30.4 C
Cairo
الأربعاء, أكتوبر 9, 2024
الرئيسيةأسرةالحياة مع طفلي: كيف يتعامل الأهل مع أنواع صعوبات التعلم؟

الحياة مع طفلي: كيف يتعامل الأهل مع أنواع صعوبات التعلم؟

أهلًا بكم في جولة جديدة داخل حياة طفلك. في جولتنا السابقة تعرَّفنا على ثلاثة أنواع من صعوبات التعلم، بالإضافة إلى “اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه”، وهي ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ – ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ – ﺑﻂﺀ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ. والآن سوف نُكمل جولتنا في نفس المنطقة، وسوف نعرف كيف نتعامل مع هذه الأنواع الثلاث من صعوبات التعلم. استعدوا سنبدأ…

أولًا: التأخر الدراسي:

سبق وتناولنا في الجولة السابقة أسبابه، وأوضحنا أن التعامل معه يكون من خلال معرفة السبب وعلاجها؛ فمثلًا لو كان السبب إهمال من والديّه له أو قسوة في التعامل معه، فسيكون على الوالدين تعديل سلوكهما هذا نحوه، أما إن كان سببه التعرض للتنمر من أقرانه فعليهم اللجوء للمدرسة لعلاج هذه المشكلة، وقد سبق وتناولنا هذه المشكلة في مقال سابق. وهكذا نجد أن معرفة السبب مهمة حتى يتم علاجه. وقد يحتاج الأمر للذهاب لطبيب متخصص لمعرفة السبب إن لم يعرفه الوالدان، وأيضًا بعض الأسباب تحتاج لطبيب نفسي منها الفوبيا الاجتماعية.

ثانيًا: صعوبات التعامل وبطء التعلم:

1) لا بد أن تكون هناك متابعة مع متخصص في التعامل مع هذه الحالات، وذلك لأن الطفل يحتاج التعامل معه بصورة خاصة كي يستوعب المواد بصورة صحيحة، سواء صعوبات أو بطء التعلم، بالإضافة لإدراكه نوع صعوبات أم بطء التعلم الذي يعاني منه الطفل كي يتعامل معه بالطريقة التي يحتاج لها، وكذلك معرفة درجة كل منهما، حيث إنهما درجات وليس مستوىً واحدًا. لذا فإن إدراك المتخصص درجة صعوبات أو بطء التعلم سوف يساعده على معرفة التعامل مع الطفل لمساعدته، وكذلك على وضع إرشادات للوالدين لكيفية التعامل مع طفلهما.

2) إذا كان ضرب الطفل الطبيعي في المذاكرة ممنوعًا مرة، فإن ضرب الطفل ممنوع مئة مرة مع الطفل الذي يعاني من صعوبات أو بطء التعلم، لأن الأمر خارج عن إرادته. تخيل نفسك أنك لا تعرف اللغة الصينية وطلب منك أحد قراءتها ومهما حاولت إقناعه أنك لا تفهم هذه الحروف يتهمك أنك كسلان عنيد لا تقوم بالمطلوب منك! هكذا الحال مع الطفل الذي يعاني من صعوبات أو بطء التعلم يجد معاناة في فهم واستيعاب الكلمات والحروف والأرقام وليس بسبب كسله أو عناده.

3) على الأهل مصارحة المدرسة بوضع طفلهم، لأن عدم معرفة هذه المعلومة عن الطفل تجعل المدرسة تتعامل مع الطفل بصورة عادية، وبالتالي يتعرض للإهانة والتأديب من مدرسيه لاعتقادهم أنه كسلان وعنيد مما يزيد المشكلة لديه، في حين أن المدرسة لو تعاملت مع هذه المشكلة التي يعاني منها الطفل بصورة صحيحة فسيكون هذا مفيدًا له ومريحًا لأسرة الطفل وللمدرسة نفسها.

أهم الخطوات التي تحتاج المدرسة أن تقوم بها كي تساعد الأسرة والطفل:

1) الامتناع من المقارنة مع أقرانه والابتعاد تمامًا عن تعنيفه، فهذا يزيد من مشكلة الطفل حيث يزداد لديه الشعور بالخزي الذي يؤدي للتوقف تمامًا عن أي محاولات حتى لو تناسب مشكلته في التعليم وتجعله يتطور، بالإضافة إلى أن البعض سوف يكره المدرسة ويماطل في الصباح كي يتغيب ولا يذهب للدراسة. لذا على المدرسين استيعاب حالته والتعامل معه على هذا الأساس.

2) وضع بعض التعديلات في المنهج كالإعفاء من مواد معينة كالعلوم أو اللغة الثانية، أو إلغاء بعض المواضيع من المواد التي يدرسها، وذلك بحسب إمكانيات الطالب طبقًا للاختبارات النفسية والأكاديمية التي تحدد مستواه الدراسي بدقة.

3) إعطاء وقت أطول له من الطلاب العاديين في استيعاب الشرح أو عند تعليمه مهارة جديدة.

4) استخدام التكرار في الحفظ وحل التمارين.

5) تجزئة شرح المادة العلمية المقررة عليه، فلا يأخذها مرة واحدة مثل باقي زملائه، وذلك كي نعطيه الفرصة لاستيعاب ما تم شرحه له، وذلك من خلال تطبيقات عملية سواء بحل تمارين أو الإجابة على أسئلة خاصة بذلك الجزء الذي تم شرحه. ولا يتم شرح جزء جديد إلا بعد التأكد أنه فهم واستوعب ما تم شرحه.

6) استخدام وسائل إيضاح للتعلم (من مجسمات، الألوان…) والابتعاد عن الشرح المجرد، أي نستطيع القول إننا كي نساعده على الفهم، فعلى المدرسين – وكذلك الوالدين – تشجيعه على استخدام كل حواسه لاستيعاب المادة.

طريقة الدمج في التعليم:

هناك أنواع كثيرة من الدمج تطبقها المدارس ولكن الذي يقرر الدمج الأفضل للطفل هو المتخصص القائم بمتابعته، وذلك بحسب حالته وحاجته ومستوى صعوبات أو بطء التعلم لديه. وهذه الطريقة مفيدة لأنها:

1)  ترفض تهميش الطفل الذي يعاني من مشاكل في التعلم، مما يساعده على تزويد ثقته بنفسه.

2) غرضها المساواة بين كل الأطفال باختلاف قدرتهم على الاستيعاب.

3)  تنمي مهارة القدرة على التواصل مع أقرانه، وفي نفس الوقت تعليم الأطفال قبول المختلف بدون تنمر.

لكن المشكلة عندما يكون تطبيقها بصورة خاطئة، بمعنى:

1)  كون المدرس غير مؤهل وغير واعٍ للتعامل مع مثل هذه المشاكل، وبالتالي قد يتنمر على الطفل، بل ويسمح بتنمر أقرانه عليه.

2)  عدم اهتمام المدرسة بتطبيق الدمج كاملًا، وذلك بعدم توفير الخدمات اللي يحتاج لها الطفل بالرغم من تبنيها لفكرة الدمج.

ولكي تنجح فكرة الدمج، لا بد أن تتوفر فيها هذه الشروط وهي:

1)  الإيمان بأن الطالب من حقه التواجد وسط زملائه دون تهميش، فهو ليس أقل منهم.

2)  يتم الدمج مع أقرانه في كل الأنشطة لكن يتم فصلهم عند شرح الدروس الأساسية وهي الدروس التي تحتوي على حسابات وأرقام وقراءة، أي المواد التي تحتاج لتعامل خاص في تدرسيها للطفل الذي يعاني من صعوبات أو بطء في التعلم، خاصةً لو كان الطفل معفيًا من دراسة مواد معينة أو معفيًا من بعض الموضوعات في هذه المواد.

3)  حماية الطفل من أن يتعرض للتنمر من زملائه، وتعليم الأطفال قبول المختلف ليس لأنه أقل لكن لأنه مختلف.

4)  عدم تكليفه بما يفوق قدراته، حيث إنه على القائم بتدريسه أن يعرف حدود استيعابه وألا يضغط عليه كي يفعل أو يفهم ما لا يستطيعه وما يفوق إمكانياته.

صفات المدرس نفسه الذي يتعامل مع الطفل:

1)  لديه الوعي لمفهوم صعوبات أو بطء التعلم وأعراضهما وكيفية التعامل معهما.

2) يتميز بالصبر ومحبة الأطفال بصفة عامة بجانب أن تكون لديه خبرة وكفاءة علمية للتدريس بصفة عامة.

3)  اجتاز التدريب الخاص بالتعامل مع الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة كي يكون مؤهلًا للتعامل معه بصفة عامة ومؤهلًا لشرح المادة له ومتابعته بصفة خاصة.

أخيرًا.. على الوالدين عدم التذمر من وضع طفلهما أو تكرار كلمات الرثاء أمامه، فهذا كله يجعل الطفل يشعر بالخزي مما يزيد المشكلة لديه، فهو وإن كان يعاني من صعوبات أو بطء في التعلم لكن هذا لا يعني أن مشاعره متبلدة على العكس فهو لديه مشاعر تُجرح وتحزن. وبالتالي فإن سماعه لكلمات فيها رثاء أو تذمر يؤلمه ولا يساعده على التطور، بل بالعكس سوف تزداد المشكلة لديه. لذا على الوالدين احتواء طفلهما بمحبتهما وقبول كونه مختلفًا، مع اكتشاف موهبة لديه والعمل على تطويرها مما يزيد ثقته بنفسه، فكون الطفل يعاني من مشكلة صعوبات أو بطء في التعلم لا يعني أنه لا يمتلك موهبة، بل قد تكون موهبته أفضل من موهبة الطفل العادي. لذا على الأهل اكتشاف هذه الموهبة والعمل على تطويرها وتشجيعه كي يمارسها، وبهذا نساعده على الاستمرار فيما لا يحبه من الدراسة بسبب ثقته بنفسه التي ازدادت باكتشاف أنه ليس فاشلًا بل هو متميز بسبب تلك الموهبة التي تم اكتشافها فيه وتشجعيه على ممارستها.

بهذا نكون انتهينا من جولتنا حول أنواع صعوبات التعلم عند الطفل وكيفية التعامل معها. والآن استعدوا لجولة جديدة ومنطقة جديدة بحياة طفلك. استعدوا سننطلق…

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا