19.4 C
Cairo
الأحد, نوفمبر 17, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيعظمة القبر الفارغ

عظمة القبر الفارغ

عـادل عطيـة

   الأرض مملكة الموت المألوفة، والقبر بيت ميعاد كل حي!

   قبر يبنى في بساطة ونقاوة أصلية تحت ظلال الخشوع، ننزع إلى رؤيته في وهج الحنين، ونقرأ شواهده الكتابية للذكرى، والاعتبار!

   وقبر يبنى، فننظر إليه ونتفحصه جيدًا في الجمال الأبدي للتحفة الفنية الرائعة – وكأن الإنسان يضفي على موته المعنى الذي يريده ـ!

   دخلت بعض القبور التاريخ من أعرق أبوابه: كهرم “خوفو”، بالجيزة، بمصر!

   وضريح: “تاج محل”،  بأجرا، بالهند!

   حيث نرى فيهما:

   الصرح المعماري، الذي يبهر العين، ويسحر القلب، وينطق بالعراقة والعظمة والجلال!

   وأجساد المشهورين، وهم يرقدون في جمال شعري خلاب، ووراءهم صاحب مخيلة تزخر بالحياة!

   ولكن أبهاها وأمجدها، ذلك الذي في أورشليم القدس، حيث يوجد قبر القبور، منحوتاً في صخرة صلبة في جلال وعزة. ومع بساطته العظيمة، يضج بالأحاسيس المهيبة السامية، التي مبعثها: كونه قبراً فارغاً لا يحتوي على جسد المصلوب؛ لأنه قام من الأموات، ليكون مناط آمال البشر، وأساس إيمانهم. تتوارد إليه طوائف الناس؛ لتقر بلاهوت ذاك الذي حل فيه بضعة أيام، ولم يستطع الموت أن يقهره!

   إنه القبر الواحد الوحيد، الذي أمامه تخر ساجدة جباه العابدين، وكل من ينحدر إلى التراب. وإليه سترنو الأمم بأنظارها، حتى يعود صاحبه في آخرالأزمان، فيقوم بإزائه ويدين جميع البشر!

   إن عظمة قبورنا فى تصميماتها الأبدية، التي تخلب الأنظار، وتؤكد خيالنا الذاهب في السماء، أما عظمة قبر المسيح، فأنه قبر فارغ، لا توجد بداخله سوى ذكريات النصرة المثيرة!

   وسيظل ماضي القبور يمتزج جنباً إلى جنب مع حاضرها الواعد في القبر الممجد!

   فإن كانت قبورنا جزءاً من حياتنا، فإن قبر المسيح هو كل حياتنا!

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا