ولد دانيآل عام 619 ق.م في اليهودية وقد يكون ولد في أورشليم نفسها، من سبط يهوذا (دا1: 6) من أبوين يهوديين تقيين، ظهرت تقواهما في الاهتمام برعايته في طفولته، فنشأ يحب اللَّه ويتمسك بوصاياه، مهما كانت صعوبة الظروف المحيطة به، والتي كانت تحاول إبعاده عن اللَّه، كما سنرى أثناء حياته في السبي.
معنى اسمه “اللَّه قاضي” وهذا ظهر في قضاء اللَّه على شعبه بالتأديب في السبي البابلي، ثم قضائه لهم بإرجاعهم من السبي بعد سبعين عامًا؛ لتوبتهم ورجوعهم إليه. وكان دانيآل صوتًا قويًا للَّه يعلن الحق وقضاءه بكل شجاعة أمام الكل، حتى أمام أعظم وأقوى رجل في العالم وقتذاك، وهو نبوخذنصر ملك بابل.
كان دانيال من النسل الملكي، أو على الأقل من أشراف وعظماء اليهود (دا1 : 3)، لأن نبوخذنصر عندما هجم على اليهودية، أخذ أول فوج من المسبيين إلى بابل. وكانوا من أفضل الشباب والرجال الموجودين في اليهودية، فيذكر الكتاب المقدس أنهم كانوا حسان المنظر ومملوئين من الحكمة والذكاء، فيستطيعوا أن يقفوا أمام ملك بابل ويخدمونه، أي متميزين في فهمهم وقدرتهم على الكلام والتعبير وتحمُّل المسئولية والقدرة على إدارة الأمور، بالإضافة إلى حُسن المنظر (دا 1 : 4).
وفي السبي تغير اسمه مع أصدقائه إلى أسماء بابلية، فتسمى دانيآل بلطشاصر وتعني “أيها البعل هب حمايتك القوية لرهينة الملك”. وحننيا وعزريا وميشائيل (ميصائيل) (دا1: 11)، دعوهم: شدرخ وميشخ وعبدنَغو (دا1 : 7).
أمر الملك أمر أن يُقدَّم للمسبيين أفخر الأطعمة والمشروبات؛ ليزداد جمالهم الجسدي وصحتهم (دا1: 5). ولكن كانت هذه الأطعمة محرمة على اليهود. فطلب دانيآل من رئيس الخصيان المسئول عن رعايتهم أن يعطيهم أطعمة بسيطة وبعدها اكتشف أن صحتهم جيدة وأفضل ممن حولهم، فسمح لهم بأكل القطاني طوال الثلاث سنوات. ومن هذا تظهر شجاعة دانيآل وتمسكه بالشريعة وطقوسها رغم صغر سنه، الذي لم يكن قد تعدى السادسة عشر.
نكمل قصة دانيآل العدد القادم.