الحياة هي سباق لمسافات طويلة، حيث العقبات هي مجرد مرحلة حيوية تقود لمرحلة أخرى. وعلى الرغم من الألم الذي ستتعثرين فيه، إلا أنه يمكنك تخطيه، على أن إحدى أفضل الطرق للشفاء من الألم هي تعلُّم الدروس من الماضي، واستخدام تلك الدروس للتركيز على النمو والانطلاق من جديد. في السياق التالي نصائح تساعدك على ترك الماضي والمضي قُدمًا.
جميعنا لدينا تجارب صعبة بالماضي
التمسك بالماضي يمكن أن يكون قرارًا واعيًا تمامًا، كما أن ترك الماضي والمضي قُدمًا يمكن أن يكون قرارًا واعيًا، فالشيء الوحيد الذي يربطنا كبشر هو قدرتنا على الشعور بالألم، سواء كان هذا الألم جسديًا أو عاطفيًا، فجميعنا لدينا تجارب التعرض للأذى، لكن ما يفرقنا هو كيفية تعاملنا مع هذا الألم، حيث إن التغلب على اللحظات الصعبة في الحياة يُعد أحد أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان.
نصائح لتجاوز الماضي القاسي والمضي قُدمًا
تقبّل ألمك
الخطوة الأولى، رغم أنها قد تكون الأكثر تعقيدًا، هي قبول ما يحدث لك. في الواقع، من الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس في كثير من الأحيان إنكار الألم أو تجنبه والهروب منه. قبول ألمك سيسمح لك بوضع حد له، على أن طريقة تقبُّل اللحظات الصعبة في الحياة يجب أن تأخذ في الاعتبار هذين النهجين:
الأول: التخلص من الشعور بالذنب الذي يدور في رأسك.
الثاني: إدراك أن تقبُّل الموقف لا يعني أنك لا تهتم أو أنه لا يجب أن يؤذينا.
فمجرد إدراك هذا الأمر، سيصبح من السهل تبرير مشاعرك والتعرف على المراحل التي يمكن أن تمر بها، وهو ما سيساعدك على التغلب على اللحظات الصعبة في الحياة.
ذكِّر نفسك بأن الأمر لن يستمر هكذا إلى الأبد
الوقت ينتهي دائمًا بشفاء الجروح. إنها تعويذة تحتاج إلى تذكير نفسك بها. حتى لو لم تتمكن من العثور على طريقة للتغلب على الأوقات الصعبة في الحياة الآن، كرر أن الأمر لن يكون هكذا إلى الأبد، فهذا سيساعد في تحسن حالتك.
تفعيل الحس الفطري القائم على المرونة لديك
التغلب على الأوقات الصعبة وترك الماضي والمضي قُدمًا يعني النهوض عندما تقدم الحياة جانبها الأقل لطفًا. فلتستفيد من نقاط القوة القليلة المتبقية لديك لمواصلة الطريق، وفي جميع الأحوال فإن الهدف هو تفعيل الحس الفطري القائم على المرونة لديك في التعامل مع صعوبات الحياة، فالمرونة هي التي ستساعدك على التغلب على اللحظات الصعبة، وإيجاد الطريق الذي سيجعلك تشعر بالتحسن شيئًا فشيئًا”.
لا تُخف عواطفك
الحزن أو الغضب والسخط هي مشاعر طبيعية وضرورية. لا تحاول قمعها، فمن الجيد أن تسمح لها بالتدفق وتشاركها مع الأشخاص من حولك. إن إشراك أولئك الذين يحبونك سيساعدك على التخلص من بعض العبء الذي تحمله، ولذلك تجنب دائمًا إخفاء عواطفك.
بعض الطرق التي ستساعدك على التعبير عن عواطفك:
ابحث عن شخص في بيئتك يمكنك التنفيس معه؛ شخص جدير بالثقة، ومتعاطف، فتجد لديه الدعم غير المشروط الذي تحتاجه.
اعمد للتنفيس عن ألمك من خلال كتابة أفكارك وما تشعرين به، فالتعبير عما يضايقك بالكتابة يمكن أن يساعدك على فهم مشاعرك بشكل أفضل.
جرب بعض الأنشطة الفنية الأخرى التي يمكن التنفيس من خلالها، سواء كان ذلك الرقص أو الرسم أو المسرح أو الموسيقى. ستساعدك الأنشطة الإبداعية خلال عملية الاستشفاء.
اطلب الدعم من الأشخاص الإيجابيين
إن إحاطة نفسك ببيئة إيجابية ستساعدك على تحقيق المرونة لترك الماضي والمضي قُدمًا ولتغلب على اللحظات الصعبة في الحياة. ومن ثَمَّ اغتنم الفرصة للقيام بالأنشطة المختلفة مهما كانت غريبة، والتي تشتت انتباهك وتبعدك عن الحزن. سيساعدك البقاء نشطًا على صرف انتباهك عما يعذبك.
ركز على أهدافك
لا تدعِ الحزن يسيطر عليك. تذكر أن المشاكل لا تختفي من تلقاء نفسها. لذلك، من المهم أن تركز على أهدافك وأن تشغل نفسك بأمور تخصك، فإذا كان هدفك هو التغلب على الانفصال، أو التغلب على الاكتئاب، أو حتى التغلب على وفاة شخص عزيز لديك، فلا تترك نفسك فريسة للماضي يفترسك.
اضبط نفسك وحدد أهدافًا يومية صغيرة. بهذه الطريقة، كل يوم سوف تحصل على جرعات صغيرة من التحفيز الذي سيشجعك على الاستمرار.
حاول أن تحرر نفسك من الماضي
ترك الماضي لا يعني نسيانه. الآن، يجب ألا تسمح للذكريات بأن تصيبك بالشلل. حاول أن تفهم أن الشدائد التي تحاربها حدثت في ماضيك، والآن حان الوقت للاستمرار في مرحلة أخرى من حياتك، واستخدام تلك الذكريات الحزينة كقوة دافعة للإلهام. فالماضي قد يكون بمثابة حافز لتحقيق ما كان الشخص العزيز عليكِ يريد منك تحقيقه.
اطلب المساعدة من أحد المتخصصين
إن لم تنجح كل تلك الطرق في مساعدتك على تجاوز الماضي بلحظاته الصعبة، فاعلم أن التغلب على الأوقات الصعبة ليس أمرًا متروكًا لك وحدكِ! سيساعدك أحد المتخصصين على فهم ما يحدث لك وكيفية التعامل معه.”
