أعلن باحثون عن شفاء رجل ألماني يبلغ من العمر 53 عامًا، من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) بعد خضوعه لعملية زرع خلايا جذعية في عام 2013.
ووفقًا للنتائج المنشورة في مجلة Nature Medicine، فإن المريض الملقب باسم “مريض دوسلدورف” (لضمان الخصوصية)، هو خامس شخص يُشفى من الفيروس الذي يصيب أكثر من 30 مليون شخص على مستوى العالم، بعد خضوعهم لمثل هذه العملية.
وتوقف الرجل عن تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (التي تتضمن تناول أدوية لقمع الفيروس) لمدة أربع سنوات دون انتكاس.
وكما في حالة مريضىن آخرين شفيا من الفيروس (مريض برلين ومريض لندن)، أجريت عملية زرع الخلايا الجذعية لعلاج اضطراب حاد في الدم هو اللوكيميا (سرطان الدم) في حالة “مريض دوسلدورف”، والتي تطورت لديه بالإضافة إلى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
وأدت عملية زرع الخلايا الجذعية العالية الخطورة إلى تخليص الرجل من أي علامات لفيروس نقص المناعة البشرية بعد أكثر من تسع سنوات من العلاج.
وكان تم تشخيص “مريض دوسلدورف” بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2008، وُضع بعدها في دورة علاج بمضادات الفيروسات القهقرية في عام 2010. وفي العام التالي، تم تشخيص سرطان الدم لديه، المعروف بـ”ابيضاض الدم” أو اللوكيميا، وهو سرطان خلايا الدم البيضاء في نخاع العظام.
ونظرًا للمزيج الخطير من أمراض “مريض دوسلدورف”، قرر الأطباء أن يسلكوا طريقًا خطيرًا، حيث خضع الرجل في عام 2013، لعملية زرع خلايا جذعية، وتؤخذ هذه الخلايا الجذعية من نخاع عظم أو دم متبرع، وتستخدم العينة لاستبدال خلايا الدم البيضاء الخاصة بالمريض.
وفي هذه الحالة، تم اختيار المتبرع بعناية بحيث كانت لديه طفرة جينية في الجين CCR5، تجعله مقاومًا لفيروس نقص المناعة البشرية. وكانت الفكرة هي علاج سرطان الدم لدى المريض، وفي نفس الوقت منحه مقاومة وراثية لفيروس نقص المناعة البشرية.
وبعد ما يقارب الـ10 سنوات من زرع الخلايا الجذعية المأخوذة من المتبرع، وأكثر من أربع سنوات من التوقف عن علاج فيروس نقص المناعة البشرية، أعلن الباحثون أن المريض لم يعد يظهر أي علامات وظيفية تنبئ بتكرار نشوء جزيئات فيروس نقص المناعة البشرية في جسمه، ما يجعله خاليًا من الفيروسات بشكل فعال. ويتمتع المريض الآن بصحة جيدة.
وأشار الباحثون إلى أن “مريض دوسلدورف” أصبح خامس شخص يُشفى من فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب بعد تلقي هذا النوع من زراعة الخلايا الجذعية.
وكان أول شخص شفي من فيروس نقص المناعة البشرية هو تيموثي راي براون، الذي أشار إليه الباحثون باسم “مريض برلين” في النتائج المنشورة في عام 2009. كما تم علاج ثلاثة آخرين، وهم “مريض لندن” في عام 2019، و”مريض مدينة الأمل” والمريض المسمى “نيويورك” في عام 2022.
ويأمل فريق البحث الدولي الذي يرأسه الأطباء في مستشفى جامعة دوسلدورف أن المعرفة التي اكتسبوها ستوفر نقاط انطلاق للتخطيط لدراسات مستقبلية في مجال علاج فيروس نقص المناعة البشرية.