34.4 C
Cairo
الثلاثاء, يوليو 8, 2025
الرئيسيةمنوعاتالصين تسعى للتأثير على دوران الأرض وإطالة مدة اليوم.. ما القصة؟

الصين تسعى للتأثير على دوران الأرض وإطالة مدة اليوم.. ما القصة؟

في قلب الصين، يمتدّ سدّ الممرات الثلاثة، السد العملاق على نهر اليانجتسي، ممثّلًا أحد أعظم الإنجازات الهندسية في العصر الحديث.

يتمتع هذا السد بقدرة استيعابية تفوق 40 مليار طن من المياه، كما يُغطي حوالي 3% من احتياجات الكهرباء في الصين.

ومع ذلك، هناك جانب غير متوقّع لهذا السد، وهو تأثيره على دوران الأرض وشكلها.

سدّ الممرات الثلاثة

سدّ الممرات الثلاثة بُني على نهر اليانجتسي، ويُعدّ واحدًا من أكبر المشاريع الهندسية في التاريخ الإنساني. تمّ الانتهاء من بنائه قبل سنوات، ويصل طوله إلى 2.3 كيلومتر، وارتفاعه إلى 183 مترًا.

بينما يساهم السد بشكل كبير في توليد الطاقة، إلا أن تأثيراته الأخرى، مثل تأثيره على دوران الأرض، تُثير تساؤلات حول كيفية التعامل مع هذا النوع من المشاريع.

يقوم السد بتوليد طاقة كهربائية هائلة تصل إلى 22,500 ميجاوات، وهو ما يتجاوز قدرة إنتاج الطاقة لدى العديد من الدول. وفي عام 2020، سجل السد رقمًا قياسيًا بإنتاج 112 تيراوات/ساعة من الكهرباء، مما يعزز مكانته كمصدر رئيسي للطاقة المتجددة.

تأثير السد على دوران الأرض

يستند تقرير من موقع Sustainability Times إلى نتائج دراسات علمية تشير إلى أن كمية المياه الضخمة المخزنة في السد قادرة على إطالة مدة اليوم بمقدار 0.06 ميكروثانية.

علاوةً على ذلك، يمكن أن تُغيّر تضاريس الأرض، مما يجعلها أكثر انتفاخًا عند خط الاستواء وأقل تسطّحًا بالقرب من القطبين.

في دراسة سابقة لوكالة ناسا تعود إلى عام 2005، تمّ التأكيد على أن الأعمال البشرية العميقة، مثل بناء سدود كبيرة، يمكن أن تؤثر على دوران الأرض.

وأوضح الدكتور بنجامين فونج تشاو من مركز “جودارد” الفضائي التابع لناسا أن حتى الأعمال البسيطة، مثل قيادة السيارة، لها تأثيرات طفيفة على كوكبنا.

التأثير الناتج عن سدّ اليانجتسي يشبه إلى حد كبير التأثير الذي أحدثه زلزال سومطرة–أندامان في إندونيسيا عام 2004، والذي أسفر عن تقصير مدة اليوم بمقدار 2.68 ميكروثانية.

هذه الظواهر تُعدّ دليلًا إضافيًا على مدى حساسية توازن كوكب الأرض أمام التدخلات البشرية.

الأبعاد البيئية والاقتصادية

في مجال الطاقة المتجددة، تتصدر الصين المشهد العالمي كأكبر منتج للطاقة الكهرومائية. وعلى الرغم من أن سدّ الممرات الثلاثة يلبي فقط 3% من احتياجات البلاد من الطاقة، إلا أن أهميته تفوق مجرد إنتاج الكهرباء.

تُظهر تحليلات وكالة ناسا أن بناء هذه المنشآت العملاقة يُقدّم تحذيرًا بشأن العواقب المحتملة التي قد تنتج عن الأنشطة البشرية.

ويُوضح الدكتور بنجامين فونج تشاو من مركز “جودارد” لرحلات الفضاء التابع لناسا، أن حتى الأفعال التي تبدو تافهة، مثل قيادة السيارة، قد يكون لها تأثير ضئيل على كوكبنا.

ويُجسّد سدّ الممرات الثلاثة، بخزانه الضخم، حقيقة كيف يمكن للأنشطة البشرية أن تُغيّر -دون قصد- ديناميكيات الأرض الطبيعية، مما يستدعي إعادة تقييم جهودنا الهندسية وآثارها بعيدة المدى.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا