15.4 C
Cairo
الجمعة, ديسمبر 20, 2024
الرئيسيةتحقيقاتفي مصر... مجلس كنائس الشرق الأوسط يحتفل باليوبيل الذهبي

في مصر… مجلس كنائس الشرق الأوسط يحتفل باليوبيل الذهبي

في مصر… مجلس كنائس الشرق الأوسط يحتفل باليوبيل الذهبي
اميشيل عبس لأمين العام: المجلس يعود إداريًا إلى مصر

تحقيق: د. ماريانا يوسف

أُقيمت مؤخرًا احتفالية اليوبيل الذهبي لمجلس كنائس الشرق الأوسط بالمقر البابوي بالقاهرة، في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك بحضور رؤساء وممثلي الكنائس الأعضاء.

وتأسس مجلس كنائس الشرق الأوسط عام 1974، وسبقت تأسيسه جهود كبيرة في سبيل العمل المسكوني انتهت بانطلاق المجلس بشكل رسمي، وعمل من وقتها من خلال هيئاته وبرامجه المتنوعة على تنظيم العديد الأنشطة والفعاليات المشتركة بين الكنائس الأعضاء، وعُقدت تحت مظلته 12 جمعية عامة في ضيافة الكنائس الأعضاء، حيث استضافت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعية العامة الأخيرة عام 2022 في مركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

توقيت الاحتفال تم تحديده ليتزامن مع عيد النيروز، رأس السنة القبطية، كدليل على مكانته في قلوب القيادات المسيحية المصرية.

تضمن برنامج الاحتفالية كلمات لرؤساء الكنائس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، والدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، والبطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، والمطران سامي شحاتة، مطران الكنيسة الأسقفية، ونائب عن كنيسة الأرمن الأرثوذكس، والقس رفعت فكري، الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الإنجيلية. وأثنى القس يشوع بخيت، أمين عام مجلس كنائس، على التعاون بين المجلسين وقدم النهيئة باليوبيل الذهبي للمجلس.

وأُذيع فيلمان تسجيليان عن مجلس كنائس الشرق الأوسط ومجموعة من الترانيم لكورال “مار مرقس” التابع لكنيسة القديس مار مرقس الرسول القبطية الأرثوذكسية بمصر الجديدة.

ما هو مجلس كنائس الشرق الأوسط؟

يُعد مجلس كنائس الشرق الأوسط هو المنظمة المسكونية الإقليمية التي تجمع الكنائس في الشرق حول شهادة مسيحية مشتركة في المنطقة التي وُلِدَ فيها السيد المسيح وترعرع ومات وقام من الأموات.

تأسس مجلس كنائس الشرق الأوسط عام 1974 عندما تحول “مجمع كنائس الشرق الأدنى” إلى مجلس يضم ثلاث عائلات كنسية كبري في الشرق هي الأرثوذكسية الشرقية “القبطية والسريانية والأرمينية”، والأرثوذكسية البيزنطية، والإنجيلية “اللوثرية والمصلحة والأنجليكانية”.

ثم انضمت إلي المجلس بمبادرة تاريخية تمت بين سنتي 1989 و1990 الكنائس الكاثوليكية الشرقية السبع وهي: المارونية والملكية الكاثوليكية والأرمينية والسريانية والقبطية والكلدانية واللاتينية، وصار المجلس يضم الأغلبية الساحقة من مسيحيي المشرق.

وتضم السلطة العليا في المجلس 64 مندوبًا ومندوبة يمثلون العائلات الكنسية الأربع، وتلتئم في دورة عادية مرة كل أربع سنوات لتبحث في شئون الوحدة وأوضاع المسيحيين وتضع رؤية المجلس المستقبلية وتنتخب هيئة تنفيذية جديدة وأمينًا عامًا.

 تضم اللجنة التنفيذية للمجلس 24 عضوًا يمثلون الكنائس الأعضاء ويقومون بمتابعة شئون المجلس الروحية والإدارية والمالية مع الأمين العام والأمناء العامين المشاركين والطاقم الإداري في المجلس.

ويدير شئون المجلس بشكل عادي الأمين العام المنتخب من الجمعية العامة وفق القوانين والأنظمة وهو المسئول عن حسن سير البرامج والأنشطة وفق قرارات الجمعية العامة ومجلس الرؤساء واللجنة التنفيذية.

ويساعده في مهمته ثلاثة أمناء عامون مشاركون، وترتبط بالأمانة العامة دوائر الشئون اللاهوتية والمسكونية، التواصل والعلاقات العامة، الدياكونية والإدارة والمال.

أهداف المجلس

– تعميق الشركة الروحية والخدمية بين الكنائس الأعضاء وتوحيد كلمتها وجهودها، وذلك إسهامًا في العمل من أجل الوحدة المسيحية والشهادة للإنجيل في المنطقة وبين شعوبها.

– يعمل المجلس من خلال هيئاته وبرامجه على تحقيق هذا الهدف عبر الحوار بين الكنائس محليًا وإقليميًا وعالميًا، وتعزيز روح الشركة والوعي المسكوني.

– تفهّم تقاليد الكنائس الأعضاء وتاريخها وسبل تفعيل الحضور المسيحي في المنطقة وتعزيز دور المسيحيين في مجتمعاتهم وأوطانهم، عبر الدراسات والأبحاث المشتركة الهادفة

– كما يؤكد على التنشئة المسكونية للفئات والأعمار المختلفة في سبيل تعزيز الروح المسكونية والتشجيع على الصلاة والعمل من أجل الوحدة.

– يعمل على تنمية ودعم الحوار بين الأديان الهادف إلى اكتشاف القيم المشتركة والفهم المتبادل لتعزيز وترسيخ روح المواطنة والشراكة الكاملة في الوطن الواحد.

– التعاون والعمل المشترك في سبيل الخدمة الإنسانية والمجتمعية بصورة حيادية بما يوافق المبادئ الإنسانية والمسيحية، والسعي لتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان للتمكن من العيش بحرية وسلام ومساواة مع جميع شركاء الوطن الواحد.

فهو هو رابطة من الكنائس تسعى معًا لتحقيق دعوتها المشتركة ووحدتها المنشودة.

ميشيل عبس: مجلس كنائس الشرق الأوسط كوَّن هوية متنوعة

قال الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، البروفسور ميشيل عبس، في كلمتة: “لا بد لي في بداية كلمتي أن أتوجه بالشكر إلى صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني، الذي بارك ورعى هذه المبادرة وهذا الإنجاز، وهذه ليست المرة الأولى الذي يُظهِر فيها قداسته عن دعمه غير المحدود للعمل المسيحي المشترك، أي المسكوني، ولمجلس كنائس الشرق الأوسط بالتحديد، كما أصلي وأطلب الرحمة لشهداء الكنيسة الأبرار، وملف الشهادة مفتوح على مصراعيه، حيث يقدم المؤمنون أرواحهم شهادة لرسالة المتجسد الذي لا فناء لملكه، وأقول للجميع: “عيد نيروز مبارك”، ومباركة السنة 1741 القبطية للشهداء”

وأضاف: “خلال نصف قرن من الزمن، الممتلئ بالكفاح والشهادة، كوَّن مجلس كنائس الشرق الأوسط هوية متنوعة تنوع مكوناته وتنوع مقومات المنطقة التي نشأ فيها.”

وتابع: “لقد استطاع المجلس تحديد هوية له، تأثر بها المسيحيون في منطقة الشرق الأوسط. هو يعمل منذ نصف قرن، في مراحل دقيقة وخطرة، وقد أفلح في إعادة تعريف هويته ودوره والتموضع في كل خطوة وكل مرحلة.”

وأضاف: “هو يجسد روح وتطلعات الحركة المسكونية في مهد المسيحية، حيث وُجِدت الرسالة وانطلقت إلى العالم. إن مقارنة سريعة وعفوية بين ʼالثقافة والروح المسكونيين‘ في سبعينيات القرن العشرين واليوم تعطينا الدليل القاطع على تأثير المجلس في الذهنية المؤسسية والشعبية لدى المسيحيين.”

دعوات المجلس الإنسانية تخدم المواطنة والمجتمع

كثيرًا ما دعا المجلس، خاصةً في حالات الحروب والاعتداءات على الدول، إلى نبذ العنف والتعصب بكل أنواعه وأشكاله، ورفض التطرف والإرهاب والإقصاء والتمييز على أساس الدين والعرق واللون والجنس، معربًا عن تضامنه مع المهمشين والمستضعفين واللاجئين والنازحين، ومناشدًا المسئولين والأسرة الدولية للعمل على عودتهم إلى أرضهم.

كما دعا إلى احترام حرية المعتقَد، وترسيخ قيم المواطنة والحياة المشتركة مع الأخوة المسلمين من منطلق تقاسم العيش معهم باحترام متبادل، معلنًا عن دعمه للكنائس والمؤمنين في القدس، ومشددًا على الحفاظ على الأماكن المقدسة، ومذكرًا الأسرة الدولية وشعوب العالم بأهمية تقوية الحضور المسيحي في مدينة السلام.

وأشار المجلس إلى أن الحضور المسيحي هو في جوهر كينونة الشرق الأوسط، موضحًا إلى أن للمسيحيين إسهامات جليلة في بناء بلدانهم وازدهارها، وهم سيبقون متجذرين في هذه الأرض وشركاء أصلاء في نهضتها وبناء حاضرها ومستقبلها، مهما اشتدت العواصف والتحديات، داعيًا الذين هاجروا من بلدانهم إلى المحافظة على ارتباطهم بأوطانهم الأم وعدم التفريط بممتلكاتهم، ومعهم يرجو فوق كل رجاء، واثقًا أن الله يوجِد من المحنة خلاصًا.

 المجلس يعود إداريًا إلى مصر

كشف ميشيل عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، عن قرار المجلس العودة إداريًا إلى مصر لبدء العمل على مجموعة من المشاريع المرتقبة هناك، وذلك كجزء من كلمته في احتفالية اليوبيل الذهبي.

عبس قال: “أما الأمر الذي هو قيد التحضير أيضًا، فهو عودة المجلس إداريًا إلى مصر من أجل العمل على مشاريع مرتقبة هناك، وقد طال غيابه عن البلاد التي تحوي العدد الأكبر من مسيحيي الشرق، إن المؤسسات الكنسية لم تبخل يومًا علينا بكل ما طلبنا من أجل نجاح عملنا، وهذا الأمر إن دل على شيء، فإنه يدل على قناعة راسخة لدى “كنيسة مصر” بأهمية وجدوى العمل المسكوني، على ضوء المبادرة التي أخذتها في إعداد الاحتفال الذي نحن بصدده.

تأتي هذه العودة بعد فترة طويلة من الغياب عن البلد الذي يضم أكبر عدد من مسيحيي الشرق الأوسط. وقد عبَّر عبس عن تقديره للدعم المستمر الذي تلقاه المجلس من المؤسسات الكنسية المصرية، التي لم تتوانَ يومًا عن تلبية جميع طلبات المجلس، في تجسيد حقيقي لأهمية وجدوى العمل المسكوني في مصر.

يُذكر أن الجمعية العامة للمجلس انعقدت للمرة الأولى في مصر في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني، في مركز لوجوس البابوي في وادي النطرون عام 2022، وبدعم من الكنيسة الإنجيلية في مصر، واستمرت أعمالها لتتوَّج بالبيان الختامي الذي يتوقّع أن يحمل رجاء جديدًا للمسيحيين وكافة أبناء المنطقة.

وقد عُقد هذا الحدث المسكوني التاريخي بمشاركة 21 كنيسة من كنائس الشرق الأوسط وحضور نحو 17 بطريركًا ورئيس كنيسة، بينهم رؤساء المجلس، قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم ورئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية، وغبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، رئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسية، وغبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، رئيس المجلس عن العائلة الكاثوليكية، وحضرة القس الدكتور حبيب بدر، رئيس الاتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الإنجيلية.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا