28.4 C
Cairo
الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأسرةالحياة مع طفلي: هل منع الطفل من الغضب أمر صحي؟

الحياة مع طفلي: هل منع الطفل من الغضب أمر صحي؟

هايدي حنا

  أهلًا بك وجولة جديدة بداخل حياة طفلك. خلال الجولات السابقة، تعرَّفنا على أسباب العنف والعصبية عند الطفل وكيف نتعامل معها ونتجنبها، والسؤال هنا هو: هل ممنوع أن يغضب الطفل ويثور إن أغضبه أمر ما؟

  للإجابة على هذا السؤال، شاركنا جولتنا هذه. استعدوا سنبدأ…

  في البداية علينا معرفة أن:

  الغضب رد فعل طبيعي، والمشكلة ليست في الغضب نفسه ولكن في طريقة التعبير عنه كما قال الكتاب: “اغضبوا ولا تخطئوا.”

الصمت وعدم التعبير عما بداخله له تأثيرات سلبية، حيث يكبت الطفل مشاعر الغضب داخله ثم يقوم بالإزاحة لمَنْ هو أضعف منه، أو يصبح طفلًا ضعيف الشخصية يتعرض للتنمر دون أن يستطيع الدفاع عن نفسه.

التعبير عن الغضب يعطينا الفرصة أن نعالج الغضب عند الطفل مع تعليمه كيف يتحكم فيه وكيف يعبِّر عما يضايقه بصورة صحيحة.

لذا، عند نوبة الغضب لدى الطفل، يحتاج الوالدان للحكمة في التعامل معه، فالتدليل والعنف كلاهما لهما تأثير سلبي على تعليم الطفل طريقة التعبير الصحيح عن غضبه، وذلك كما سبق وعرفنا من جولاتنا السابقة التي تجولنا فيها حول عصبية الطفل.

  إن الهدف من التعامل الصحيح مع غضب الطفل هو تعليمه الحدود في التعبير عن غضبه، وهذه الحدود هي أن نتيح للطفل أن يعبِّر عما يُغضبه، لكن بدون أن يتعدى حدود احترامه لوالديه، فيتعلم كيف يُعبِّر عن رأيه بدون أن يتعصب ويرفس ويضرب… إن وجود هذا النوع من الحدود مهم للطفل، فمن خلالها يتعلم كيف يتحكم في أعصابه ويضبط نفسه، وفي نفس الوقت يعبِّر عما يضايقه، لأنه إن لم يتعلم وهو طفل كيف يعبِّر عن مشاعر غضبه بطريقة صحيحة، فستكون النتيجة هي أنه سيخسر علاقاته بالآخرين بسبب غضبه وعصبيته معهم.

  ومن هنا نجد ضرورة الحكمة في التعامل مع نوبة غضب الطفل باستخدام لغة الحوار:

  1)  استمع لغضب طفلك: عليك أن تستمع لغضب طفلك بكل هدوء وبدون غضب منك، واعرف جيدًا أنه يعبِّر عن مشاعره ولا يُشترط أن يكون هذا دليلًا على عدم احترامه لك.

  2)  اسأل نفسك: ما هو موقف الطفل الطبيعي منك ومن سُلطتك؟: إذا كان موقفه هو أنه دائم الاحترام والطاعة لكلمتك إذن فهو يحترمك وهذا الوضع استثنائي لطفلك، وهنا عليك أن تتحمل وتحترم غضبه حتى تفهم منه السبب.

  3) ركز جيدًا فيما سيشاركك به طفلك: حاول أن تركز في كلام طفلك لتفهم موقفه وتعرف سبب غضبه، فبعض الأطفال يكونون غير قادرين على التعبير عن أنفسهم إما لأن الطفل غاضب ويبكي أو لأن الكلمات لا تسعفه. ولذا عليك التركيز معه، وإن لم تفهم منه جيدًا، أعد صياغة الجملة بحسب ما فهمت أو ردد كلماته لتتأكد أنك فهمت كلماته بصورة صحيحة، ثم اسأل طفلك عما إذا كان ما فهمته منه صحيحًا.

  4) حاول السيطرة على نفسك عند الإجابة عليه بعد ذلك: فتذكَّر أنك تريد أن تعالج الموقف وكذلك تعالج غضب طفلك وتدربه على كيفية التحكم في غضبه. لذا كن حازمًا وهادئًا في حوارك معه بعدما تعرف سبب غضبه.

  كيفية علاج الموقف والتحكم في غضب طفلك:

  أولًا: إن كان غضب الطفل لسبب واضح:

  1) اجلس على ركبتيك وأنت تتكلم معه كي تكون في نفس مستواه ويشعر وأنت تتكلم أنك معه وتشعر به وليس من منطلق سلطتك عليه.

  2) راجع أمامه السبب حتى يتأكد أنك فهمته، وبعدها وضَّح له أنك فهمت سبب غضبه، وأنه محق في غضبه من هذا الموقف.

  3) عليك محاولة علاج سبب غضبه، وإن كان من الصعب علاجه فعليك أن تُهدِّئ من غضبه بحضن  وكلمات تحتوي غضبه.

  4) وضَّح له خطأه في أسلوب غضبه وأنك لن تؤدبه على هذه الطريقة لكنك ستُقدِّر أنه كان غاضبًا.

  5)  ثم وضَّح له بلطف وحزم أنه لا يجب يخاطبك بهذه الطريقة مرة أخرى، فلا تقل له مثلًا: “إياك أن…” ولكن قل: “أرجو ألا تخاطبني بهذه الأسلوب مرة أخرى.”

  6)  اشرح له كيف يعبِّر عن ضيقه وغضبه بدون هذه السلوكيات العنيفة، وكن حاسمًا معه وأنت تؤكد عليه كيف يعبِّر عن غضبه بصورة صحيحة في المرات القادمة لأنك لن تسمح بأن يعبِّر عن ضيقه بهذه الطريقة مرة أخرى.

  7) عليك التأكد من أنك تملأ أنابيب الحب عند طفلك (راجع جولتنا حول أنابيب الحب).

  ماذا لو لجأ لهذا الأسلوب مرة أخرى عندما يغضب؟

  (‌أ) عليك أن تقوم بالخطوات السابقة لكن هذه المرة وضِّح له أنه لو لجأ لهذا الأسلوب مرة أخرى فستلجأ أنت للتأديب.

  (‌ب)  وإن كرر نفس سلوكه، كرر أنت الخطوات السابقة وبعد أن تُعالج سبب غضبه عليك أن تقوم بتأديبه مع ذكر سبب التأديب وتأكيد أنه ليس بسبب غضبه لكن بسبب أسلوب غضبه. (راجع جولتنا حول فن التأديب)

  ثانيًا: إن كان غضبه بدون سبب واضح:

  1) وضِّح له أنه لا سبب لغضبه وأن هذا الأسلوب مرفوض.

  2) اسرد أمامه الأخطاء التي ارتكبها أثناء غضبه حتى لا يكررها مرة أخرى.

  3) استعن بالتأديب دون أن تصب غضبك عليه. (راجع جولتنا حول فن التأديب)

  أخيرًا:

  الخطوات السابقة لن تنجح إن كان أسلوبك عنيفًا وأنت تتواصل مع طفلك خلال غضبه، أو إن تهاونت مع أسلوبه.

  فالهدوء مهم لعلاج الموقف، والحزم مهم لعدم تكرار نفس الأسلوب عندما يغضب.

  والهدوء والحزم مهميّن لتعليم الطفل أن التعبير عن الغضب أمر صحي لكن اختيار الطريقة أمر هام.

   لذا، عند نوبة الغضب عند الطفل:

  ابتعد عن التدليل والعنف، والجأ للهدوء والحزم.

  وبهذا نكون انتهينا من رحلتنا حول عنف وعصبية الطفل. ولنستعد لجولة جديدة ومنطقة جديدة في حياة طفلك. استعدوا سننطلق…

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا