه عند التعرض لمصدر الخوف.
– الشعور بضرورة تجنُّب مصدر هذا الخوف بأي ثمن.
– عدم القدرة على العمل بشكل صحيح عند التعرض للفوبيا.
– الاعتراف بأن الخوف غير منطقي وغير معقول ومبالغ فيه، مصحوبًا بعدم القدرة على التحكم في المشاعر.
ويعاني المصابون بالفوبيا من مشاعر الذعر والقلق الشديد عند التعرض لسبب الفوبيا، ويمكن أن تشمل الآثار الجسدية لهذا الشعور ما يلي:
– التعرق
– التنفس غير الطبيعي
– تسارع ضربات القلب
– الارتجاف
– الهبات الساخنة أو القشعريرة
– الإحساس بالاختناق
– آلام أو ضيق في الصدر
– شعور غريب بالمعدة
– الفم الجاف
– الارتباك
– الغثيان
– الدوخة
– الصداع
أنواع شائعة للفوبيا المحددة:
– فوبيا الأماكن المغلقة: وهي الخوف من التواجد في الأماكن الضيقة.
– الإيروفوبيا: الخوف من الطيران.
– الأراكنوفوبيا: الخوف من العناكب.
– فوبيا القيادة: الخوف من قيادة السيارة.
– الإيميتوفوبيا: الخوف من القيء.
– فوبيا الحمى: الخوف من إحمرار الوجه.
– الهيبوكوندريا: الخوف من الإصابة بالمرض.
– الزوفوبيا: الخوف من الحيوانات.
– الأكوافوبيا: الخوف من الماء.
– الأكروفوبيا: الخوف من المرتفعات.
– فوبيا الدم والإصابة والحقن (BII): الخوف من الإصابات وظهور الدم.
– الإيسكالافوبيا: الخوف من السلالم المتحركة.
– فوبيا الأنفاق: الخوف من الأنفاق.
أسباب الفوبيا:
من غير المعتاد أن يبدأ الرهاب بعد سن الثلاثين، ولكنه يبدأ عادةً في سن الطفولة المبكرة أو سنوات المراهقة أو البلوغ المبكر.
يمكن أن تكون الفوبيا ناجمة عن تجربة مرهقة أو حدث مخيف أو كون أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة يعاني من رهاب، حيث يمكن للطفل “تعلُّمه”.
الفوبيا المحددة
تتطور حالات الفوبيا المحددة عادةً قبل سن 4 إلى 8 سنوات، وفي بعض الحالات قد تكون نتيجة لتجربة مبكرة مؤلمة، وأحد الأمثلة على ذلك هو رهاب الأماكن المغلقة الذي يتطور بمرور الوقت بعد أن يمر الطفل بتجربة غير سارة في مكان ضيق. ويمكن أيضًا أن يكون سبب الفوبيا الذي يبدأ أثناء الطفولة هو مشاهدة فوبيا أحد أفراد الأسرة، فالطفل الذي تعاني والدته من فوبيا العناكب على سبيل المثال يكون أكثر عرضة للإصابة بنفس الفوبيا.
الفوبيا المعقدة
هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد سبب إصابة الإنسان برهاب الخلاء أو القلق الاجتماعي، ولكن يعتقد الباحثون حاليًا أن الفوبيا المعقدة ناتجة عن مزيج من تجارب الحياة وكيمياء الدماغ وعلم الوراثة.
علاج الفوبيا
الفوبيا قابلة للعلاج بشكل كبير، والأشخاص المصابون بها يكونون دائمًا على دراية باضطرابهم، مما يساعد في التشخيص. ويُعد التحدث إلى الطبيب النفسي خطوة أولى مفيدة في علاج الفوبيا.
وإذا كانت الفوبيا لا تسبب مشاكل خطيرة فإن معظم الناس يجدون أن تجنُّب مصدر خوفهم ببساطة يساعدهم على إبقاء الأمر تحت السيطرة، ولن يسعى الكثير من الأشخاص المصابين بالفوبيا إلى العلاج، لأن هذه المخاوف غالبًا ما يمكن التحكم فيها.
ولا يوجد علاج واحد يصلح لكل شخص مصاب بالفوبيا، ولكن يجب أن يكون العلاج مخصصًا للفرد حتى يحقق نتائج. وقد يوصي الطبيب أو الاختصاصي النفسي بالعلاج السلوكي أو الأدوية أو بمزيج من الاثنين معًا، إذ يهدف العلاج إلى تقليل أعراض الخوف والقلق ومساعدة الأشخاص على إدارة ردود أفعالهم تجاه موضوع الرهاب.