جرائم لا يمكن تصوُّرها

37

شهدت مصر وسوريا وبارجواي ثلاث جرائم من أفظع الجرائم التي يمكن تصوُّرها. ورغم وقوعها في أماكن متباعدة وثقافات مختلفة، كان الضحايا في الجرائم الثلاث هم الأبناء صغار السن، وهم في سن لا حول لهم فيه ولا قوة.

إذا كنت ضعيف القلب فلا تكمل قراءة هذا المقال.

ففي مصر، قرأنا عن أفظع وأشنع جريمة يمكن أن يرتكبها إنسان، ولا أريد أن أقول حيوان لأنه من المستحيل أن يرتكب الحيوان – أي حيوان – مثل هذه الجريمة.

فقد شهدت قرية أبو شلبي التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية واقعة صادمة، حيث أقدمت أم قيل إنها مريضة نفسيًا على ذبح طفلها البالغ من العمر 5 سنوات وطهت جثته وأكلت أجزاءً منها.

وكشفت مصادر أمنية أن الأم القاتلة تُدعى هناء 30 سنة، وقد اعترفت أنها ارتكبت الجريمة البشعة في لحظة فقدت فيها وعيها، حيث إنها تعاني من مرض الصرع وعدة اضطرابات نفسية أخرى.

وفي اعترافاتها التي كانت خلالها تهذي وتتحدث بصعوبة، قالت الأم إنها كانت تشعر بالقلق على طفلها وكانت ترغب في إعادته لبطنها من جديد ولذا قررت ذبحه وتقطيعه وتناولته بعد طهيه لتعيده إلى بطنها – على حد زعمها. وتبين من التحريات الأمنية أن السيدة منفصلة عن زوجها منذ نحو ثلاث سنوات، وأنها كانت تعيش وحدها رفقة ابنها في منزل خاص بها بالقرية.

وفي سوريا، استيقظ أهالي محافظة حلب شمالي سوريا على جريمة بشعة تبعتها أحداث مروعة راحت ضحيتها طفلتان صغيرتان، وكان والدهما هو القاتل الذي أقدم على تفجير نفسه بقنبلة يدوية.

وفي تفاصيل الحادثة التي نشرتها وزارة الداخلية السورية، ورد بلاغ إلى قيادة شرطة محافظة حلب عن قيام شخص يدعى حسن جدعو بقتل ابنتيه في منزله الكائن بمنطقة محلة تل شغيب في حلب، ودفنهما في محيط المنزل.

وعندما توجهت دوريات من فرع الأمن الجنائي إلى مكان البلاغ، وعند وصولها إلى المنزل، أقدم الأب على احتجاز ابنتيه المدعوتين هبة وحلا، مشهرًا قنبلة يدوية، وهدد بتفجيرها بابنتيه في حال الاقتراب منه. لم يكتفِ الأب المجرم بذلك، حيث هاجم الدورية بثلاث قنابل محاولًا الفرار مما أدى إلى انفجار إحداها وإصابته مع ابنتيه وضابطين من فرع الأمن الجنائي.

وبعد تحري الأجهزة الأمنية وتفتيش المنزل، تم العثور على جثة الابنة الأولى سيدرا، والبالغة من العمر 14 عامًا، مـدفونة بفناء المنزل، وبالتحقيق الأولي أفادت ابنته نورا، المولودة عام 2008، أن والدها أقدم على قتل شقيقتها سيدرا بعد الاعتداء عليها ودفنها في فناء المنزل بحضور زوجة والدها المدعوة هناء.

كما كشفت التحقيقات أنه بعد فترة من الزمن أقدم الأب على قتل شقيقتها الأخرى لميس، البالغة من العمل 13 عامًا، وحرق جثتها وتخلَّص منها في مكان مجاور، وذلك بحضور شقيقها المدعو عبدو، المولود في عام 2007، مؤكدةً أن والدتها مطلقة ولا تقيم معهم في المنزل.

وفي بارجواي وثَّقت لقطات كاميرا مراقبة تعرُّض طفلة للاغتصاب والقتل بعد أن باعتها والدتها. وقد بدأت الحادثة البشعة عندما باعت الأم أوريليا ساليناس، البالغة 42 عامًا، ابنتها لوز مايدا، البالغة من العمر ثلاثة أعوام، إلى صديقها تاجر المخدرات مقابل ما قيمته 10 جنيهات إسترلينية.

وأظهرت اللقطات صديق ساليناس وهو يحمل الفتاة الصغيرة بين ذراعيه بعيدًا في الساعات الأولى من الصباح، فيما صورت كاميرا الفيديو اللحظات الأخيرة للطفلة قبل أن يتم اغتصابها وقتلها. وبيَّن المقطع البشع الفتاة البريئة وهي تحاول جاهدةً الابتعاد عن صديق والدتها وهو يهرب بها من المنزل، بينما يسير الرجل في طريق والطفلة متدلية على كتفه، حيث يمكن رؤيته وهو يصفعها بيده لمنع تململها. وبعد مرور أكثر من 24 ساعة على ارتكاب الجريمة المروعة، اكتشف الجيران المرعوبون جثة الفتاة الصغيرة في منزل مهجور.

ثلاث جرائم تدل فظاعتها على أن أصحابها قد نُزعت من قلوبهم الرحمة، بل نُزعت منهم القلوب أصلًا.

والسؤال هو: كيف يمكن لأم أن تقتل ابنها وتطهوه، وكيف لأب أن يقتل ابنتيه، وكيف لأم أن تبيع ابنتها مقابل 10 جنيهات؟

اعتقد أن المسئولية الأولى تقع على عاتق الأسرة التي تسمح بزواج أشخاص غير أسوياء نفسيًا وغير مؤهلين للزواج فيحدث الطلاق ويحصد الأبناء النتائج.

والمسئول الثاني هو المجتمع الذي يضغط على الشباب والفتيات بشكل خاص للزواج وينظر إلى غير المتزوجة نظرة تحقير ودونية، حيث تسوده ثقافة “ضل راجل ولا ضل حيط”.

والمسئول الثالث هو المؤسسة الدينية (الكنيسة والجامع)، فهذه المؤسسة قد فقدت دورها في التوجيه والنصح والإرشاد والقيادة، فلم يعد هناك رجل الدين القدوة، كما أن بعضًا من تعليمها يحقِّر من قيمة المرأة، وقوانين أحوالها الشخصية تفرض على المرأة أن تعيش مع كائن لا يمكن أن يعيش معه أحد.

والمسئول الرابع هو الدولة نفسها لأنها لا تسن القوانين، وإن سنت القوانين لا تطبقها.

رحمتك يا رب.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا