17.4 C
Cairo
الأحد, نوفمبر 17, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيوجه الله الثالث!

وجه الله الثالث!

عـادل عطيـة

   رآه يوحنا المعمدان مثل حمامة نازلة من العُلا!

   ورآه التلاميذ والرسل على هيئة ألسنة منقسمة كأنها من نار ومستقرة على رؤوسهم!

   إنه الروح القدس، ذاك الذي يمكننا بفضله وبقوته أن نختبر الله وليس ذاك الله، الذي يمكن أن نتحدث عنه بالتصوير، والتشكيل، والتجسيد!

   هو وجه الله في جوهره الأزلي، وعمق حضوره الأبدي الفائق المعرفة!

   هو وجه الله الكوني العميق الملامح والحر الأبعاد، الذي لا تغطيه أي أقنعة، أو أي حدود ضيقة!

   هو وجه الله الحي، الذي يبدع كل شيء ينبض، ويتحرك، ويوجد!

   هو وجه الله الملهم، الذي يمنح القدرة للإنسان لكي يكون خالقًا بقلمه، أو ريشته، أو أزميله!

   هو وجه الله القدير، الذي رافق الآباء والأنبياء والرسل، وأرشدهم، وعضدهم وألهمهم، ليدوِّنوا أسفاره المقدسة!

   هو وجه الله الذي يتجلى فينا ومن خلالنا، من خلال مواجهته لنا في الزمان، وانتصاره على ضعفنا وخطيئتنا، وتهيئتنا لعمل النعمة!

   هو وجه الله الذي يجعل وجوهنا تعكس ملامح صورة وشخص ابنه المتجسد وحياته وإرساليته!

   هو وجه الله الذي ينفخ على عظام حياتنا الميتة فيكسوها لحمًا وجلدًا، ويصنع منها خليقة جديدة!

   هو وجه الله الذي يقدس قلوبنا، ويعلِّمنا ما نصلي لأجله، ويبكتنا على خطية، وعلى بر، وكل دينونة!

   هو وجه الله الدامع في قلب كل متألم وجريح!

   هو وجه الله الفرح في روح كل حر، وناجح، ومحب لخليقة الله!

   هو وجه الله الثائر على الظلم، والشر، والموت، والحرب، والحقد والتمييز، والتصنيف، والذي يتوهج ويُقذف كلمة جارفة في وجه تلك الشرور من على لسان كل إنسان يحيا لأجل الحق، ولأجل أخيه الإنسان!

   هو وجه الله الثالث، الذي يرف على وجه نفوسنا: مُعلِّمًا، ومُذكِّرًا، ومُتكلمًا، وشاهدًا، وموبِّخًا إلى المدى، والذي يدعونا أن نسمح له بأن يمكث معنا، ويعمل فينا، ننتصر به على كل تجديف يؤدي إلى الهلاك!

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا