لماذا يمتحن الله آدم بوضع شجرة معرفة الخير والشر في الجنة، ثم يوصيه بعدم الأكل منها – وخاصةً أنه بحسب علمه الإلهي السابق كان يعلم أنه سيفعل نفس هذا الأمر؟ ما الهدف من كل هذا؟ وما الذي سيثبته في النهاية؟
لقد رأى الخالق أنه من المناسب أن يضع امتحانًا للطاعة للرجل الذي خلقه (وبالطبع للمرأة أيضًا). لقد خُلق آدم وحواء كاملين بيد الخالق، وكانا مقيدين بنفس قوانين طبيعتهما أن يعيشا ويطيعا الله الذي حباهما بكل ذلك. فعلى كل حال كانت محبته وكرامته وطاعته مجموعة عطايا خالصة، فكان من الواجب أن يوضع امتحان لطاعتهما، لتحديد ما إذا كانا سيكونان وكلاءً أحرارًا أدبيًا.
ولم يكن الامتحان كسر التزام أدبي مثل ما في الوصايا العشر، بل كان يجب أن يكون نهيًا هينًا يصلح أن يكون اختبارًا مناسبًا لأمانتهما. وعندما مُنحت لهما الحرية الكاملة للأكل من ثمر كل الأشجار الأخرى فإن انتهاك هذه الوصية يكون عملًا من أعمال التمرد المباشر ضد أمر أعطاه الله. والطريقة التي اختارها الله كانت كسر ما يُعرف بالقانون الإيجابي (أي أنه كان حقًا لأن الله قال إنه حق) أو قانون ظهر أنه تشريع استبدادي. وكانت فائدة استخدام امتحان بمثل هذه الوسائل والطرق البسيطة هي إنه لو كان البشر الفانون قد نجحوا في امتحان أعظم، فربما كانوا ينتظرون مكافآت تتناسب مع الصراع، ولكانوا قالوا إنهم اكتسبوا خلاصهم بأنفسهم. ولكن الامتحان كان امتحانًا بسيطًا هو إطاعة أمر من الله، وكان يبرر أعمال الله التالية، كما يثبت أن الخلائق الفانين -صنعة يد الله- كانوا يملكون حرية معينة فيجب أن يكونوا مسئولين.
وبذلك ليس هناك شيء في هذا الاختبار سخيف أو يحط من قدر الكائن الأعظم، فإن كمالات الله تتطلب نفس الشيء من خلائقه. ولكن عندما تُمنح هذه الكمالات بحق الخلق، فلا بد أن يُمتحن هذا الإحسان من الله قبل أن يمكن أن يقال إنه موجود بصفة دائمة من تلك النقطة.
كتاب/ أقوال صعبة في الكتاب المقدس (الجزء الأول)
حرارًا أ