كريستيان جيفارا
كل الديانات تنتقل إلينا بالوراثة
إلا الحب
فهو الدين الوحيد
الذي يخترع أنبياءه
سعاد الصباح
حقيقة وجودية لا ينكرها إلا الكافر بالاختيار.. والمؤمن بالتسيير والوراثة وقهر التلقين
والعجب العجاب أن كثيرًا من العقائد والأيديولوجيات لا تؤمن بالاختيار
فـُـرضت علينا.. استعمرتنا..
احتلتنا من السموات العلى.. ومن الخنادق المجاورة لنا
وقالوا فتوحات.. وقالوا استعمار (أي إعادة بناء)
سَبْوا عقولنا.. وقلوبنا.. وأرواحنا
وأجسادنا.. ونساءنا.. وأطفالنا
وأرضنا
بأمر مَنْ فعلوا ذلك؟!
بأمر آلهتهم.. وأيديولوجياتهم
بأمر الإله أصبحنا غنيمة
غنيمة تساق لكل شيء
للإيمان تارة.. وللذبح تارة أخرى..
للختان وللذبح العقلي والنفسي والروحي كل يوم!!
وها دين الحب.. هو الوحيد الذي لا يقبل إلا المـُخيَّر
مَنْ يأتي إليه بالترغيب لن يدركه
ومَنْ آمن به بالترهيب.. فقد ضل السبيل
فإله الحرية.. لا يؤمن إلا بالحرية
وإله الحب.. لا يـُسر إلا بالحب
وها المسيح يقف أمام الدين الكاذب
الذي يقهر مريديه.. فيقهرون العالم كله!
الذي يختن مريديه.. فيختنون العالم كله!
وها إله الحب يصعد إلى الجبل
جبل الكرة الأرضية التي تئن وتتمخض كل لحظة
بالآلهة المزيفة والعبيد الذين تم تزييفهم!!
يفتح فاه فينفجر النهار..
ونسمع طلقات النور الخارجة من فمه:
طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات..
طوبى للحزانى لأنهم يتعزون..
طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض
طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يُشبعون
طوبى للرحماء لأنهم يرحمون
طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله
طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون
طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات
طوبى لكم إن عيروكم وطردوكم
وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين
فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم
كل مَنْ سمع هذا الكلام اندهش.. فوجئ..
انقلبت موازين تاريخه
وصار يهمس:
لم يقل المسيح شيئاً يشعل ضغينة
لم يسمح ولو لطرفة عين للشر أن ينبت
ولم يعطِ أدنى فرصة للحقد أن يقف على قدميه
ولم يعطِ لقلب الإنسان أدنى رخصة ليتوحش
كان دائمًا مع الحب.. مع الحرية.. مع الاختيار
مع الجمال.. مع الخير.. مع النور
مع القيمة.. مع العدالة
نعم المسيح إله القيم والفضائل
والجمال بلا منازع
وإله الإنسان بلا منافس
فالعقائد كلها تحارب في ميدان آخر
ميدان المطامع والغنائم.. والتراب العفن
حيث رائحة الجماجم.. وحداد الموت
العقائد تقول لك: اقتل
ويرد المسيح:
أما أنا فأقول لكم:
مَنْ قال لأخيه باطلًا يكون مستوجب الحـُكم
أقول لكم لا تقاوموا الشر.. أحبوا أعدائكم
باركوا لاعنيكم.. أحسنوا إلى مبغضيكم
وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم
هو يريد أن يجعلنا مثله
كما يشرق شمسه على الأشرار.. نشرق
كما يمطر على الظالمين.. نمطر
لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم
كل أنانية تحب مَنْ يشابهها.. وتكره كل مَنْ يخالفها أو يرفضها أو يكفر بها
إلا يسوع المسيح فهو الإله الحقيقي الوحيد الذي أحب الجميع وما زال
فبالحق.. كل الأشياء والأيديولوجيات والعقائد الصنمية تنتقل إلينا بالوراثة
إلا الحب
فهو الدين الوحيد الذي يخترع أنبياءه
الحب في هذا العالم الأناني
مَنْ يريد أن يتبع الحب فلينكر نفسه وليحمل صليبه كل يوم
فينكسر الفخ.. فيحلق
فيربح الله.. وذاته.. والآخر
فيحلق……
فالحب.. هو القرار الإرادي الحـُر الذي إذا تحرك نحو الموضوعية.. والنزاهة.. والمحايدة..
اقترب نحو الكمال
وإذا تحرك نحو التعصب وعمى الهوى.. انزلق بعيدًا عن مبتغاه
الحب هو الحل