نيفين عاطف مشرقي
تُعد الحمى الشوكية من الأمراض التي ينتج عنها مضاعفات خطيرة على المخ والأعصاب، وأحيانًا تتسبب في حدوث وفاة نتيجة توقف عضلة القلب، وذلك إذا لم يتم التعامل معها على وجه السرعة ومن خلال طبيب مختص ذو خبرة. ومع ظهور حالات للحمى الشوكية في أوقات متفاوتة، سوف نسرد في السطور التالية كل ما يهم القارئ عن الحمى الشوكية وأعراضها وأسبابها وعلاجها، وذلك من خلال لقائنا مع د. شريف صلاح – استشاري المخ والأعصاب والحاصل على دكتوراه في طب المخ والأعصاب جامعة عين شمس.
في البداية، حدثنا د. شريف، عن طبيعة الفرق بين الحمى الشوكية والتهاب سحايا المخ، مشيرًا إلى أنهما لا يعتبران مرضين منفصلين عن بعضهما، حيث إنهما يندرجان تحت إطار عدوى المخ، ولكن في التهاب السحايا يؤثر الميكروب على الأغشية المحيطة بالمخ، أما الحمى الشوكية فإنها تؤثر على المخ وخلايا المخ نفسه، وقد تؤثر على الحبل الشوكي. وعدوى المخ تعني أن ميكروب ما قد نجح في الدخول للجهاز العصبي المركزي، وهذا الميكروب قد يكون فيروسًا أو بكتيريا، ولكن معدل حدوث الفيروسات أو البكتيريا يختلف على حسب حالة المريض وعمره ودرجة المناعة لديه.
وأوضح د. شريف، أن المريض الذي يتمتع بمناعة جيدة قد لا يتأثر بالفيروسات التي تؤثر بشكل واضح على شخص ذي مناعة ضعيفة، كما أن المريض صغير العمر يتأثر بفيروسات وبكتيريا تختلف عن الفيروسات والبكتيريا التي يتأثر بها الشخص الكبير، وكل ما سبق يؤثر في مدى تطور الحالة، ومدى استجابتها للعلاج الدوائي، ومدى حدوث المضاعفات لديها. وعن الأعراض أوضح د. شريف أن الميكروب عندما يعبر للجهاز العصبي المركزي ينشأ عنه أعراض أهمها ارتفاع درجة الحرارة، وفي التهابات السحايا تكون درجة الحرارة 40 درجة، أما في التهاب خلايا المخ (الحمى الشوكية) تكون الحرارة 38 درجة، مع الشعور بصداع، والشعور بعدم الراحة مع الأصوات، وتيبس عضلات الرقبة، وأحيانًا اضطراب في درجة الوعي.
وأكد د. شريف، أن التهاب خلايا المخ أشد خطورةً لأن أثره من الممكن أن يكون دائمًا على المخ. وقال د. شريف، إن المضاعفات تتمثل في التأثير على الأعصاب الشوكية التي تخرج من المخ وأشهرها العصب الثامن، ولذلك فإن معظم المصابين من الصغار يعانون من فقدان السمع فيما بعد، إلى حدوث جلطات في المخ، وحدوث اضطراب في درجة الوعي، وحدوث ضعف في عضلة القلب ثم الوفاة.
وختامًا أوصى د. شريف ببعض النصائح التي يجب إتباعها، وبالأخص مع ظهور حالات حمى شوكية في الوقت الأخير ومنها: ارتداء كمامة في الأماكن المزدحمة، تقوية جهاز المناعة من خلال ممارسة الرياضة وتناول الأكل الصحي، والتباعد الاجتماعي، والنظافة الشخصية، واستخدام فوط خاصة بالفرد، وذلك لعدم نقل العدوى الفيروسية أو البكتيرية بالمخ، والحصول على جرعات التطعيمات في المدارس.
أما بالنسبة للشباب المقبلين على فترة الجيش، فيتم إعطاء أمصال لالتهاب السحايا لمنع أي عدوى. وفي حال ظهور أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة أو اضطراب في الوعي، يجب التوجه إلى أقرب مكان على درجة من الكفاءة في علاج هذا المرض تفاديًا لحدوث مضاعفات. وبالنسبة للشخص الذي يتعامل مع شخص مصاب بمرض الالتهاب السحائي، يوجد علاج وقائي يؤخذ كجرعة واحدة، وآخر يأخذ لمدة يومين.
