سمعتُ أغنية للمغنية “إيملي هولو” تدعى “ليلي”، ربما الأغنية مشهورة أكثر باسم مؤلفها “ألان ووكر”. هذه الأغنية تحكي قصة فتاة تدعى “ليلي” قررت الابتعاد عن قصرها والحماية التي به وتخرج للغابة رغم التحذيرات التي تلقتها حول الذهاب إليها. قابلت في تلك الغابة كائنًا أطلق عليه المؤلف كلمة “الشيء”. استخدم المؤلف مع ظهور ذلك الشيء الفعل “creeping”، وهي كلمة غالبًا تُستخدم في سياق مخيف أو غامض، فهذا الفعل يدل على أن ذلك الشيء لم يكن شيئًا طيبًا، وتلك حقيقة يمكن استنتاجها عندما حاولت ليلي الهروب منه وهي تصرخ طلبًا للمساعدة.
وعد ذلك الكائن ليلي بأن يحقق لها كل ما تحلم به، وبأن يكون لها مثل قصص الخيال التي تقرأها، ومع ذلك استخدم الكاتب كلمة “hypnotized” عند التعبير عن حالة ليلي، أي منومة مغناطيسيًا. وبعد ذلك التعبير بالضبط، استخدم معه كلمة “استيقظت”، وهذا ما أدى لهروبها من هذا الكائن. كلمة منومة تعني أنها قبلت دخول ذلك الكائن في حياتها بناءً على الوعود التي أعطاها لها، وما أن أدركت حقيقته، حتى بدأت في الهروب وطلب المساعدة. الجدير بالذكر أنه في أحد مقاطع الفيديو الخاصة بالأغنية، كان يمثل ليلي فارس، وهذا الكائن تمثله فتاة صغيرة جميلة.
تعبِّر ليلي عن كل شخص فينا؛ يأتي لنا إبليس بوعود كثيرة بالتمتع بالحياة بعيدًا عن الله، وذلك بالانسياق وراء الشهوات وما يقدمه العالم من إغراءات، وقد يظهر لنا في البداية في صورة قد تبدو بريئة وغير مؤذية. ومَنْ يستسلم ينتهي به الحال بالتمتع بشكل وقتي بتلك الوعود، ثم يستيقظ على واقع أليم ويدفع ثمن تلك المُتع التي حصل عليها. وعندما نحاول الابتعاد والعودة لطريق الله، نجد إبليس ثانيةً يعدنا بالتمتع بالحياة، ويسهِّل علينا الطريق مرة أخرى، ويكون التمسك بحياتنا مع الله مسألة صعبة للغاية بعدما سمحنا لإبليس بالدخول والتعمق في حياتنا.
عزيزي… نسمع كثيرًا عن مبدأ “مفيهاش حاجة لما تجرب، مش هتخسر حاجة”، لكن بعض الأمور تجربتها لأول مرة هي بداية النهاية، ولذلك يحذرنا بولس مع تيموثاوس قائلًا: «أَما الشهوات الشبابيةُ فَاهرب منها، واتبع البر والإيمان والمحبةَ والسلام مع الذين يدعون الرب من قَلب نقي» (2 تي 2: 22). فكما هرب يوسف من امرأة فوطيفار، علينا نحن أيضًا الهروب مما يحاول إبعادنا عن الله، واللجوء إلى الله وجماعته للحماية إذا ما شعرنا بالضعف، غير سامحين لإبليس بالدخول ولو مرة واحدة، وإذا حدث، نعود ونقاوم ثانية حتى وإن كانت الإغراءات قوية، ويد الله معنا وتعيننا.