الحب هو ذلك الشعور الذي يجعل العالم يدور، وهو تلك العاطفة التي تدفئ القلب والروح وترسل السعادة لكل محسوس، وتعيد الأمل والفرحة لكيان يؤوس، وترسم البهجة في الوجه العبوس، وتبعث الحياة في موات النفوس. الحب هو ذلك الشعور الذي يحيل الكون لفراشات ملونة وقلوب مخضبة وشذرات سعادة متناثرة. من منا لم يخض في هذا الشعور العجيب؛ فيذوب في تفاصيله الشجية وعوالمه السحرية وآفاقه الخفية بمختلف أشكاله وصوره السرمدية؟! فهل تعلمون أن للحب صنوفًا وأنماطًا تختلف باختلاف كل قلب متقلب شغوف؟! تعرفوا بالسياق التالي على أنواع الحب وصنوفه، والاختلافات بينها.
ثلاثة محددات لتحديد نوع الحب
الحب شعور بالمودة والميل والتفاني تجاه شخص الحبيب، وهو شعور مدهش لا يمكننا تجنبه أو تحييده أو الاستغناء عنه. والحب أشكال وأنواع تتسق مع شخصية المحب، فطرق حب شخص قد تكون لا حصر لها، إلا أن علماء النفس والاجتماع المختلفين حاولوا تصنيف هذا الشعور. ومن بين النماذج المختلفة الموجودة، يبرز نموذج عالم النفسي الأمريكي “روبرت ستيرنبرج”، وهو أستاذ التنمية البشرية بجامعة كورنيل. ووفقًا لنظريته عن الحب الثلاثي، هناك حاجة إلى ثلاثة محددات أساسية لتحديد نوع الحب الذي نواجهه:
1- حب الافتتان:
هو حب عابر، يحدث من “النظرة الأولى”، ويمتاز بأن به شغفًا وحماسًا شديدًا، ورغبة لا تُقاوم تجاه شخص أو شيء ما، ويمتاز أيضًا بأنه ليست به ألفة أو التزام. وهو حب مرح يبحث فيه الشريكان عن المغامرة وتمضية وقت سعيد بدون التزام، وهو لا يتواجد في مجتمعاتنا العربية والشرقية كثيرًا، حيث تقف العادات والتقاليد حائلًا أمام هذا النوع من الحب.
2- حب شكلي:
أهم مميزاته الالتزام، ولكن من دون عاطفة أو ألفة. يتم الحفاظ فيه على رابطة الاحترام مع الآخر، لكن باقي مكونات المثلث مفقودة. ويمكن أن يكون شائعًا في الزيجات العائلية، وما يُعرف بزواج الصالونات.
3- حب رومانسي:
ويتميز بالعاطفة والحميمية، لكنه يفتقر إلى الالتزامات طويلة المدى. وهو يكون شائعًا في العلاقات المؤقتة، ولكن العاطفية للغاية.
4- الحب الاجتماعي القائم على الونس وحب المشاركة:
هذا النوع من الحب يمتاز بالثقة والموثوقية ورعاية كل طرف في العلاقة للآخر، على أن العنصر العاطفي يكون مفقودًا أو شحيحًا، وهذا الحب يكون حبًا عمليًا وواقعيًا، يسعى إلى المصالح المشتركة، ويمتاز الحبيبان أو الشريكان بأن لهما نفس الأذواق أو نفس الطبقة الاجتماعية.
5- الحب المعنوي أو ما يوصف بالحب العذري:
وهو يتضمن العاطفة والالتزام، وتكون المشاعر أغلبها روحية معنوية، وليست مادية، وهذا الحب يكون غير مشروط، وأهم مميزاته: الإيثار، ونكران الذات، حيث إن فئة قليلة من الناس تحس بهذا الشعور على المدى الطويل.
6- الحب التام أو الكامل:
يتضمن الحب الكامل المكونات الثلاثة لمثلث الحب، حيث يكون هناك اتصال عاطفي قوي وجاذبية والتزام بين الزوجين، وهذا النوع من الحب عندما يتطور للزواج يكون ناجحًا، فهو يسمح بتطوير العلاقة الرومانسية بين الشريكين، حيث إن العاطفة والالتزام يجتمعان لتقوية أواصر الحب، وحتى وإن هدأت العواطف بمرور الزمن، إلا أن هذا الحب يمكن أن يجدد نفسه بنفسه.
