18.4 C
Cairo
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الرئيسيةطفلقصة اليدين المصليتين

قصة اليدين المصليتين

كانت هناك عائلة مكونة من أب وأم وثمانية عشر طفلاً، لذا كانت ظروفهم المادية في غاية الصعوبة ولكن ذلك لم يمنع الأخوين الأكبرين وأحدهم اسمه ألبرت من حلم كان يراودهما… فالاثنان موهوبان في الرسم، ولذا حلما بأن يدرسا فن الرسم. كان حلمًا لأنهما علما أن والدهما لن يستطيع أن يتكفلا باحتياجاتهما المادية وقت الدراسة. وأخيرًا توصلا إلى حل بعد مناقشات طويلة امتدت لساعات كثيرة ولأيام عديدة … أن يُجريا قرعة والخاسر يذهب للعمل في المناجم ويتكفل بمصاريف أخيه الفائز لمدة أربع سنوات وهي فترة الدراسة وبعدها يذهب الآخر ليدرس ويتكفل به أخوه ببيع الأعمال الفنية أو بالعمل في المناجم لو اقتضت الضرورة. وفعلاً أُجريت القرعة، وفاز بها ألبرت، وهكذا ذهب إلى الدراسة، وأما أخوه فذهب إلى المناجم ليعمل فيها أربع سنوات منذ البداية كان واضحًا أن ألبرت سيكون له شأن عظيم في عالم الفن، وعندما حان وقت تخرجه، كانت لوحاته و تماثيله تأتي بدخل وفير.

عاد ألبرت إلى قريته بعد غياب 4 سنوات وسط احتفال هائل، و صنع له أهله وليمة كبيرة. وعندما انتهوا من الطعام، وقف ألبرت وقال: “يا أخي الحبيب، الرب يباركك ويعوضك عن تعب محبتك لي. لولاك لما استطعتُ أبدًا أن أدرس الآن حان دورك في الذهاب، وأنا سأتكفل بمصاريفك، فلديّ دخل كبير من بيع اللوحات.”

اتجهت الأنظار نحو الأخ منتظرة ما سيقوله أما هو فهز رأسه ببطء وقال: “لا يا أخي، أنا لا أقدر على الذهاب الآن انظر إلى يديّ وما فعلته بهما 4 سنوات من العمل في المناجم لقد تكسر الكثير من عظامها الصغيرة لا يا أخي، فإني لا أقدر على الإمساك بريشة صغيرة والتحكم في الخطوط الدقيقة.”

 وذات يوم مر ألبرت على حجرة أخيه، فوجده راكعًا يصلي ويداه مضمومتان؛ فاستوقفه المنظر وشعر برهبة شديدة وهنا أخذ أدواته و رسم تلك اليدين، كتكريم للمحبة المضحية التي لا تفكر في نفسها، أطلق على اللوحة اسم “اليدان”، وأما العالم فأذهله الرسم وأعاد تسمية اللوحة “اليدان المصليتان”.

 لقد مر على هذه الأحداث العديد من الأعوام وأعمال هذا الفنان منتشرة في متاحف كثيرة، و لكن معظمنا لا يعرف مِن أعماله سوى هذه اللوحة الرائعة

فهل لنا هذه المحبة المضحية؟

المقاله السابقة
المقالة القادمة
مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا