كان فلاح كبير السن يعيش مع زوجته العجوز في إحدى القرى..
ذات يوم قالت المرأة لزوجها: أصبحت حظيرتنا خالية من الطيور، وانتهى ما عندنا من بط ودجاج.. اذهب يا زوجي إلى السوق واشترِ لنا دجاجة سمينة، لتبيض لنا البيض..
ذهب الفلاح إلى السوق، واشترى دجاجة سمينة..
وعندما أحضرها إلى زوجته أعجبت بها، ووضعتها في الحظيرة، وأعدت لها طعامًا وشرابًا.. وفي صباح اليوم التالي، ذهبت المرأة إلى الحظيرة لتقدم الطعام للدجاجة، ونظرت فرأت شيئًا أدهشها.. رأت بيضة لامعة من الذهب.. أمسكتها فوجدتها تقيلة..
أسرعت المرأة إلى زوجها وأعطته البيضة..
فرح الزوج بالبيضة الذهبية، وحملها إلى السوق..
وهناك باعها بمبلغ كبير من المال. وفي فجر اليوم التالي أسرع الزوج إلى الحظيرة، فوجد بيضة أخرى ذهبية في انتظاره.. فحملها في يده، وأسرع إلى زوجته، وقال لها مسرورًا!:
انظري يا زوجتي.. لقد باضت دجاجتنا بيضة أخرى من الذهب.. سنصبح أغنياء.. وسنعيش في قصر.. سأذهب الآن إلى السوق، وأبيعها كما بعت بيضة الأمس، وأحضر لك النقود حالاً..
عاش الفلاح وزوجته سعيدين بهذا الكنز.. كل يوم يجدان في الحظيرة بيضة من ذهب.. يأخذها الفلاح ويبيعها في السوق، ويعود إلى البيت ومعه جنيهات كثيرة..
مر أسبوع على هذا الحال..
وذات صباح قال الفلاح لزوجته:
اسمعي يا زوجتي.. هذه الدجاجة كنز ثمين.. تعطينا كل يوم بيضة صغيرة.. فلابد أن الدجاجة كلها من ذهب.. ما رأيك لو ذبحناها، وفتحنا بطنها؟!
إذن سنحصل على جميع الذهب مرة واحدة..
فرحت المرأة بهذه الفكرة وقالت:
لا يمكننا أن ننتظر لنحصل كل يوم على بيضة ذهبية واحدة..
سأحضر السكين لنذبحها، ونأخذ كل ما بداخلها من ذهب كثير..
أحضرت الزوجة السكين، وأمسك الفلاح بالدجاجة، فذبحتها المرأة، وفتحت بطنها لتحصل على كنز الذهب، لكن..
يا للمفاجأة!! لقد وجدتها دجاجة عادية.. مثل باقية الدجاج.. حزنت المرأة حزنًا شديدًا وقالت:
ما أتعس حظنا!! ليس بداخل الدجاجة ذهب.. ماتت دجاجتنا الغالية!
وقال الفلاح: ما أطمعنا!! لم نرض ببيضة من الذهب كل يوم.. والآن.. ضاع منا كل شيء.. الدجاجة.. والذهب..
شعر الزوجان بالحزن الشديد.. وندما على ما فعلا.. لقد خسرا بسبب الطمع.. بيضة ذهبية كل يوم.. وخسرا المال الذي كانا يحصلان عليه من بيعها..
حقًا.. إن الطمع.. يؤدي إلى فقر صاحبه!!