سامر سليمان
الحب وحده ليس كافيًا لنجاح أي علاقة واستقرارها، بل هناك عوامل كثيرة تلعب دور هامًا في نجاح العلاقة، والاستقرار الزوجي هو قدرة الزوجين على الحفاظ على علاقة قوية متماسكة تكرّس لزواج سعيد وآمن ومُرضٍ للطرفين.
إن استقرار الحياة الزوجية يتوقف في البداية على قوة حب الزوجين لبعضهما البعض، وتبادل المشاعر بنوع من التوازن والحرص، ومقدرتهما على التكيُّف مع اختلافاتهما، والتماهي مع تحديات الحياة، فاستقرار الحياة الزوجية يتوقف على مدى شعور الزوجين بالمسؤولية تجاهها وتجاه علاقة كل منهما بالآخر، فالحياة الزوجية سكن ومودة وحسن العشرة، وقوامها الرفق وسعة الصدر واللين، قبل أن تكون حقوقًا وواجبات.
إستراتيجية فعالة لدوام استقرار الحياة زوجية
1- الاحترام المتبادل
الاحترام والتقدير المتبادل يعني تقبل شريك الحياة المختلف كما هو، وتقديره، واحترام خصوصيته وقيمته وكرامته، وحقوقه، ويعتبر الاحترام مفتاحًا أساسيًا للنجاح والسعادة في العلاقة الزوجية، فهو يعكس القيم ويعزز التواصل الفعال والتعاون بين الزوجين، مما يساهم في بناء علاقة مستقرة ومتينة.
2- الشفافية والبوح
الشفافية من أهم أسباب بناء حياة مستقرة ومستقبل آمن حيث تمتد جسور التواصل الإيجابي والسعادة الزوجية، وهي تُمهّد الطريق لعلاقة صحية وداعمة مليئة بالحب غير المشروط، وهي تجعل الشريكين يشعران بالأمان الكافي لمشاركة مشاعرهما وأفكارهما وآرائهما، فصمام الأمان لاستمرار هذه العلاقة الزوجية هو الصراحة والوضوح في كل شيء، لأنها علاقة تقوم على الصدق والشفافية، فلابد أن يكون هناك ثقة في شريك العمر لإخباره بمخاوفك، وإحباطاتك اليومية، فهذا يدعم أواصر العلاقة ويحقق الأفضل لكليكما.
2- التعبير عن المشاعر
التعبير عن مشاعر الحب بين الزوجين من أسس الحياة الزوجية السليمة، ودليل على المشاعر والعواطف المتدفقة بينهما، وهو من أهم العادات الصحية التي تؤثر في زيادة الحب لأنها تحفز على المشاعر الدافئة المرتبطة بالأمان والاستقرار العاطفي، وذلك لتوطيد شعورهما بالأمان الذي هو أساس نجاح واستقرار الحياة الزوجية، والتعبير عن المشاعر عبارة عن الإفصاح عن المشاعر المكنونة التي يشعر بها الشريك لشريكه الآخر، سواء كانت سلبية أم إيجابية، ويمنح الحياة الزوجية إحساسًا جميلًا ويبرز قيمتها، ويوضح الرغبة في الاستمرار معًا طوال العمر.
3- التعامل مع الخلافات بحكمة
المشاحنات أمر طبيعي تحدث في أي علاقة زواج، والعلاقات الناجحة ليس هي التي لا تحدث بها خلافات ولكن هي التي بها شريكان يستطيعان التعامل وقت هذه الخلافات، وإذابة تأثيرها عن طريق الود وحسن المعاشرة، فالزوج والزوجة يحتاجان التعلم في التحكم في كلماتهما أثناء الخلافات، وعدم توجيه الاتهام للشريك الآخر، وإذا لم يصل أي طرف لحلول مرضية بالنسبة له، فيجب أن يتفق مع الطرف الآخر على إيجاد حلول وسطية ترضي الطرفين بنسبة كبيرة، والتعامل مع تلك الخلافات بطريقة حكيمة وحوار مفتوح للحفاظ على الاستقرار والتفاهم بين الشريكين.
4- الاهتمام المتبادل
هو شعور متبادل بين الشريكين يربطهما الحب برباط أبدي من الاحترام والتقدير والثقة والاحتواء ومراعاة المشاعر، والاهتمام هو لغة الحب العميقة، وهو ما تحتاجه العلاقة الزوجية لتصبح قوية، فالاهتمام هو سر نجاح العلاقة الزوجية، وهو الوقود الذي يشعل حرارة الحب، ويحافظ على دفء العلاقة، واستمرارها.
5- المشاركة
التشارك بين الزوجين من أكبر عوامل بناء حياة مستقرة ومستقبل آمن وهو السبيل لنجاح الحياة الزوجية، وهو وسيلة من وسائل المودة والرحمة، وذلك بأن يساعد كل طرف الآخر في إكمال مسؤولياته وسد النقص فيها، واستقرار الحياة الزوجية يتوقف على مدى تطبيق مبدأ المشاركة فيها، فالمشاركة تحقق الهدوء والطمأنينة لأن الشريكين يسيران سويًا في الاتجاه نفسه، وهذه المشاركة تساهم بشكل فعَّال في تخفيفِ التوترات والمشاحنات بين الشريكين، وتجعل الطرفين يتجاوزان الكثير من الأخطاء، والتغاضي عن كثير من الهفوات.
6- حفظ الأسرار
حفظ الأسرار في الحياة الزوجية من القواعد الهامة لدوام العشرة الزوجية واستقرارها، ولا يتحقق استقرار الحياة الزوجية بإفشاء الأسرار، فالعلاقة بينهما مقدسة ولها حرمتها ولا يجوز لأي من الزوجين أن يتحدث عنها تحت أي ظرف، ولا يجوز للشريكين إفشاؤها وإلا كان خائنًا للأمانة، فيجب على طرفي الحياة الزوجية حفظ الأسرار وعدم البوح بها مطلقًا، للحفاظ على حياتهما الزوجية من العبث بها، فالحفاظ على أسرار البيت يعزز الثقة والأمان بين الزوجين، ويمنعهما من التفكير بإخفاء أي شيء عن بعضهما البعض.
7- الاحترام العائلي
العلاقة الزوجية أساسها المودة والرحمة، وهي ليست ارتباطًا بين فردين فقط، بل بين عائلتين أيضًا، لهذا يلزم أن يسودهما الحب والإخاء، واحترامُ الزوجة أهلَ زوجها والعكس ليس مُجرَّد واجب اجتماعيّ فقط، بل هو استثمار في بناء علاقة زوجية قوية ومُستَقِرَّة، فإحسان كل من الزوجين إلى عائلة الشريك الآخر ومعاملتهما المعاملة الطيبة، يُدخِل الفرح والسرور على الحياة بينهما، ويجعل قلوبهما مليئة بالمحبة والانسجام والأمان.
8- احترام المساحة الشخصية
المساحة الشخصية هي المساحة الآمنة والداعمة، هي بيئة يمكن للمشاركين فيها التعبير عن أفكارهم وأسئلتهم ومخاوفهم بشكل مريح، وهي سرّ العلاقة الأكثر صحةً واكتمالًا، فكل إنسان يحتاج إلى مساحة خاصة به، واحترام هذه المساحة يساعد في تعزيز العلاقة بين الشريكين، وهي ليست مهمة فقط، بل هي ضرورية لبناء علاقات صحية والحفاظ على استمراريتها.