19.4 C
Cairo
الخميس, مايو 22, 2025
الرئيسيةفكر مسيحيحفريات أور ونوزي

حفريات أور ونوزي

حفريات أور ونوزي من أهم الاكتشافات الأثرية التي تلقي الضوء على العصر الذي يُعتقد أن إبراهيم عاش فيه (حوالي 2000-1800 ق.م)، وتقدم سياقًا تاريخيًا وثقافيًا يتوافق مع روايات الكتاب المقدس. إليك تحليلًا مفصلاً:

1. حفريات أور (جنوب العراق، موطن إبراهيم)

اكتشافها: قام بها السير ليونارد وولي (1922-1934) في تل المُقيَّر.

كشفت عن مدينة متطورة تعود إلى العصر البرونزي (2100-2000 ق.م).

أهم الاكتشافات:

الزقورة العظيمة: معبد مخصص للإله نانا (إله القمر)، وهو ما قد يرتبط بذكر عبادة الأصنام في عائلة إبراهيم (تكوين 11: 31؛ يشوع 24: 2).

المقابر الملكية: وجد فيها مجوهرات وأدوات ذهبية، مما يدل على ثراء المدينة الذي قد يفسر سبب تسمية أور بـ”الكَلدانيين” (الشعب الثري والمتعلم).

اللوحات الطينية: تذكر أسماء مشابهة لـ”إبرام” (إبراهيم) و”تارح” (أبوه)، وتصف عادات اجتماعية مشابهة لتلك المذكورة في سفر التكوين.

علاقتها بإبراهيم:

الهجرة من أور: يتوافق تاريخ أور مع زمن هجرة إبراهيم إلى حاران ثم كنعان (تكوين 11: 31).

السياق الديني: العبادة الوثنية في أور (خاصة إله القمر) قد تفسر دعوة الله لإبراهيم لترك أرضه (تكوين 12: 1).

2. حفريات نوزي (شمال العراق، قرب كركوك)

اكتشافها: اكتشفت في يورغان تيبه (1925-1931) من قبل باحثين أمريكيين.

تعود إلى 1500-1400 ق.م (أي بعد إبراهيم بقرون، لكنها تحفظ تقاليد مشابهة).

أهم الاكتشافات:

اللوحات الطينية (أكثر من 4000 لوح): تصف عادات قانونية واجتماعية تشبه تلك المذكورة في سفر التكوين، مثل:

تبني الخادم كوارث: في نوزي، كان الرجل يعتمد على خادمه إذا لم ينجب، كما فعل إبراهيم مع أليعازر (تكوين 15: 2-3).

حقوق البكورية: بيع يعقوب الحقوق لأخيه عيسو (تكوين 25) يتوافق مع نصوص نوزي عن تبادل الميراث.

التماثيل المنزلية (الترافيم): التي سرقتها راحيل من أبيها (تكوين 31: 19)، وُجدت في نوزي كرمز لحقوق الميراث.

أهميتها:

تُظهر أن العادات المذكورة في سفر التكوين ليست اختراعًا لاحقًا، بل تعكس تقاليد حقبة إبراهيم.

3. الجدل العلمي حول هذه الاكتشافات

المؤيدون (مثل ك. كيتشن، وأ. ر. ميلارد): يرون أن هذه الحفريات تؤيد مصداقية البيئة التاريخية لسفر التكوين، حتى لو لم تذكر إبراهيم مباشرةً.

المشككون: يشيرون إلى أن نوزي تعود لزمن متأخر عن إبراهيم، وأن التشابه في العادات لا يثبت وجوده الشخصي.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا