كان الغراب يصيح بيأس ويرسل نعيقه المزعج في القرية:
“كروو..وا. كروووو.وا”..
لقد كان يشعر بالجوع الشديد ولم يعثر على حبة قمح واحدة تسد معدته الخاوية.
فجأة، رأى الغراب نسرًا يطير في الأجواء المرتفعة، ثم يهبط كالصاروخ وينقض بسرعة خاطفة فوق حمل صغير، ويحمله بين مخالبه القوية، ويرتفع ثانية في الأجواء العالية.
قال الغراب محدثًا نفسه: أنا أيضًا طائر مثل النسر تمامًا. وأنا لي جناحان مثله تمامًا.
ولي أيضًا مخالب مثله. إذًا، أستطيع أن أفعل مثله أيضًا.
وأنقض الغراب فوق ظهر خروف كبير، وغرس مخالبه في صوف فروه. وأخذ يشدّ بكل قواه ليرتفع بالخروف في الجو، لكن الخروف كان كبيرًا جدًا وثقيلاً جدًا.
ولم يستطع الغراب أن يُحركه من مكانه.
نَبهت أصوات القطيع و”مأمأة” الخروف، راعي الغنم، الذي حضر في الحال وانهال بالعصا ضربًا على ظهر الغراب، الذي لم يستطع أن يُخلص مخالبه من فروة الخروف المتشابكة إلا بصعوبة شديدة. وعاد إلى عشّه وهو لا يُصدق نفسه بالنجاة من الهلاك.. ونادمًا على تقليد من هو أقوى منه.
