لا يكفي أن يكون الشخص ذكيًا لتحقيق النجاح في الحياة. ففي بعض الأحيان، يكون الأشخاص شديدو الذكاء هم من يكافحون أكثر من غيرهم للتقدّم.
وبحسب ما نشره موقع Blog Herald، تكمن المشكلة غالبًا في سلوكياتهم الشخصية، والتي قد لا يدركون بعضها. وفيما يلي أبرز هذه السلوكيات:
1. التفكير المفرط
يعتاد الأشخاص شديدو الذكاء على التفكير المفرط في كل شيء. فهم يميلون إلى تحليل كل موقف وكل قرار بتفاصيل مفرطة، ما يؤدي غالبًا إلى “شلل التحليل”، حيث ينشغلون كثيرًا بوزن الإيجابيات والسلبيات، لدرجة أنهم ينتهون إلى عدم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق.
وفي حين أن التفكير العميق مفيد في بعض المواقف، فإن الحياة لا تتطلب دائمًا تحليلاً دقيقًا. أحيانًا، يكون من الأفضل أن يثق الشخص بحدسه ويتخذ القرار ببساطة.
2. الخوف من الفشل
يمكن أن يكون الخوف من الفشل قويًا إلى درجة يمنع الشخص من المخاطرة أو اغتنام الفرص. وقد يقضي المرء وقتًا طويلًا في محاولة تجنّب الأخطاء، فيفوّت بذلك فرصًا ثمينة للنجاح.
من المهم أن يتذكّر الفرد أن الجميع يرتكبون الأخطاء، فهي الطريقة التي نتعلم بها وننمو. فلا ينبغي أن يمنعه الخوف من الفشل من الوصول إلى كامل إمكاناته.
3. السعي إلى الكمال
يميل الأشخاص الأذكياء للغاية إلى الكمالية؛ حيث يضعون معايير عالية لأنفسهم ويسعون جاهدين إلى تحقيقها في كل ما يفعلونه.
وربما لا يُعرف على نطاق واسع أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الكمالية والتسويف؛ إذ أظهرت الأبحاث أن من يسعون إلى الكمال غالبًا ما يعانون من التأجيل المستمر. فهم يخشون ارتكاب الأخطاء أو إنتاج عمل غير مثالي، لذا يؤجّلون المهام بانتظار “اللحظة المثالية” أو “الفكرة الكاملة” – والتي نادرًا ما تأتي.
4. الافتقار إلى الذكاء العاطفي
يرتبط الذكاء المرتفع غالبًا بقدرات تحليلية ومنطقية قوية، لكنه قد يصاحَب بضعف في الذكاء العاطفي – أي القدرة على فهم العواطف الشخصية وعواطف الآخرين وإدارتها.
ويُعد الذكاء العاطفي ضروريًا لبناء علاقات قوية، وحلّ النزاعات، والتفاعل الاجتماعي الفعّال، ما يجعل نقصه عائقًا حقيقيًا في الحياة المهنية والشخصية.
5. صعوبة تفويض المهام
غالبًا ما يعاني الأشخاص شديدو الذكاء من حبّ السيطرة؛ سواء كان الأمر متعلقًا بمشروع في العمل أو بتخطيط إجازة. فهم يرغبون في الإشراف على كل التفاصيل، ما يجعلهم مترددين في تفويض المهام للآخرين.
وهذه المشكلة لا ترتبط بالسيطرة فقط، بل أيضًا بقلة الثقة. فالتفويض يعني الوثوق بشخص آخر ليؤدي المهمة بالشكل المطلوب، وهو أمر صعب بالنسبة لهم. لكن تعلم التفويض خطوة أساسية لتحسين إدارة الوقت والجهد، والتركيز على المهام الأكثر أهمية.
6. مقاومة التغيير
يحب الأشخاص الأذكياء التنبؤ والروتين، وقد يشعرون بعدم الارتياح عند مواجهة التغيير. إلا أن مقاومة التغيير قد تعيق التقدّم؛ فالنمو يتطلب الخروج من منطقة الراحة، وتجربة طرق جديدة في الحياة والعمل.
سواء كان الأمر وظيفة جديدة، أو انتقالًا إلى مدينة مختلفة، أو حتى نهجًا جديدًا لحلّ مشكلة قديمة – فإن التغيير، رغم صعوبته، غالبًا ما يحمل فرصًا للنمو والتطوّر.
7. إهمال العناية الذاتية
يُقدّر الأشخاص شديدو الذكاء الإنتاجية والإنجاز بدرجة عالية، مما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى إهمال أنفسهم. وقد يشمل ذلك تخطّي الوجبات، أو السهر المتواصل، أو تجاهل علامات التوتر والإرهاق.
غير أن إهمال العناية الذاتية ينعكس سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية، ويؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض الإنتاجية والإحباط.
العناية بالنفس ليست رفاهية، بل ضرورة؛ فهي الأساس الذي يُبنى عليه كل نجاح آخر. وإذا لم يعتنِ الإنسان بنفسه، فلن يكون قادرًا على تقديم أفضل ما لديه في الجوانب الأخرى من حياته.