17.4 C
Cairo
الإثنين, ديسمبر 23, 2024
الرئيسيةأسرةعلامات التربية السيئة للأطفال ... تعرفي عليها وعالجيها قبل فوات الأوان

علامات التربية السيئة للأطفال … تعرفي عليها وعالجيها قبل فوات الأوان

أساليب التربية ليست نصائح وإرشادات تتكرر على لسان الآباء، أو صوت عال وصراخ لزوم الترهيب. كل أب – ولي أمر – يعتبر نفسه مرجعًا تربويًا وعلى أبنائه السير على قواعده؛ فهي مُجربة ونتائجها مضمونة. والحقيقة أن هذه النصائح النظرية – التربوية – أكثر ما يغلب عليها الطابع الموروث، دون دراسة تُثبت كفاءتها من عدمها، وفي الكثير من الأحيان يُستهان بالآثار الجانبية التي تُخلفها على نفسية الطفل وتوازنه النفسي.

وتقرير اليوم عن بعض الأساليب التربوية السيئة، والتعرف على علاماتها.

العلامة الأولى: ضغط وسيطرة يمنعان استقلالية الطفل

توجيه الأبناء، سيدي الأب وسيدتي الأم، لا يعني السيطرة على كل ما يخصهم، ولا يُقصد به متابعتهم في كل ما يفعلون ثم الاعتراض عليه، بل ينبغي منحهم بعض الاستقلالية في اتخاذ بعض القرارات، وتحمل جزء من المسؤوليات، وهو ما قد يُعزز ثقة الطفل بذاته وعدم الاعتمادية.

وهذا بالفعل ما أكدته الدراسات التربوية مؤخرًا، وكان مفادها أن الآباء والأُمهات الذين يسيطرون نفسيًا على أبنائهم يخلقون نتاجًا سلبيًا على الطفل، من أهمها انعدام ثقته بنفسه وعدم اعتماده على الذات.

نصيحة: منح الطفل -خاصةً المراهقين- الاستقلالية قد يكون أمرًا جيدًا، يُساعده في حل نزاعاته وعلاقاته الشخصية، وبالإضافة إلى ذلك فإن منح المزيد من الاستقلالية للطفل يزيد من قدرته على مقاومة ضغط الأقران.

العلامة الثانية: كثرة الصراخ التي تؤثر على نفسية الطفل

وفي هذا الشأن أُجريت دراسة في جامعة بيتسبرج، وجدت أن التأديب اللفظي القاسي أو الصراخ واستخدام أسلوب الإهانة قد يضر بجودة نفسية الطفل على المدى البعيد.

والمواظبة على استخدام التوبيخ اللفظي القاسي كانت مَدخلاً رئيسيًا لاكتئاب الطفل، وبالتالي تُعد الدراسة دعوة للآباء للتركيز وعدم الانجراف في دوامة الصراخ التي تدفع الطفل إلى تكرار السلوكيات نفسها مرارًا وتكرارًا دون توقف.

نصيحة: الصراخ لا يؤدب! ويمكنك استخدام الصراخ -فقط- لوقف تصرف يقوم به طفلك الآن ويُعرضه للخطر.

العلامة الثالثة: التدخل الزائد الذي يسبب قلق الطفل

من الجيد جدًا – بلا شك – أن يكون الأهل حاضرين في حياة أطفالهم، ولكن الإفراط في التدخل في تفاصيل الطفل يمكن أن يكون سببًا للقلق والاكتئاب لدى الطفل.

وهذا ما أكده عدد كبير من طلاب الجامعة، والذين أبلغوا عن السيطرة المفرطة من قِبل الآباء عليهم، وقد سجلوا في المقابل مستويات مرتفعة جدًا من الاكتئاب وعدم الرضا عن الحياة بشكل عام.

نصيحة: تدخل واعرف كل ما يحيط بطفلك، ولكن بشكل غير مباشر، وحاول الاقتراب منه لتوعيته وتقديم النصح له، بدلًا من ملاصقتك لكل خطوة يخطوها.. وهو ما يحفزه على فعل الشيء في السر.. وربما وجد متعة وجاذبية بما يفعله.

العلامة الرابعة: عدم وجود لقرار حاسم لوقت النوم

وجد الباحثون أن هناك صلة بين عدم انتظام وقت نوم الطفل وبين العشرات من سوء السلوك مثل: فرط النشاط، صعوبات عاطفية، وعدم الاندماج مع الأقران. وعلميًا فإن اضطراب أوقات النوم، وخاصةً في مرحلة النمو المُبكر للطفل، له تأثيرات على الصحة والدماغ مدى الحياة، حيث إن نمو الطفل في المرحلة المبكرة تترتب عليه تأثيرات على مدى الحياة.

نصيحة: النوم ضروري لنمو الطفل، حيث يساعد النوم الطفل على استكمال نموه بشكل صحيح. لذا، ينصح خبراء تربية الأطفال بتحديد ساعات محددة للنوم لكل طفل حسب عمره، مع مراعاة أن هناك اختلافات في ساعات النوم بين المراحل العمرية.

العلامة الخامسة: السماح بمشاهدة التلفزيون في عمر صغير جدًا

دراسات عدة في هذا الشأن تؤكد أن تعريض الأطفال قبل سن الثالثة لشاشة التلفزيون قد يكون سببًا رئيسيًا لعدة مشكلات منها: التأثير اللغوي، والتأثير في المهارات الاجتماعية، وهو ما يجعلهم أكثر تنمرًا على زملائهم لحظة دخولهم رياض الأطفال.

كما أن هناك ارتباطًا واضحًا ووثيقًا بين الإكثار من الجلوس أمام الشاشات وبين مشاكل التركيز وضعف القراءة وإتقان الرياضيات. والبرامج التعليمية مثل “شارع سمسم” أو “بارني” مفيدة للأطفال في الفئة العمرية من سنتين ونصف إلى خمس سنوات فقط.

ويمكننا إضافة الألعاب الإلكترونية لقائمة المحظورات، حيث إن إدمانها وتعريض الطفل للشاشة قبل سن خمس سنوات من شأنه أن يدمر في الطفل 3 مهارات دماغية: التركيز، والقدرة على الحفظ، ومهارة التذكّر.

نصيحة: مشاهدة التليفزيون متعة، والجلوس أمام الشاشات الحديثة أكثر متعة وجاذبية، ولكن لصحة الطفل النفسية والاجتماعية والدراسية ضعي روتينًا خاصًا لساعات جلوس الطفل.

العلامة السادسة: الآباء المُستبدون

هناك ثلاثة أنماط أساسية من الأبوة والأمومة: المتساهلة، المستبدة، والسلطوية.

الأسلوب المستند إلى الثقة والاحترام هو الأمثل، حيث يكون الآباء والأمهات منفتحين وعقلانيين في توجيهاتهم لأطفالهم.

أما الأسوأ فهو الأسلوب المستبد الذي يتمثل في الآباء والأمهات الذين يكونون متطلبين للغاية ومُثبّطين لأي نقاش مفتوح مع أبنائهم. فهم يطالبون أبناءهم بأداء عظيم وتحقيق نجاحات مدرسية فقط.

نصيحة: كن من هؤلاء الآباء العقلانيين الذين يبررون لأبنائهم ضرورة التقدم العلمي والعلامات المتقدمة، التي من شأنها أن تبني له مستقبلًا أفضل، بدلًا من الأمر والتسلط والضغط من أجل النجاح وإحراز أعلى الدرجات.

العلامة السابعة: مشاعرهم بعيدة عن أطفالهم

من الصعب فرض معادلة دقيقة تضمن نتائج تربوية سليمة 100%، ولكن يبدو أن هناك علاقة طردية واضحة تربط بين دفء الوالدين وبين لطف توجيهاتهم وعقلانيتها، وانعكاس ذلك على سلوك أطفالهم، حيث يسهم انخفاض مستوى الدفء وبرود العلاقة بين الآباء والأبناء في بناء مشاكل سلوكية، إلى جانب عدم الإحساس بالأمان والميل إلى العزلة.

نصيحة: الأطفال الذين يفتقرون إلى الثناء الأبوي هم أكثر عُرضة للقلق والاكتئاب والانسحاب من المجتمع.

العلامة الأخيرة: يلجئون للضرب كعقاب

البعض يعتقد أن الضرب على مؤخرة الطفل هو العقاب الألطف والأقل ضررًا، إلا أن استمرار استخدام هذا النوع من العقاب مع الطفل قد ارتبط بمشاكل مختلفة مثل فرط النشاط والعدوانية والتنمر تجاه الأطفال الآخرين.

وقد وُجِدَ أن أطفال الصف الأول الذين يعاقبهم آباؤهم بهذا النوع من الضرب كانوا أكثر عُرضة لافتعال المشكلات مع زملائهم، حيث إن الضرب على المؤخرة يرتبط ارتباطًا واضحًا بمشكلات الصحة العقلية والصعوبات المعرفية لدى الطفل. وقد أظهرت الدراسات أن ذكاء هؤلاء الأطفال ينخفض بنسبة 5 درجات في سن الخامسة.

نصيحة: الضرب بكل أشكاله مرفوض، لأنه يفتقر إلى إنسانية التعامل وعقلانية التوجيه.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا