14.4 C
Cairo
الخميس, ديسمبر 19, 2024
الرئيسيةشبابالعطل التقني العالمي.. ماذا حدث وكيف نتجنب الأسوأ؟

العطل التقني العالمي.. ماذا حدث وكيف نتجنب الأسوأ؟

أزمة قاسية عاشها العالم مع العطل التقني الذي شل حركة قطاعات كبيرة، ومع بداية التعافي وعودة العمل في مطارات، وخدمات شركات مالية كبرى، وشركات طيران، واتصالات، وبورصات في عدّة بلدان حول العالم، بدأت تتعالى حدة المخاوف من مخاطر الأمن السيبراني، والتساؤلات حول كيفية تفادي سيناريو أسوأ في المستقبل.

وتسبب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني العالمية CrowdStrike، وهي إحدى كبرى الشركات في القطاع، في إحداث مشكلات في الأنظمة أدت إلى تعطل رحلات جوية واضطرار هيئات إعلامية إلى قطع البث ومنع المستخدمين من الوصول إلى خدمات مثل الرعاية الصحية أو الخدمات المصرفية.

ماذا حدث؟

دفعت شركة CrowdStrike بتحديث برمجي تضمن خللاً تقنيًا.

تعطلت حواسيب Windows بسبب الخطأ التقني مما أدى لظهور شاشة الموت الزرقاء BSOD على شاشاتها.

دخل العالم في حالة شلل تقني في المطارات، والمستشفيات، وبعض البورصات العالمية، وخطوط الطيران، وحركة النقل، والمتاجر، ووسائل إعلام.

نشرت مايكروسوفت، وCrowdStrike حلولاً يمكنها وقف حالة إعادة التشغيل اللانهائية على الحواسيب، لتثبيت الحل البرمجي.

من المسؤول عن العطل التقني العالمي؟

دائرة المسؤولية عن العطل التقني العالمي لم تتسع إلا لأطراف محدودة، وهي شركة CrowdStrike نفسها، مقدمة التحديث المتسبب في العطل، ومقدمو الخدمات السحابية، من مايكروسوفت مع خدمتها Azure، وأمازون مع خدمتها AWS، وجوجل مع خدمتها Google Cloud.

كعادة أي تحديث برمجي، لابد أن يمر التحديث القادم من CrowdStrike بأكثر من عملية مراجعة قبل وصوله إلى أجهزة المستخدمين، بعض تلك العمليات تحدث داخل CrowdStrike نفسها، للتأكد من مدى جودة وسلامة الكود البرمجي الخاص بالتحديث، وأنه يقدم أعلى أداء وتوافق مع مختلف أنظمة التشغيل الخاصة بالأجهزة الذي سيُثبت عليها، إلى جانب عملية المراجعة التي يقوم بها مزود الخدمة السحابية، للتأكد من أن التحديث البرمجي يعمل بشكل سليم، وسيقدم المزايا المتوقعة منه عند تثبيته على أجهزة المستخدمين.

يُذكر أن شركة مايكروسوفت قد أوضحت على منصة تتبع حالة خدمات Azure أن العطل الذي أصاب خدماتها السحابية Microsoft 365 صباح الجمعة، ليس له أية علاقة بالعطل التقني العالمي الناجم عن تحديث CrowdStrike لمنصتها Falcon Sensor.

طرق إصلاح العطل التقني العالمي

نشرت الشركات عددًا من الطرق لإصلاح الخلل، وتمثل إحداها في استعادة النسخة الاحتياطية من الأنظمة المصابة، والتي تم إنشاؤها قبل وقوع الخلل التقني، وذلك عبر مواقعهما الرسمية، وبعد ذلك سيكون على الشركات المتضررة حذف أحد ملفات النظام المتضمنة داخل تحديث CrowdStrike، وهو ما يتوافق مع فرضية “فاروق” بشأن كونه ملف نظام، وبمجرد حذف هذا الملف من المفترض أن تُحل المشكلة، إلا أن الشركة أشارت إلى أنه في حالة استمرار المشكلة، يجب الرجوع إلى الدعم الفني من جانب CrowdStrike.

ما هي منصة CrowdStrike Falcon؟

منصة للحماية ضد التهديدات السيبرانية والحماية الاستباقية.

تعمل بشكل رئيسي على حماية الأنظمة، والأجهزة الذكية عبر تأمين الخدمات السحابية المقدمة من مختلف مقدميها.

تقدم الحماية ضد البرمجيات الخبيثة والرصد الاستباقي للهجمات الإلكترونية.

تتيح لعملائها جمع وتحليل المعلومات من شبكاتهم الداخلية لرصد أي تهديدات بشكل استباقي.

ترصد أية هجمات محتملة قبل حدوثها مع تتبع دقيق واسع المدى لأية ثغرات صفرية أو مشاكل برمجية.

من أوائل منصات الحماية السيبرانية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل التهديدات الأمنية الرقمية.

بعض الحلول الأخرى للخلل تتطلب إجراء نحو 15 عملية إعادة تشغيل للأنظمة الرقمية المصابة، بحيث تبدأ في العودة للعمل بشكل طبيعي من جديد.

واتفق الخبراء على أن تلك العملية قد تستغرق وقت طويل نسبيًا، خاصة وأن بعض الحلول المقدمة من جانب مايكروسوفت وCrowdStrike، تتطلب خطوات يدوية على كل جهاز.

ولم يفوت الملياردير إيلون ماسك الفرصة ليسخر من العطل التقني العالمي عبر منصة “إكس”، وشارك رسمًا ساخرًا لشخص مستلقٍ على مكان مرتفع يشاهد أشخاصًا يجرون، ويعلوهم شعار مايكروسوفت، وشاشة “الموت الزرقاء”، بينما الشخص المستلقي يحمل شعار “إكس”.

وفتح العطل التقني العالمي الباب لروح الدعابة بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية، فقد نشر أحد الحسابات على “إكس”، باسم فينسنت فليباستير، قائلًا إن يوم الجمعة كان يومه الأول في CrowdStrike، وقد دفع بتحديث برمجي تسبب في خلل في أنظمة العالم، ما أدى إلى إقالته.

ماذا بعد العطل التقني العالمي؟

وذكر الخبراء أن العطل التقني، يعكس اعتماد قطاع كبير من شركات الأعمال والمؤسسات الحكومية على شركة واحدة، وهي مايكروسوفت، سواء على مستوى أنظمة تشغيل حواسيبها أو الخدمات السحابية، مما يعرض سير الحياة الرقمية للعالم لخطر التوقف.

ورجح خبير تكنولوجيا أن العطل التقني العالمي لا بد أن يغير شكل السوق خلال الفترة المقبلة، حيث يتوجب على قطاعات التكنولوجيا داخل المؤسسات، والشركات وضع استراتيجيات للخروج من الأزمات، والكوارث Emergency Strategy، والتي تمكن من تحديد إجراءات تساعدهم على العودة بأنظمتهم الرقمية للعمل بشكل طبيعي بعد الحالات الطارئة مثل التعرض لخلل تقني مدمر.

ودعا المؤسسات والشركات، إلى ضرورة دراسة مدى جدوى إمكانية جعل جزء من أنظمتهم الرقمية، وحواسيبهم تعمل محليًا دون الاتصال بالإنترنت، أو بخوادم سحابية، بحيث تعتمد بشكل كامل على خوادم داخلية لتلك المؤسسات، فلا تحتاج للاتصال بجهات خارجية رقميًا، للتحديث والتطوير.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا