29.4 C
Cairo
السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةتحقيقاتتساؤلات حول قضية الهوية في مصر اتحاد القبائل العربية... سهم في قلب...

تساؤلات حول قضية الهوية في مصر اتحاد القبائل العربية… سهم في قلب الوطن… أم درع له؟!

تحقيق: إيهاب قزمان

أثار تأسيس “اتحاد القبائل العربية في مصر” في مطلع مايو الماضي مخاوف واسعة في الأوساط السياسية المصرية، خشية تحوله إلى كيان موازٍ للدولة، خاصةً مع امتلاك بعض القبائل المكونة له للسلاح.

كما حظي الإعلان عن اتحاد القبائل العربية أخيرًا بنقاشات عديدة، داخل مصر وخارجها، ووصلت المبالغة حد الوصف بأنه كيان موازٍ للدولة، وسوف يخصم من رصيد الجيش المصري الذي تقع على عاتقه حماية الأمن القومي وفقًا للدستور، وزاد البعض في تقديرهم بأن هذا الاتحاد سوف يعيد تكرار نماذج في ليبيا والسودان عندما أصبحت سلطة القبيلة فوق سلطة الدولة.

وكان قد أُعلن عن تأسيس الاتحاد في مؤتمر عُقد في منطقة العجراء جنوبي مدينة رفح المصرية، وذك بمشاركة 30 قبيلة سيناوية مصرية، وبرئاسة رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، المقرب من النظام.

وتم اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا شرفيًا للاتحاد، كما تم الإعلان عن تغيير اسم قرية العجراء إلى “مدينة السيسي”.

وأعلن الاتحاد عن أهدافه وهي: دمج القبائل تحت مظلة وطنية، وجعلها سندًا للدولة لدعم الأمن في المناطق الخاضعة للقبائل، ودعم التنمية، وتأسيس دولة فلسطينية.

ولكن سرعان ما واجه الاتحاد معارضة واسعة، حيث هددت “الحركة المدنية الديمقراطية في مصر” باللجوء للقضاء لمنع إنشائه، معتبرة إياه مخالفًا للدستور والقانون، ومُشكلًا خطرًا على مفهوم الدولة المدنية.

كما أصدرت “القبائل العربية في الصعيد وغرب مصر” بيانًا يرفض الاتحاد ويؤكد عدم تمثيله لها.

وتُثير هذه القضية نقاشًا هامًا حول دور القبائل في الدولة الحديثة، ومدى إمكانية دمجها في إطار الدولة دون المساس بمفهوم المواطنة والمساواة.

تأسيس اتحاد القبائل العربية… ومن هم أعضاؤه؟
أُعلن عن تأسيس اتحاد القبائل العربية في مصر خلال مؤتمر عُقد مطلع مايو المنصرم بمنطقة العجراء جنوبي مدينة رفح المصرية، وذلك بمشاركة 30 قبيلة سيناوية مصرية، وبرئاسة رئيس اتحاد قبائل سيناء ورجل الأعمال المقرب من النظام إبراهيم العرجاني. ودشَّن مصطفى بكري، المتحدث الرسمي باسم اتحاد القبائل، الاتحاد رسميًا، مضيفًا أن الرئيس السيسي سيكون رئيسًا شرفيًا له. كذلك تم الإعلان عن اختيار العرجاني رئيسًا لاتحاد القبائل العربية في مصر، وتغيير اسم قرية العجراء إلى مدينة السيسي.

أما عن أهداف الاتحاد فهي دمج القبائل تحت مظلة وطنية، وجعلها سندًا للدولة لدعم الأمن في المناطق الخاضعة للقبائل، ودعم التنمية، وتأسيس دولة فلسطينية.

يرفض مسئولو الاتحاد وصفه بأنه “ميليشيا”، مؤكدين أنه “كيان لا يتجاوز القانون ولا الدستور”، وأنه يمنح القوات المسلحة مسئولية حفظ الأمن والأراضي المصرية. ويقول المتحدث الرسمي إن “الاتحاد ليس تنظيمًا مسلحًا، وإن أبناء القبائل قاموا بتسليم السلاح الذي كان بحوزتهم خلال مواجهة الإرهاب إلى القوات المسلحة منذ عام 2020″، مؤكدًا أنه لا يرى لمنتقدي تدشين الاتحاد مبررات منطقية في ظل وجود جمعيات عدة مسجلة لدى وزارة التضامن لفئات مجتمعية عدة على غرار الاتحاد.

جرى إنشاء مجلس اتحاد القبائل العربية عام 2013، وتدشينه بشكله النهائي في بداية عام 2020، ويُعتبر المجلس ظهيرًا شعبيًا يدعم مؤسسات الدولة في سيناء، حيث تم إنشاء المجلس بدافع ذاتي من 30 قبيلة مصرية سيناوية، وليست له أي مطالب، حيث يضم المجلس شريحة كبيرة من المجتمع
ويضم أعضاء اتحاد القبائل العربية قبيلة الترابين وهي من أكبر القبائل انتشارًا في شبه جزيرة سيناء والدول العربية، وقبيلة السواركة وهي من أكبر قبائل سيناء وتسكن ضواحي العريش وتمتد حتى منطقة الشيخ زويد، وقبيلة المساعيد وهي فرع من قبيلة الأحيوات التي تسكن وسط سيناء، وقبيلتي السماعنة والسعديين وهما من أقدم البدو الذين توطنوا في شمال سيناء، وقبيلة العيايدة وهي من أكبر قبائل شمال سيناء ولها امتداد في محافظة الجيزة، وقبيلة الرميلات والتي كانت تسكن قديمًا في بلدة القطيف، وقبيلة البياضية والتي تسكن هذه القبيلة منطقة بئر العبد بين القنطرة شرق والعريش، وقبيلة العقايلة وهي من قبائل ساحل سيناء الشمالية في منطقة قاطية ونزل منهم في وادي النيل في الشرقية بمركز فاقوس وصعيد مصر، وقبيلة الدواغرة وهي من غرب مُطير وتسكن منطقة الزقبة من بلاد العريش، وقبيلة الرياشات وهي إحدى القبائل التي تقيم بمصر وفلسطين والأردن والسعودية واليمن.

نائب رئيس اتحاد القبائل: الاتحاد ظهير شعبي خلف القيادة السياسية والجيش المصري
تحدث أحمد رسلان، نائب رئيس اتحاد القبائل، وكشف الكثير من التفاصيل حول الكيان ودوره الحقيقي، قائلًا: “لسنا ميليشيا أو مجموعة مسلحة ولن نكون.”

بل أكد أنهم “كيان قبلي كبير يعمل كظهير شعبي خلف القيادة السياسية والجيش المصري”، مضيفًا أن الكيان عبارة عن جمعية أهلية تعمل في إطار القانون

كما أوضح أن الاتحاد سيكون داعمًا للجيش في حماية الأمن القومي المصري ولقرارات القيادة السياسية فيما يختص بسيناء وأهلها.

ولفت إلى أنه سيلعب دورًا بارزًا في تنمية سيناء وإقامة مشاريع تخدم سكانها. وأشار إلى أنه بدأ بإنشاء مدينة السيسي التي كانت قبل ذلك وكرًا للتكفيريين.

وأردف أنه بعد تطهيرها تم بناؤها بطريقة عصرية لتكون مدينة ذكية من مدن الجيل الرابع تستوعب جانبًا من أبناء شبه الجزيرة.

كما تابع قائلًا: إن اتحاد القبائل العربية سيلعب أيضًا دورًا في دعم القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، وسيقف كذلك في وجه تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن سيناء كانت ولا تزال وستظل مصرية، ولن يفرط أحد في ذرة رمل منها.

وأشار نائب رئيس الاتحاد إلى أن اتحاد القبائل العربية سيعمل جنبًا إلى جنب مع الدولة المصرية في معركة البناء والتعمير، وسيكون داعمًا لها في كل ما تتخذه من قرارات وإجراءات تهدف للحفاظ على أمن الوطن وصون استقراره، وسيكون له دور في متابعة تنفيذ المشاريع القومية في سيناء ومطروح وباقي المحافظات وحل المشاكل العرفية والتعاون مع الدولة في توفير متطلبات الحياة لأبناء سيناء.

علم “اتحاد القبائل العربية”… يثير مخاوف المصريين
العلم هو علم مصر ولكن بعد فصل ثلث مساحة العلم بخط ووضع شعار اتحاد القبائل في الثلث الأخير، وقد رفض المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ذلك الفعل المشين بالعلم المصري، حيث أوضحوا أنه لا يحق لأي جهة في مصر، باستثناء الجيش، إضافة شعارات أو رسوم لعلم البلاد.

ورأى فيه البعض تكريسًا لعملية فصل شبه جزيرة سيناء عن مصر لتصبح جمهورية سيناء، وتساءل البعض: ماذا لو وضعت جماعة الإخوان المسلمين شعارها على علم مصر بهذه الطريقة؟ ماذا سيكون رد فعل الدولة والشعب المصري على هذا الأمر؟

هل يهدد الاتحاد وحدة النسيج الوطني؟… وهل العروبة تعلو على المواطنة؟
أدت طريقة الإعلان عن اتحاد القبائل العربية إلى إثارة الكثير من اللغط، بدءًا من اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا شرفيًا له، وهو في الوقت ذاته رئيس لكل المصريين، وحتى قصره على صفة العروبة في مسماه، بينما هناك أكثر من عشرة ملايين مسيحي في مصر يعتزون بانتمائهم القبطي، وهو ما يوجد تفرقة متعسفة في وقت ترفع فيه الدولة شعار المواطنة للجميع، علاوة على أن كل المصريين، ما دون المسيحيين، يظنون أن أصولهم عربية وإن لم تكن كذلك فعلًا، فالالتصاق بالعرب نوع من الفخر، ويحمل إيحاءات بالجذور الأصيلة، وتمسحًا ضمنيًا بنسل النبي محمد، وهو ما يمكن أن يظهر على السطح الفترة المقبلة إذا تم النفخ في اتحاد القبائل العربية وتصويره من قِبل البعض على أنه وجه آخر للدولة.

هل تتكرر سيناريوهات تقسيم السودان في مصر؟
يرى بعض الخبراء السياسيين أن تشبيه وجود اتحاد القبائل العربية في مصر رسميًا بما يجري في دول أخرى مليئة بصراعات يحمل مغالطتين؛ المغالطة الأولى: أن الأجهزة الأمنية في مصر قوية بما يكفي ونجحت في توفير درجة عالية من الاستقرار بعد أن خاضت معارك ضارية السنوات الماضية، وهو ما يشير إلى عدم حاجتها إلى قوة جديدة أو رافعة موازية، وعلى العكس القبائل هي التي تحتاج إلى أجهزة الأمن، فغير مسموح بحمل السلاح بلا موافقتها.
والمغالطة الثانية: التعامل مع القبائل العربية على أن لها طموحات منطقية، فمعظم مَنْ ينتمون إلى هذه القبائل سكنوا مدنًا عدة، في مقدمتها القاهرة، وقذفوا خلفهم نعراتهم وتخلوا عن صفات البداوة الملتصقة بالقبيلة واكتسبوا صفات المدن الجديدة، ولم تعد الصورة الذهنية للقبيلة في مصر تلك الكامنة في العصبية والاحتماء بها.

كيانات موازية للدولة… أم داعمة لها؟
هددت الحركة المدنية الديمقراطية في مصر، وهي تجمع سياسي يضم مجموعة من الشخصيات العامة والأحزاب، بأنها “ستلجأ إلى القضاء للوقف الفوري لأي خطوات تُتخذ لإنشاء كيانات تخالف الدستور والقانون وتخلق كيانات موازية أو بديلة لمؤسسات الدولة وتقوم بعملها”. وقالت في بيان إن “مصر بلد عريق لديه جميع مقومات الدولة المدنية الحديثة، بما في ذلك جيشه الوطني القوي الذي هو ملك للشعب، ونحن نثق في قدرة جيشنا على الدفاع عن أرض الوطن وحدوده دون سواه”. وأضافت أن “الدعم المقدم من جانب المجتمع والقوى الشعبية في مواجهة الاحتلال أو الإرهاب يأتي في سياق لا يحوِّل هذا الدعم إلى كيانات ذات طبيعة سياسية أو اقتصادية أو عسكرية”.

وقررت الحركة التقدم بعريضة تتضمن “المخاطر المحتملة من جراء إنشاء كيانات تحت أي مسمى”، محذِّرة من “التصريح لها من وزارة التضامن الاجتماعي، بما في ذلك من انتهاك للدستور الذي يمنع قيام كيانات على أساس عرقي أو ديني أو طائفي”. وقالت إن “الموافقة على هذا الكيان (اتحاد القبائل العربية في مصر) تُعد تراجعًا للخلف عن مقومات الدولة المدنية الحديثة، خاصةً وأن الإعلان عن تأسيس الكيان صاحبته مظاهر استعراضية تشير إلى أن لديه قوة ومساحة موازية لمؤسسات الدولة الرسمية”.

لا يُعتقد أن وجود كيانات موازية في ظل وجود أحزاب غائبة عن المشهد السياسي هو المسلك الصحيح، خاصةً في حال كون تلك الكيانات لها طابع جغرافي، وينعتها البعض (وهو ما لم يثبت بعد) بأوصاف وأمور سيكون الزمن هو المحك الرئيسي لمدى صدقها، وهي أنها ربما تصبح أدوات تمتلك سلاحًا، وهو أمر خطير حتى لو كان تحت ذريعة محاربة الإرهاب، لا سيما وأن الجيش في مصر نجح بشكل متميز في عدم إغراق البلاد في مخطط عدم الاستقرار.

“القبائل العربية في الصعيد وغرب مصر”: الاتحاد باطل ولا يمثلنا
أصدرت جماعة تطلق على نفسها “مشايخ القبائل العربية في الصعيد والغرب” بيانًا هاجمت فيه تأسيس ما يُسمى “اتحاد القبائل العربية” الذي أعلن رسميًا قبل أيام برئاسة إبراهيم العرجاني، وأكدت أن الاتحاد الوهمي للقبائل العربية باطل بعُرف العرب ولا يستند إلى شرعية.

وأوضح البيان أن ذلك لعدة أسباب، وهي أن “شيخ القبائل العربية أو أي اتحاد عربي تحت اسم القبائل العربية في مصر لا بد أن يكون من النسل الهاشمي الشريف حسب عرف القبائل، وأن أحفاد شيخ العرب همام أمير الصعيد وبرقة وشمال السودان هم المكلفون بهذا الأمر مع إخوانهم مشايخ القبائل في الصعيد والغرب، لأن أنسابهم وأصولهم ثابتة وتعود للنسل الهاشمي”. وأضاف أنه “لم يذكر التاريخ أن لقبائل سيناء مشيخة على القبائل العربية في الصعيد والغرب، وذلك لأسباب نسبية، حيث إن نسبة 60% إلى 65% من أهالي سيناء لا علاقة لهم بالعرب ولا القبائل العربية”، وذلك بحسب الجماعة القبلية غير المعروفة بشكل واسع سابقًا، والتي يُعد إصدارها بيانها مظهرًا جديدًا من تفشي التكوينات الاجتماعية المضادة لمنطق الدولة الحديثة.

وأوضح هذا البيان كذلك أن إنشاء الاتحاد هو مسار خطر وضار بكيان الدولة والمجتمع المصري، محذرًا من انتشار هذه النزاعات القبلية فاتحًا مسام الدولة المصرية للفرقة بدلًا من الوحدة.

عماد جاد: اتحاد القبائل يدمر الهوية المصرية… وخطر يهدد وحدة مصر
من جانبه، قال المفكر السياسي عماد جاد إن تشكيل ما يُسمى “اتحاد القبائل العربية” يمثل خطوة خطيرة للغاية، لأنه يقوم على أساس عرقي، ويضم كل ذوي الأصل العربي الذين وفدوا إلى مصر بعد عام 642 م، وهو أمر ينبغي أن يواجَه بالرفض من قِبل المصريين الأصلاء، أي الأقباط من مسلمين ومسيحيين يتمسكون بهويتهم المصرية

وأضاف جاد أن الصمت إزاء مثل هذه التشكيلات العنصرية أو العرقية يساعد في العملية المنظمة الرامية إلى تدمير الهوية المصرية التي مثلت فجر ضمير العالم، ويجري تدريس حضارتها في كبرى جامعات العالم Egyptology))، ورغم ذلك هناك مَنْ يفاخر بأصوله غير المصرية ويتصدر المشهد في ما يُسمى الجمهورية الجديدة.

وأشار إلى أن الأخطر في كل ذلك هو إعلان اتحاد القبائل اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا شرفيًا للاتحاد، أي رئيسًا شرفيًا لجماعة عرقية، بينما هو رئيس مصر وكافة المصريين، هذا بينما ينبغي أن تأتي الهوية المصرية أولًا ثم تتبعها الهويات الفرعية. إن ما يحدث يمثل خطرًا شديدًا على وحدة مصر وتماسكها ويفتح الطريق أمام تشكيل كيانات فرعية تتقدم في نفوس أبنائها على الهوية المصرية، وهنا يأتي الخطر الأعظم.

عمار على حسن: الاتحاد خطر على الدولة… يمتلك النفوذ والمال ويقع على الحدود
ورأى المحلل السياسي عمار علي حسن أن ما تفعله مؤسسات الدولة المصرية من دعم وإنشاء اتحاد القبائل العربية “ينسجم مع نهج تاريخي لها منذ مئات السنين، إذ دأبت على استمالة القبائل العربية رغبةً في ضمان استقرار مساحات شاسعة من الصحاري المصرية، في ظل صعوبة تأمينها بالقوة لنظامية”.

وبحسب حسن، فإن “الدولة المصرية وللمرة الأولى عملت على تجميع البدو في اتحاد واحد، حتى لو اقتصر الأمر على كونه جمعية أهلية لا علاقة لها بالسياسة، ففي هذا الصدد يبدو الأمر شديد الخطورة، لا سيما أن اتحاد القبائل العربية يمتلك نفوذًا اقتصاديًا هائلًا وله أرض يقف عليها وسلطة قد تجعله يتبنى مطالب ونزوعًا نحو الاستقلال أو الابتعاد عن الدولة المصرية”.

وتابع أن “الخطورة تزيد بوجود هذا الاتحاد على الحدود، فهو يستطيع التواصل مع بلدان أخرى، وبالقطع سيتجه قريبًا إلى السياسة سواء الموالية للسلطة كما نرى حاليًا، أو ضدها في لحظة ما أو مرحلة ما بعد هذه السلطة”.
وأكد علي حسن أن “البلاد الآن أمام مشكلة في غاية الخطورة، خصوصًا وأن السلطة المصرية تبدو شديدة البخل في ما يتعلق بالشفافية وتقديم المعلومات للرأي العام”، لافتًا إلى أن “ثمة درجة عالية من التعتيم على الصحافة والبرلمان المصري حاليًا لا يساءل أحدًا، والأغلبية الساحقة من المصريين لا تعرف ما طبيعة اتحاد القبائل العربية ولا أسباب تشكيله، وما إذا كان تجمعًا سياسيًا أو جمعية أهلية خيرية، وهل فعلًا يساعد الجيش في حربه على الإرهاب، كما قال مصطفى بكري، أم أنها زلة لسان منه؟”

المتحدث باسم الاتحاد: الاتحاد يعلو في طرحه ورؤيته على جميع الانتماءات الحزبية والإيديولوجية.. ورسالته هي للدولة
نفى المتحدث باسم اتحاد القبائل العربية، مصطفى بكري، أن يكون الكيان الجديد “ميليشيا” أو مجموعات مسلحة، موضحًا أنه “جمعية أهلية تعمل في إطار القانون”.

وخلال برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر”، رد بكري على سؤال حول الأحاديث التي تواترت خلال الأيام الأخيرة عن أن اتحاد القبائل العربية ربما يكون “ميليشيات خارجة على الدولة وعن القانون”، بنفي تلك المزاعم.
وقال بكري: “الدستور والقانون يمنعان تشكيل ميليشيات عسكرية، فكل من يعمل على تشكيلها عرضة للقانون والدستور. أي ميليشيات يتحدثون عنها ونحن نقول إن الكيان هو جمعية أهلية في إطار قانون الجمعيات الأهلية؟”.

وتابع: “تجربة اتحاد قبائل سيناء مختلفة، فكانت تعمل بالتعاون مع القوات المسلحة والشرطة في سيناء لتحقيق هدف معين هو تقديم المعلومات عن أماكن الإرهابيين والمساعدة في مواجهتهم. كانت مهمة وطنية قام بها أهالي سيناء خلال فترة العملية العسكرية الشاملة، وانتهى الأمر”.

وأوضح بكري أن اتحاد القبائل العربية يضم “كيانات وجمعيات أهلية للقبائل موجودة.. مجموعات دخلت وانتمت إلينا كانت موجودة بالفعل في فترات سابقة، عددها ما بين 20 و25 جمعية. أي ميليشيا يتحدثون عنها؟”.
وجاء في بيان للاتحاد أنه يهدف إلى “خلق إطار شعبي وطني يضم أبناء القبائل العربية لتوحيد الصف وإدماج كافة الكيانات القبلية في إطار واحد، دعما لثوابت الدولة الوطنية ومواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها، إلى جانب السعي الدؤوب لتبنى القضايا الوطنية والتواصل مع جميع القبائل العربية للوصول إلى قواسم مشتركة في إطار الدولة وخدمة لأهدافها، ودعما للرئيس عبد الفتاح السيسي”.

وأكد البيان أن الاتحاد “يعلو في طرحه ورؤيته على جميع الانتماءات الحزبية والإيديولوجية.. ورسالته هي للدولة، وتوحيد القبائل لا يتعارض مع ثوابت الوطن، ولا يتصادم مع الأحزاب والائتلافات التي يتم مد اليد لها للتعاون والتنسيق المشترك”.

وأوضح البيان أنه تم الاتفاق على اختيار العرجاني، رئيس اتحاد قبائل سيناء، رئيسًا لاتحاد القبائل العربية، وأحمد رسلان، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب سابقًا، نائبًا للرئيس، واللواء أحمد صقر، محافظ الغربية الأسبق، نائبًا للرئيس.

وقال العرجاني الذي اختير رئيسًا للاتحاد الجديد، إنه جاء “انطلاقًا من مسؤوليتهم الوطنية والاجتماعية، ووعيًا وإدراكًا بالتحديات التي تواجه الوطن على كافة الاتجاهات الإستراتيجية، وتأكيدًا على الدور التاريخي الذي تلعبه القبائل والعائلات في مسيرة هذا الوطن ودعم مؤسساته”.

وأضاف، خلال المؤتمر، أن فكرة تأسيس هذا الاتحاد جاءت لتحقيق أهداف من بينها “خلق إطار شعبي وطني، يضم أبناء القبائل العربية، هدفه توحيد الصف، وادماج كافة الكيانات القبلية في إطار واحد دعما لثوابت الدولة الوطنية”.

ويعتبر العرجاني أحد رجال الأعمال المصريين القلائل الحاصلين على ترخيص لتصدير البضائع إلى غزة من مصر، وهو أحد قيادات قبيلة الترابين في سيناء.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا