20.4 C
Cairo
الخميس, ديسمبر 12, 2024
الرئيسيةصحةالفيبروميالجيا (الألم العضلي الليفي)

الفيبروميالجيا (الألم العضلي الليفي)

نيفين عاطف مشرقي

انتشر في الآونة الأخيرة الحديث عن مرض الفيبروميالجيا، والذي يصيب النساء بالأكثر، وقد يعتبر البعض أن شكوى المرأة الناتجة عن أعراض هذا المرض ليست إلا كسلًا أو تهاونًا في حق مسئولياتها. لذا كان من المهم أن نسرد في السطور القادمة كل ما تهم معرفته عن هذا المرض.

عن الفيبروميالجيا حدثنا د. حسام عرفة والحاصل على دكتوراه في أمراض المفاصل والروماتيزم. في البداية، قال د. حسام إن الروماتيزم العضلي الليفي أو متلازمة الألم العضلي الليفي، أو الروماتيزم التوتري، هي مسميات لاضطراب مزمن، وهو عبارة عن اضطراب مزمن منتشر بالجسم، وهو يصيب العضلات والجهاز الحركي، ويصاحبه شعور بالإرهاق واضطرابات النوم والذاكرة، واضطرابات بالحالة المزاجية مثل الشعور بالاكتئاب والتوتر. وتُعتبر السيدات هن الفئة الأكثر عرضة للإصابة به، ويمثلن من 70-90% من الحالات، وفي الأغلب يصابن به في فترة منتصف العمر (30-55) سنة، وأحيانًا يصاب به الأطفال. وأكمل د. حسام حديثه عن المرض قائلًا إن الحالة المزاجية والنفسية تلعب دورًا محفزًا لظهور المرض، مثل الاكتئاب والقلق المستمر، والتوتر، والتعرض لصدمة عصبية أو نفسية، وفقدان شخص عزيز. وإذا كان الطابع النفسي محفزًا للمرض، فإن التحكم في الحالة المزاجية والنفسية يكون له دور في العلاج للمرض وتخفيف الأعراض التي يشعر بها المريض.

 وعن دور الجهاز العصبي في الفيبروميالجيا، قال د. حسام إن مريض الفيبروميالجيا يعاني من حساسية وتحفيز عصبي مركزي لاستقبال الألم، كذلك يعتقد أن مستقبلات الألم في الدماغ تُنشأ نوعًا ما من ذاكرة خاصة من الألم، وتصبح هذه الذاكرة حساسة فتبالغ في رد الفعل ومقدار الإحساس بالإشارات العصبية، سواء كانت الإشارات مؤلمة أو غير مؤلمة، كذلك يحدث اضطراب في مستويات بعض المواد الكيميائية المسئولة عن نقل الألم في الدماغ والجهاز العصبي المركزي أو الطرفي. وأوضح د. حسام أن أعراض الفيبروميالجيا تتمثل في:

– ألم مزمن منتشر بالجسم لمدة لا تقل عن 3 شهور قد يسوء أو يتحسن في بعض الأحيان، أو يصل الأمر إلى عدم تحمل اللمس البسيط لأي مكان بالجسم.

– الشعور بالإرهاق حتى أثناء القيام بالأعمال الروتينية الطبيعية.

– اضطرابات بالنوم والشعور بالإرهاق عند الاستيقاظ من النوم حتى مع أخذ قسط كافٍ من النوم.

– حدوث صعوبات إدراكية كالنسيان وصعوبة التركيز.

– الصداع أو اضطرابات القولون.

– ألم بمنطقة الحوض.

– الشعور بتنميل بالأطراف.

– القلق والاكتئاب المستمر.

وأشار د. حسام إلى أن أسباب حدوث الفيبروميالجيا غير معروفة حتى الآن، ولكن هناك عوامل تساعد في ظهورها كالعوامل الجينية مثل وجود شخص من العائلة قد أصيب سابقًا، كذلك العوامل النفسية كالتعرض لصدمة عصبية أو نفسية، أو الضغوط اليومية التي يتعرض لها الشخص، وأيضًا التعرض لعدوى فيروسية أو بكتيرية، وكذلك اضطرابات النوم، وقد يكون ناتجًا ثانويًا لمرض مناعي مثل الروماتويد والذئبة الحمراء، أو مصاحبًا لبعض الأمراض مثل القولون العصبي.

تشخيص المرض

قال د. حسام إنه يعتمد على الفحص الطبي الدقيق للمريض من خلال معرفة التاريخ المرضي للحالة، كذلك وجود الألم المزمن في جميع أنحاء الجسم لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، كما تؤخذ في الاعتبار الأمراض الموجودة مثل الصداع، والاكتئاب، والصعوبات الإدراكية، والإرهاق، مع عمل بعض الفحوصات والتحاليل، وذلك لاستبعاد وجود أمراض مزمنة مثل أمراض الروماتيزم المناعية مثل الروماتويد أو الذئبة الحمراء، ولاستبعاد الأمراض المشابهة في أعراض الفيبروميالجيا. كذلك يؤخذ في الاعتبار هل الفيبروميالجيا مرض أولي قائم بذاته حيث لا يوجد مرض آخر يكون متسبب في الإصابة، أم أنه مرض ثانوي ناتج عن مرض مزمن آخر مثل أمراض الروماتيزم المناعية، فتكون الفيبروميالجيا ناتجة عن وجود الروماتيزم أو الذئبة الحمراء. وبالنسبة للتحاليل، إذا كان المرض أوليًا فإن أغلب التحاليل تكون طبيعية، أما لو كان ثانويًا فيظهر في التحاليل وجود أمراض أخرى.

العلاج:

وعن بروتوكول العلاج، أكد د. حسام أنه يهدف إلى تخفيف الأعراض المصاحبة للفيبروميالجيا، وتحسين الأداء اليومي للمريض أثناء قيامه بالأنشطة اليومية، ويشمل بروتوكول العلاج برنامجًا متكاملًا يتضمن علاجًا دوائيًا وغير دوائي. العلاج غير الدوائي (خاص بدور المريض) يشمل جزءًا تثقيفيًا للمريض من خلال الطبيب عن طبيعة الفيبروميالجيا، وأعراضها، والمحفزات لظهور المرض، وتعليمات بضرورة ممارسة الرياضة، وأخذ قسط كافي من النوم يوميًا، والابتعاد عن القلق والتوتر والأفكار السلبية، والابتعاد عن الأمور التي تؤثر على الحالة المزاجية، وإتباع نظام غذائي صحي مثل تقليل شرب القهوة، وشرب قدر كافي من الماء. والعلاج غير الدوائي يشمل بعض البرامج مثل العلاج الطبيعي، وعمل مساج للأماكن التي يكون فيها ألم بالجسم، والسباحة، والعلاج بوخز الإبر مثل الإبر الجافة. والعلاج الدوائي يتضمن إعطاء أدوية والتي تشمل أدوية مضادات الاكتئاب، وأدوية ارتخاء العضلات، ومضادات التشنج والقلق والإرهاق العام، وهي أدوية تعمل على تحسين الحالة المزاجية، وتقليل الحساسية أو التحفيز لاستقبال الألم. وأوضح د. حسام أن النظام الغذائي يسهم في تقليل الأعراض مثل تناول الخضروات والفواكه الطازجة والأسماك، وشرب الماء بوفرة، وتقليل الكافيين والمنبهات، والتقليل من الأملاح والسكر والنشويات. وقال د. حسام إن بروتوكول العلاج يسهم في تحسين الأداء الوظيفي للمريض وتخفيف الأعراض مما يساعده على القيام بأنشطته اليومية، وكل هذا يحسن الحالة من 50-60%، مما يساعد المريض على التعايش مع المرض، فتقل معاناته مع الألم، لأنه حتى الآن لا يوجد علاج واحد نهائي لهذا المرض.

وختامًا قدّم د. حسام بعض النصائح لتفادي الفيبروميالجيا، والتي ربما تسهم في عدم ظهور المرض وهي:

– محاولة تجنب محفزات ظهور الفيبروميالجيا، وذلك بتقليل التفكير الزائد والقلق والتوتر، والابتعاد عن البيئة السلبية.

– ممارسة الرياضة باستمرار.

– الحفاظ على نظام غذائي صحي.

– شرب كمية وفيرة من المياه.

– أخذ قسط كافي من النوم.

– بالنسبة لأصحاب الأمراض الروماتيزمية المناعية مثل الذئبة الحمراء والروماتويد، يجب عليهم أن يتحكموا في نشاط المرض لديهم من خلال المتابعة الجيدة مع متخصص في أمراض الروماتيزم.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا