حل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ضيفًا ببرنامج “المساء مع قصواء”، المذاع على قناة “سي بي سي” وتحدث عن الحياة وأسباب رحلته إلى القدس وحبه للغة العربية. وإليكم أبرز التصريحات:
قال قداسة البابا تواضروس الثاني، إن المسيحية بدأت في القرن الأول الميلادي، في مراكز تسمى “الكراسي الرسولية”، وهي الأساسيات في أورشليم والإسكندرية وروما وأنطاكيا وانضمت إليها القسطنطينية، وعندما بدأ في الظهور بعض الأفكار المتطرفة والهرطقة، تعالجها الكنيسة وتوقفها عند حدها وتسير المسيرة.
وأضاف “الناس كلها مش بياكلوا من صنف واحد، ومن ثم ليس أمرًا غريبًا وكان الاختلاف موجودًا منذ السيد المسيح وفي العصور كلها”.
وعن زيارته للقدس قال البابا: إنه منذ حرب 67 منعت الكنيسة المصرية الأقباط من الذهاب للقدس، وحتى بعد توقيع اتفاقية السلام منع البابا شنودة المسيحيين المصريين من زيارة الأراضي المقدسة.
ونوه بأن هذا المنع كان له آثار سلبية، متمثلة في حرمان الأقباط المصريين من التبرك بالأراضي المقدسة هناك، وعدم وجود مصدر دخل لأقباط القدس نتيجة توقف الزيارات.
ولفت إلى أن المسئول بحاجة إلى شجاعة في اتخاذ القرار، وهو ما حدث معه خلال زيارته إلى القدس، بعد وفاة المطران هناك والذي أوصى بدفنه في الأراضي المقدسة، ما دفعه للسفر، وذلك بعد التشاور مع القيادة السياسية، مؤكدًا أنه لقي تشجيعًا كبيرًا في هذا القرار من قبل القيادة.
وأشار إلى أنه لو كان تخاذل أو تراجع عن زيارته للأراضي المقدسة، كان سيمثل ذلك خسارة كبيرة بالنسبة له، خاصةً وأنه بعد السماح بزيارة الأقباط المصريين للأراضي المقدسة، أحدث انتعاشة بالقدس، كما سمح بوجود مطران وأقباط مصريين هناك، وهو أمر شديد الأهمية.
وأضاف: الدولة أطلقت فعاليات جيدة للغاية مثل “تكافل وكرامة”، والتي غطت ناس كثر، وهو شيء جيد محل إشادة منه، بجانب مشروع “حياة كريمة” الذي رفع من قيمة الناس، خاصة الذين يعيشون في الريف.
وأوضح أنه يحب في الرئيس عبد الفتاح السيسي بُعده الديني، فليس هناك خطاب له قاله إلا ويذكر فيه اسم الله، وهذه نقطة مهمة للغاية وجوهوية، مرادفًا: “صحيح أنا رئيس في مكان ما، لكن بسماح من الله وبقدرة من الله أعمل وأخدم وأعمل وليس بشطارتي”.
وعن تعداد المسيحيين قال: المسيحيون في مصر يمثلون 15% من الشعب.. ويوجد 2 مليون مسيحي بالخارج.
ونوه بأنه يُجري مقابلات مع بعض الأشخاص الذين ينتقدونه ويريدون الفهم والمعرفة، معقبًا: «بابي ومكتبي مفتوح لأي شخص ينتقدني من أجل الفهم، وليس من أجل السفسطة والمجادلة أو الشهرة، لأن وقتي لا يسمح لهذا».
وأوضح أن الحوار بين الكنيسية المصرية والكنائس الأخرى حول العالم، بدأ بشكل غير رسمي، وكان يشهد خلافات كثيرة، وهو ما دفعه لتوجيه الأطراف المشاركة في هذه الحوارات؛ لدراسة الطرف الآخر ولتفكيره ولغته والتعرف على ثقافته.
وأشار إلى أن هذا الأمر أتى بنتائج جيدة، وساهم في تقريب الفهم فيما بينهما، منوهًا بأن الخلاف الجذري فيما بين الكنائس المسيحية حول العالم به جانب لاهوتي ويدخل فيه صبغة سياسية أيضًا.