لا يزال الجدل مستمرًا حول مقاطع فيديو المخرجة المعتزلة فدوى مواهب ودروسها الدينية الغريبة للأطفال، ولا تزال أزمة تحريمها “لبس الشورت” للفتيات في المنزل أمام الأم وأفراد العائلة مستمرة، بعد بلاغ للنائب العام ضدها يحمل اتهامات خطيرة بتحريض الفتيات الصغيرات على الاعتقاد بأن آباءهن منحرفين جنسيًا.
تقدمت المحامية نهاد أبو القمصان ببلاغ إلى النائب العام ضد المخرجة المعتزلة فدوى مواهب، تتهمها فيه بازدراء الأديان ومخالفة قيم الأسرة، إلى جانب ممارسة الدعوى بدون تصريح ومخالفة قانون الطفل.
وقالت رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة: انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في الأيام القليلة الماضية مقطع فيديو قصير لسيدة تدعى فدوى أبو المواهب والشهيرة بفدوى مواهب، تظهر فيه في مكان يشبة قاعة تعليمية بداخله أدوات تعليمية مثل وجود سبورة بيضاء بالإضافة إلى وجود تلاميذ يصطفون أمامها حيث إنها تدعي إعطاءها دروسًا دينية للصغار، وذلك من أجل نشر الثقافة والتوعية الدينية للصغار”.
وأضافت: وأثناء بث هذا الفيديو القصير المتداول على جميع وسائل التواصل الاجتماعي تذكر فيه وتقر بتحريم ارتداء الفتيات الصغيرات لبعض الملابس، ومنها البيجاما في أثناء وجودهم في منزلهم أمام الأب والأم، حيث ذكرت نصًا بأن ارتداء الفتيات للبيجاما ذات البنطال فوق الركبة ما أسمته “الهوت شورت” في المنزل أمام الأب وحتى أمام الأم حرام وتأخذ عليه سيئات.. مما يعد جريمة “مخالفة قيم الأسرة” وجريمة باتهام الآباء والأمهات بالانحراف الجنسي وتحريك غرائزهم تجاه بناتهم.
وأوضحت أنها لم تكتفِ بذلك، بل سبق وأذاعت دروسًا دينية للأطفال تعد جريمة ازدراء أديان، حيث قالت إن الدين الوحيد هو الإسلام، ما يبث لدى الأطفال أفكارًا خاطئة حول الأديان الأخرى واحترامها.
وذكرت أن ذلك فضلًا عن ترويج دروس تبث الخوف والرعب لدى الأطفال حول الشياطين في الشوارع والبيوت مشيرة إلى أن المبلغ ضدها غير مؤهلة علميًا لإعطاء الدروس الدينية طبقًا للمحتوى التي تبثه عبر قناتها الخاصة وغير متخصصه لهذا الحديث حيث إن الحديث في الشأن الديني يجب أن يكون من أهل المختصين والمؤهلين والمرخصين لهم بذلك.
وبينت نهاد أبو القمصان أن المبلغ ضدها وما تبثه على قناتها الخاصة على اليوتيوب مخالف للقوانين واللوائح والدستور على النحو الآتي:
1- مخالفة لما نص عليه قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم ٥١ لسنة ۲۰۱٤ بتنظيم ممارسة الخطابة والدروس الدينية في المساجد وما في حكمها حيث لا يجوز لغير المتخصصين بوزارة الوقاف والوعاظ بالأزهر الشريف المصرح لهم ممارسة الخطابة والدروس الدينية بالمساجد وما في حكمها ويجوز بالتصريح بقرار من شيخ الأزهر أو وزير الأوقاف حسب الأحوال.
2- مخالفة نص الدستور المصري المعدل في عام ٢٠١٩ المادة (۷) التي تنص على أن “الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه وهو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية ويتولي مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية في مصر.
3- مخالفة المبلغ ضدها لقانون العقوبات – الجرائم المضرة بأمن الدولة من جهة الداخل – وهي جريمة ازدراء الأديان حيث ما تبثة من عدم الاعتراف بالأديان السماوية الأخري وإن كان يشكل مخالفة للدستور والقانون أيضًا مخالفة لما ورد في القرآن.
4- مخالفة المبلغ ضدها للقانون رقم 175 لسنة 2018 والخاص بمكافحة جرائم تقنية المعلومات.حيث ما تبثه المبلغ ضدها يمثل اعتداء على المبادئ والقيم الأسرية للمجتمع المصري بشكل يمثل خطورة جسيمة لأنه محتوي موجه وتخص به الأطفال الصغار وهو ما يجرمه القانون.
5- مخالفة المبلغ ضدها لقانون الطفل رقم 12 السنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 المادة (۱) تكفل الدولة حماية الطفولة والأمومة وترعي الأطفال وتعمل علي تهيئة الظروف المناسبة لتنشئتهم التنشئة الصحيحة من كافة النواحي في إطار من الحرية والكرامة الإنسانية.
وطالبت رئيسة المركز المصري باتخاذ الإجراءات القانونية لفتح التحقيق في الوقائع السابقة.
وكتبت أبو القمصان عبر صفحتها على فيسبوك أن شعور الفتيات بعدم الأمان داخل المنزل هو أمر كبير يستدعي تدخلًا قانونيًا، واعتبرت ما سمته بـ”خطاب التخويف” هو أساس التجنيد السياسي للجماعات المتطرفة.
كما ردت المحامية على منتقدي البلاغ بقولها: “القانون يقول كلمته”.
تأجيل أم إلغاء للدروس الدينية؟
وفيما اعتبر رد فعل مواهب على هذا البلاغ، أعلنت المخرجة المعتزلة، صاحبة الفيديوهات المثيرة للجدل، عن تأجيل دروسها الدينية إلى شهر سبتمبر القادم، بعد أن كانت قد أعلنت قبل أيام عن دروس دينية بعدد من القرى السياحية في منطقة الساحل الشمالي، تزامنا مع بدء الإجازات الصيفية وتوجه الأسر المصرية لقضاء فصل الصيف هناك على شاطئ البحر المتوسط.
تهدف لتصدر “الترند”
وتعرضت مواهب لحملة كبيرة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديو “الهوت شورت”، الذي اعتبره الكثيرون نوعًا من التشدد غير المبرر، يبتعد عن الوسطية وسماحة الدين، معتبرين أن المخرجة تسعى للشهرة من خلال تلك الفيديوهات المثيرة للجدل.
بناتها بدون حجاب!
فيما نشر الكثيرون صورًا لبنات المخرجة المعتزلة، كانت نشرتها بنفسها على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام”، حيث ظهرت بناتها بدون حجاب، ويرتدين ملابس قصيرة وشورتات أمام مدرب “ملاكمة”، وفي صورة أخرى ظهرن بملابس مشابهة مع النجم تامر حسني.
“تقول ما لا تفعل” لإثارة الجدل
وانتقد رواد مواقع التواصل الهيئة التي ظهر عليها بنات المخرجة الثلاث، وعبر العديد منهم عن ظنهم أن فتيات مواهب يلتزمن بالحجاب الإسلامي الصحيح، ويرتدين ملابس فضفاضة، لا أن يظهرن بهذه الصورة التي تتنافى مع ما تبثه مواهب من أفكار للفتيات والأولاد الصغار في دروسها الدينية، معتبرين أنها “تقول ما لا تفعل” لإثارة الجدل.
علقت فدوى مواهب، على انتقادات الجمهور له بعد حديثها عن عدم جواز جلوس البنت أمام والدتها بالهوت شورت أو البيجامة.
ونشرت فدوى مواهب، عبر خاصية ستوري على حسابها الشخصي بموقع إنستجرام، وقالت: “الشكر واجب عليا لكل من رد غيبتي ودافع حتى لو هي أو هو مش بيحبني واوعوا تنسوا إني مجبتش الكلام ده من عندي”.
وتابعت فدوى مواهب: “كلامي بإجماع العلماء والأرجح والأحوط، وعلى فكرة ده مكنش الدرس الرئيسي ده كان طلب من الأمهات اللي بناتها بتلبس كدة والعورة المغلظة بتبان أمام أبوها وأخواتها الشباب وعدم سماع البنات لهن”.
وعن الانتقادات التي تعرضت بشأن صورتها برفقة الفنان تامر حسني وبتنها وهي ترتدي فستانًا قصيرًا فوق الركبة، بخلاف ما قالته في الفيديو التي كشفت فيه عن رفضها لجلوس الفتيات بالشورت أمام والدتها.
وكتبت فدوى مواهب، منشورًا عبر حسابها الشخصي بموقع إكس، تويتر سابقًا، جاء فيه: “مالها الصورة من 4 سنين، هو أنا قُلت إنه أنا وبناتي أمهات المؤمنين، ما أنا نفسي لسه مقصرة وبجاهد وبناتي نفس الشيء، الرسول قال بلغوا عني ولو بآية، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”.