جلوريا حنا
يشهد العالم تلك الأيام أخبارًا عديدة عن حرب أو شبه حرب بين إيران وإسرائيل، وهناك العديد من التخوفات بشأن كيف يمكن لتلك الحرب أن تتطور وكيف يمكن أن تؤثر على الدول من حولها، بالإضافة للحروب الأخرى التي لا تزال منتشرة والتي لا نرى لها نهاية إلى الآن. كيف ستنتهي تلك الأحداث؟ وهل ستتطور أكثر أم ستتم السيطرة عليها قبل فوات الأوان؟ كلها أسئلة تجول في خواطرنا.
تنشر لنا وسائل التواصل الاجتماعي الأخبار بشكل سريع، هذا غير مواقع الأخبار التي ما أن يحدث الأمر من هنا حتى نعرفه في غضون ساعة واحدة أو أقل. وبتلك السرعة التي تنتشر بها الأخبار خاصة أخبار الحروب الواقعة الآن، يبدو لنا أن العالم قد جن جنونه. إن العالم لا يريد أن يهدأ أو يعيش في سلام، بل يبدو كما لو أن الحروب تصب في صالحه بشكل ما بغض النظر عن الضحايا.
الوضع كئيب؟ أمر يدعو لليأس؟ أو ربما الفزع؟ كل هذا صحيح إذا وضعنا تركيزنا كله على تلك الأحداث الواقعة حولنا، وهذا هو هدف إبليس: أن نتشتت ونغرق في اليأس والخوف والإحباط مما يحدث، أن تروعنا تلك الأخبار ونهتز بسببها. لكن إذا فكرنا في الأمر، سنجد أننا يجب أن ننشغل بشيء آخر: أن ننشغل بعلاقتنا مع الله، وأن ننشغل بأن ننمو معه حتى وسط تلك الظروف، بل ونستغل تلك الظروف كي نلتصق بالله أكثر لنأخذ منه الشعور بالسلام والأمان، وأن نصلي لأجل الذين هم في وسط تلك الأحداث، فنحن نخاف من مجرد سماعها، فماذا عن المشاركين فيها؟!
عزيزي… ما يحدث حولنا إنذار لنا بأن نظل مستعدين، فنحن لا نعلم ماذا يمكن أن يحدث في الدقائق القادمة. وعلى الرغم من أننا يجب أن نكون مستعدين حتى في أوقات السلام والراحة، لكن تلك الأحداث حولنا تؤكد أن الوقت قد لا يكون في صالحنا. يجب أن نستغل وقتنا ونستعد جيدًا، وهذا ما يوصينا به السيد المسيح قائلًا: «اسهروا إذا وتضرعوا في كل حين، لكي تحسبوا أهلًا للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون…» (لو21: 36)، كما يحذرنا الرسول بطرس قائلًا: «اصحوا واسهروا. لأن إبليس خصمكم كأَسد زائر، يجول ملتمسًا من يبتلعه هو» (1بط5: 8). وإذا تجولنا في الكتاب المقدس سنجد مواضع كثيرة تحدثنا عن الاستعداد.
خائف؟ حائر؟ يائس؟ أشعر بك، لكن ما رأيك أن نضع تلك المشاعر بين يدي الله؟ لقد سبق وأعطى تلاميذه القدرة على الصلاة والتسبيح وسط التعذيب والسجن، وهو يستطيع أن يفعل ذلك معنا إذا وثقنا به، إذا وثقنا أن له سلطانًا. حتى مشاعر الشك تلك التي قد تحيط بنا حاليًا، لنضعها هي أيضًا بين يدي الله، ولنتذكر أنه بدلًا من الانشغال بالخوف واليأس، علينا ننشغل أكثر بعلاقتنا مع الله ونكون في استعداد دائم.
وأخيرًا صلاتنا لأجل مَنْ هم في سلطة، وصلاة لأجل الذين يعانون من الحروب!