مَنْ منا لا يملك شعورًا بالعاطفة نحو الأشياء في العمل وأثناء اتخاذ القرارات؟ لكن توقف، هل تعتقد أن القرارات العاطفية أم القرارات المنطقية هي الأكثر فاعلية في بيئة العمل؟ هل تعلَّم كيف تحافظ على التوازن بين التفاعل العاطفي واتخاذ القرارات بمنطق خلال اجتماعات العمل أو المشروعات الكبيرة؟ وهل تعتمد أسلوبًا محددًا لتهدئة نفسك، والتفكير بوضوح عند مواجهة مواقف صعبة في العمل؟
يقدّم موقع “edutopia.org” الإستراتيجيات المطلوبة للتحكم بطبيعة وأنواع المشاعر لدينا بالعمل، حيث إن بعضها يمكن أن يؤدي إلى قدر كبير من الضيق عندما يُترك من دون رادع. لذلك، هناك عدد من تقنيات الصحة العقلية التي يمكنك استخدامها وتغييرات نمط الحياة التي يمكنك إجراؤها للتحكم في هذه المشاعر السلبية، والتغلّب عليها في العمل، وأبرزها ما يلي:
إعادة تركيز عقلك وجسمك
تُعد الخطوة الأولى للسيطرة على عواطفك في العمل هي إدراك متى تكون خارجة عن السيطرة. لذلك، اسأل نفسك كيف يبدو الأمر جسديًا وعقليًا، ثم اعمل على التعرف إليه في الوقت الحالي. إن التقاط مشاعرك عندما تبدأ في التصاعد يتطلب الوعي والتفكير العقلاني الواعي تجاه القرارات المهمة. فمجرد الاعتراف وحده سيبدأ في تثبيتك في اللحظة الحالية. تَدرَّب دومًا على كيفية تجنُّب سوء الفهم بين الزملاء في العمل لتجنُّب المشكلات والأزمات.
تنفس بعمق لتهدئة نفسك
عندما تبتعد عواطفك عنك فغالبًا ما يخرج تنفسك عن نطاق السيطرة أيضًا مما يضاعف من مشاعر التوتر والقلق لديك. اقطع هذه الدوامة عندما تشعر بحدوثها، وذلك عن طريق أخذ عدة أنفاس عميقة لتهدئة عقلك وجسدك. إذا استطعت، جرِّب تقنية التنفس العميق الهادف للحصول على الحل الأكثر فاعلية.
تصور نفسك في مكان هادئ وآمن
اختر مكانًا، حقيقيًا أو متخيلًا، تجده هادئًا ومريحًا. أغمِض عينيك وتخيّله، وقم بإنشاء أكبر عدد ممكن من التفاصيل البعيدة عن بيئة العمل، بينما تتنفس ببطء وبشكل متساوٍ. تَخلّص من التوتر الموجود في جسدك، ودعْ هدوء مكانك الآمن يهدِّئ أفكارك وعواطفك ليعود إليك التفكير المنطقي في العمل.
مواجهة المشاعر
إن تعلُّم كيفية تحديد مشاعرك وتسميتها يمكن أن يمنحك السيطرة عليها في الوظيفة عندما تشعر بأنها جامحة. إن تسمية مشاعرك هي في الواقع مهارة ربما لم تتعلمها. خذ نفَسًا عميقًا قليلًا، ثم اجبر نفسك على النظر مباشرةً إلى الأشياء التي تشعر بها، حتى ولو كانت مؤلمة. ثم اسأل نفسك: ما هو مصدر تلك المشاعر، وما إذا كانت تُخفي شيئًا آخر تخشى مواجهته، ثم بادر بعد أن تزن الأمور بعقلك وبالمنطق.
فكِّر فيما يمكنك فعله لحل الموقف
قد تشعر بأنك خارج نطاق السيطرة عاطفيًا لأنك لا تستطيع معرفة كيفية التحكم في الوضع من حولك في العمل. لذلك، يمكن أن يؤدي هذا إلى اجترار الأفكار، وهي حلقة فكرية “محطمة”، حيث تستحوذ على فكرة أو شعور سلبي بطريقة غير منتجة، وعادةً ما تكون غامضة. اكسر هذه الدورة وحاول أن تفكر في تحسين الذات وكيف تكون شخصًا أفضل من نفسك في العام الماضي، وذلك من خلال التركيز على تفاصيل الموقف الذي يمكنك معالجته في الوظيفة، وركّز على وسائل التفكير الأكثر منطقية لتقديم المقترحات والحلول.
نصائح يجب أن تتعرف عليها للتحكم في عواطفك بالعمل
خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا لاستعادة السيطرة على نفسك في تلك اللحظة. قم بالعد إلى 4 عند الشهيق، وتوقف مؤقتًا، ثم قم بالعد إلى 4 أثناء الزفير.
امنح نفسك الإذن للتعامل مع مشاعرك بشكل خاص بدلًا عن كبتها. خصص 15-30 دقيقة لتجلس مع الشعور ثم اتركه.
عبِّر عن مشاعرك بشكل مباشر وبثقة. لتجنُّب الصراع، استخدم عبارات التوصيل لنقاطك من دون إلقاء اللوم على الآخرين.
اخرج نفْسك من المواقف السلبية التي لا يمكنك حلها أو التعامل معها، إن أمكن.
تذكَّر دومًا: “السيطرة على عواطفك تعني أن تكون قائدًا لذاتك، وهذا هو أساس القيادة الفعالة.” – بريان تريسي
في الختام، قد يؤدي الدفاع عن القرارات العاطفية في العمل إلى الخروج عن نطاق السيطرة، وقد يجعل الزملاء والمديرين يرونك كموظف عاطفي أكثر من اللازم، الأمر الذي قد يتطلب الدفاع عن وجهة نظرك إذا شعرت بالتوتر أو الإحباط أو الهجوم الشخصي.
لذلك، من المهم الاستماع إلى آراء الآخرين، خاصةً إذا تم تقديمها بشكل بنَّاء، من دون أخذها على محمل شخصي، حيث يمكنك التعامل مع الموقف الدفاعي لأفكارك من خلال تقليل التهديد الموجود في الموقف، والبقاء فضوليًا بشأن أفكار الآخرين.