20.4 C
Cairo
الإثنين, ديسمبر 23, 2024
الرئيسيةطفلدانيآل في جب الأسود

دانيآل في جب الأسود

بعد أن قُتِلَ بيلشاصر، غزت مملكة مادي وفارس بابل واستولت عليها، وانتهت بهذا الإمبراطورية البابلية وبدأت إمبراطورية مادي وفارس، وكان ذلك عام 538 ق.م.

حكم كورش مملكة مادي وفارس كأول ملك للمملكة وكان يساعده حماه الملك داريوس المادي، وقد شعرا بمكانة دانيآل وذكائه وتاريخه العظيم، فجعلاه من رؤساء المملكة، بل عندما أقاما 120 مرزبانًا (رئيسًا) جعلا عليهم ثلاثة رؤساء، منهم دانيآل، وكان داريوس يود أن يجعله رئيسًا وحده على جميع الرؤساء (دا 6: 1-3)، وذلك لاقتناعه بتميُّزه، خاصةً وأن داريوس تميَّز بالفهم والإدارة السليمة لبابل، التي ظلت إحدى عواصم المملكة الجديدة، مملكة مادي وفارس، وداريوس هذا كان صديقًا لدانيآل واعترف بقوة إلهه.

اغتاظ مرازبة الملك، أي رؤسائه، من تميُّز دانيآل ورئاسته لهم، فدبروا خدعة أقنعوا بها الملك، والمقصود الظاهري بها تعظيم الملك كإله، وهي ألا يطلب أحد أية طلبة في المملكة إلا من الملك، ومَنْ لا يصنع هذا يُلقى في جب الأسود، لأنهم يعلمون أن دانيآل متمسك بعبادة اللَّه والصلاة له (دا 6: 5).

ظهرت هنا شجاعة دانيآل، الذي ذهب إلى بيته وفتح نوافذه ونظر نحو أورشليم وصلى ثلاث مرات كما تعود كل يوم بحسب عادة اليهود (دا 6: 10).

أسرع رؤساء المملكة إلى الملك واشتكوا له دانيآل وعرَّفوه أنه لا يستطيع أن يرجع في أوامره لأنه ملك، فحزن داريوس جدًا وأجَّل عقاب دانيآل حتى المساء، ثم أمر بإلقائه في الجب. وظل الملك حزينًا وسهر طوال الليل. وفي الصباح الباكر، ذهب إلى الجب مع رجاله ونادى على دانيآل، فرد عليه من الجب وأعلمه أن إلهه أرسل ملاكه وسدّ أفواه الأسود، فلم يصبه أذى. فأمر بإصعاد دانيآل، ثم إلقاء الرؤساء الذين اشتكوا عليه، هم وأسرهم، فالتهمتهم الأسود فور إلقائهم، وهذا أكد قوة الله التي تحمي دانيآل، فالأسود قوية وجائعة ولكنها لم تمس دانيآل، وبهذا ازدادت عظمة دانيآل في نظر الملك (دا 6: 14-24).

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا