17.4 C
Cairo
الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
الرئيسيةصحةالسكتة الدماغية

السكتة الدماغية

نيفين عاطف مشرقي

يكاد الوعي بالأعراض المرضية التي تصيب الإنسان أن يكون بمثابة طوق نجاة من هلاك محتمل ولحظات فارقة في إنقاذ حياة مريض، ومن ضمن هذه الأمراض السكتة الدماغية. وفي السطور التالية، سوف نوضح كل ما يهم القارئ عنها من خلال حديثنا مع د. شريف صلاح – استشاري المخ والأعصاب والحاصل على طب المخ والأعصاب جامعة عين شمس.

في البداية، أوضح لنا د. شريف مفهوم السكتة الدماغية بأنها عبارة عن فقدان في وظيفة جزء من المخ، وقد يكون هذا الجزء مسئولًا عن الحركة، أو الكلام، أو الإحساس، أو وظائف جذع المخ، ويحدث هذا الفقد في خلال ثواني أو ساعات.

وأشار د. شريف أن السكتة الدماغية نوعان، وهما الاحتشائية وهي تنتج عن جلطة نتيجة حدوث سدد في شريان من شرايين المخ، والنوع الثاني هو النزيف الناتج عن خروج الدم من أحد شرايين المخ ليكون كتلة دم متجلط داخل المخ، والنوعان تكون لهم نفس الأعراض.

وأوضح د. شريف أن الأسباب الأساسية لحدوث السكتة الدماغية تتمثل في عوامل الخطورة مثل السن المتقدم، ولزوجة الدم الوراثية، وكذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري، وأمراض القلب مثل الذبذبة الأذينية، وضعف عضلة القلب، فكل هذا العوامل تسبب زيادة في خطورة حدوث السكتة الدماغية سواء كانت الاحتشائية أو النزيف في المخ.

وعن الأعراض، ذكر د. شريف أنها تتمثل في حدوث تلعثم في الكلام، وحبسة كلامية، وثقل في اليد أو القدم، وعدم اتزان، وتنميل في جانب من الجسد أو اضطراب شديد في الوعي في الأنواع الشديدة. ويتم وضع الأعراض في إطار معيار تقييم شدة السكتة الدماغية والذي يُسمى NIHSS، وفيه يتم تسجيل الأعراض بأرقام ليتيح معرفة مدى درجة شدة السكتة الدماغية، وتتم ترجمة ذلك لتحديد ما إذا كانت السكتة بسيطة أو متوسطة أو شديدة.

وأكد د. شريف على أنه معدلات حدوث الوفاة تكون في الغالب أكثر في السكتة الدماغية الناجمة عن النزيف إذا ما قورنت بمعدل الوفاة الناتج عن السكتة الدماغية بسبب الجلطة، وأن الأثر الذي تتركه السكتة الدماغية الناجمة عن الجلطة يحتاج إلى تأهيل وعلاج طبيعي أكثر من النزيف.

وأوضح د. شريف أن علاج السكتة الدماغية يبدأ من التشخيص الجيد وخصوصًا التوجه لعمل أشعه مقطعية على المخ للتفرقة بين النزيف والجلطة، والسرعة في التوجه لأقرب مستشفى في أقل من أربع ساعات من حدوث الأعراض لإمكانية أخذ العقار المذيب للجلطة، وأحيانًا يحتاج المريض إلى تدخل بواسطة قسطرة المخ لسحب الجلطة في حالة غلق الشريان الرئيسي.

وختامًا أوصى د. شريف ببعض النصائح للوقاية من حدوث السكتة الدماغية تتمثل في تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، ومتابعة السكر والضغط وعوامل الخطورة مثل القلب ولزوجة الدم، وأخيرًا أخذ الأدوية التي تحافظ على سيولة الدم في حاله حدوث جلطة بالمخ ومتابعة ضغط الدم في حاله النزيف. وأكد د. شريف على أنه في حالة حدوث أعراض مشابهة لما ذُكر فيُرجى التوجه لأقرب مستشفى لعمل أشعه مقطعية على المخ ولا يُنصح بأخذ أي أدويه سيولة إلا بعد التأكد من عدم وجود نزيف في المخ.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا