14.4 C
Cairo
السبت, ديسمبر 21, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيالطاعة أساسية في الحياة المسيحية

الطاعة أساسية في الحياة المسيحية

القس صموئيل نان

عزيزي القارئ الكريم، أريد أن أبحر معك في سطور قليلة قادمة حول ما يميز الحياة المسيحية، وأحد مفاتيح العلاقة مع الله وهو الطاعة في المفهوم الكتابي .

هناك شواهد كثيرة وآيات عديدة في كلمة الرب تحدثنا كمؤمنين عن وجوب الطاعة وضروريتها، بل وحتميتها على كل مؤمن له علاقة بالسيد.

عزيزي المؤمن والعابد والتابع لشخص المسيح له كل المجد، كلما كانت علاقتك قوية بالرب كان منسوب الطاعة لديك واضحًا ومرئيًا لدى الجميع .

لذلك يُعرف المؤمن بإيمانه من خلال طاعته لكلمة الرب.

أخي الكريم، تعلِّمنا كلمات النبي صموئيل في سفره الأول 15: 22 التالي: “فقال صموئيل: ʼهل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب؟ هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة، والإصغاء أفضل من شحم الكباش. لأن التمرد كخطية العرافة، والعناد كالوثن والترافيم. لأنك رفضت كلام الرب رفضك من الملك.‘”

لذالك يريد الله إلهنا منا أولًا الطاعة، وأريد أن أطرح معك بعض النقاط الهامة في هذا الموضوع:

أولًا – تعريف الطاعة: هي أن تفعل ما يريد أو يطلب منك هؤلاء الذين في موضع السلطة، وكون سلطتنا هي كلمة الله ومن خلالها نخضع لها.

ثانيًا – مجالات الطاعة:

1- الله: وهو أول وأهم مجال لا بد أن نركز عليه.

يعلن لنا الكتاب المقدس عن بطرس الرسول في سفر الأعمال: “فأجاب بطرس والرسل وقالوا: ʼينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس.‘” (أع 5: 29).

2- الوالدان: يقول الرسول بولس عندما كان يتحدث لأهل أفسس: “أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق” (أف 6: 1).

3- الرؤساء: يقول الرسوال بولس في رسالة تيطس: “ذكَّرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين، ويطيعوا، ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح” (تي 3: 1).

إن من واجبات المسيحي الحقيقي يُظهِر إيمانه وسلوكه من خلال طاعته للرياسات والحكومات. لماذا؟ لأن الله هو مَنْ أقامهم لأن الله هو المتحكم في كل الأمور وضابط الكل، كما يعلن لنا الكتاب المقدس وأيضًا لأن قلوب الملوك في يد الرب كجداول مياه.

يمكن أن يسأل أحد: وإذا كانت الحكومات القائمة ليست بحسب فكر الرب أو ظالمة على سبيل المثال ما هو الحل؟ أقول لك عزيزي الحل أيضًا أن تخضع للرياسات والحكومات كما يعلِّمنا الكتاب وأن نصلي لأجلهم والرب يعزل وينصب مَنْ يشاء، لأنه يعزل ملوك وينصب ملوكًا أيضًا. فتذمرك على السلطات أو السياسية كأنك تتزمر على الرب تمامًا، وفي طاعتك للحكومات والرياسات كأنك تطيع الرب تمامًا.

4- كلمة الله: تعلِّمنا رسالة يعقوب الرسول: “ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم.”

يطلب منا الروح القدس ألا نسمع لكلمة الرب فقط ولكن الدور الهام هو العمل بها لأن في العمل بها ثواب عظيم.

5- المرشدون الروحيون: كاتب رسالة العبرانيين يقول: “أطيعوا مرشديكم واخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا لكي يفعلون ذلك بفرح لا آنين.”

الضربة الكبيرة من إبليس هذه الأيام على المؤمنين هي عدم الخضوع للمرشدين والقادة الروحيين، حيث إن الساحة امتلأت هذه الأيام من التمرد على القيادات الروحية وامتلاء المجتمع الديني بالتمرد، ويعتصر قلبي هذه الأيام من كثير جدًا من هذه الضربة التي ضرب بها إبليس كنائسنا.

ثالثًا – أهمية الطاعة:

لماذا يجب أن نعيش حياة الطاعة؟

1- للحصول على البركة: يعلِّمنا موسى النبي في سفر التثنية أن “البركة إذا سمعتم لوصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها اليوم”.

فهناك بركات للطباعة عندما تقرر أن تسلك طريق الطاعة تجد البركات تلاحقك.

2- تحصل على التطويب والفرح: التطويب هنا بمعني السعادة، فيقول الكتاب في إنجيل لوقا: “أما هو فقال: ʼبل طوبي للذين يسمعون كلام الله ويحفظونها.‘”

3- للحصول على استجابة الصلاة: أوقات كثيرة نتساءل لماذا لا يستجيب الله صلواتنا، والإجابة بكل بساطة: لأننا لم نطعه ولا نطيع كلمته فتغلق السماء عن الاستجابة.

لذلك يعلن لنا الوحي المقدس في رسالة يوحنا الأولي: “ومهما سألنا ننال منه، لأننا نحفظ وصاياه، ونعمل الأعمال المرضية أمامه” (1 يو 3: 22).

رابعًا – سمات الطاعة:

1- بإخلاص: يقول يشوع في سفره: “أنكم قد حفظتم كل ما أمركم به موسى عبد الرب، وسمعتم صوتي في كل ما أمرتكم به. ولم تتركوا إخوتكم هذه الأيام الكثيرة إلى هذا اليوم” (يش 22: 2).

2- من القلب: “فإذا سمعتم لوصاياي التي أنا أوصيكم بها وتعبدوه من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم أعطي مطر أرضكم في حينه. المبكر والمتأخر” (تث 11: 13). الله يريد طاعة من القلب، طاعة اختيارية حبية وليست طاعة إرغامية.

3- طوعية: يقول إشعياء: “إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم” (إش 1: 19).

خامسًا – معوقات الطاعة: هل للطاعة معوقات أحبائي؟ الإجابة: نعم. فما هي؟

هناك ثلاثة معوقات للطاعة وهي:

1- الإرادة الذاتية: أحيانًا كثيرًا تكون ذواتنا معطل وأجسادنا معطلة لطاعة الرب في حياتنا. إن أكبر وأعظم عدو للإنسان هو جسده ورغباته الجسدية المادية الأرضية، ولكن عندما نتعلق بالرب أكثر يعطينا الإمكانية التي بها نتغلب على الإرادة الذاتية.

2- الخوف من الناس: كثيرًا ما نعمل حسابًا للناس ونحاول إرضاءهم أكثر من الرب وهذا ما يؤثر أيضًا في طاعتنا بالرب.

3- إبليس: وهذا عدو للمؤمن ويقف له بالمرصاد وهدفه وشغله الشاغل هو محاولة إبعاد المؤمن عن طاعة الله في حياته.

سادسًا أمثلة كتابية للطاعة:

هناك الكثير والكثير من الأمثلة، ولكن أذكر مع حضراتكم ثلاثة فقط .

أول وأهم أمثلة للطاعة:

1- الرب يسوع عندما ذكر عنه الوحي الإلهي عند الصليب أنه قال: “يا أبتاه إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس  إلا أن اشربها، فلتكن مشيئتك” (متى 26: 42). هناك إعلانات كثيرة عن الرب له كل المجد تظهر فيها طاعته للآب السماوي وللقديسة العذراء مريم.

2- إبراهيم: أطاع إبراهيم الله كثيرًا جدًا في حياته من بداية خروجه من أور الكلدانيين بحثًا إلى المكان الذي يقول له الرب عليه. وأيضًا كان ينتقل من مكان لآخر كما يقول الرب. وأعظم مشهد للطاعة في حياة إبراهيم عندما طلب الله منه أن يأخذ ابنه وحيده إسحاق ويقدمه محرقه علي أحد جبال المريا (تك 22: 2).

3- صموئيل النبي من بداية عمره وهو صبي صغير عندما نادى الرب عليه: “صموئيل صموئيل” فأعلن صموئيل خضوعه للرب بقوله: “تكلم يا رب لأن عبدك سامع” (1 صم 3: 4).

الرب يساعدنا ويشجعنا، أخي القارئ العزيز، لكي تكون لدينا الطاعة الكاملة للرب.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا