هل تعرف متى بدأت حياتك؟ نعم إنها بدأت يوم ولادتك، في كل عام يأتي تذكار عيد ميلادك، وعندما نتذكر اليوم الذي ولدت فيه. إن الأمهات تتذكرن هذه الأيام جيدًا، لقد كنت طفلًا صغيرًا وعزيزًا جدًا.
ولد يسوع طفلًا صغيرًا أيضًا، لكن بداية حياة يسوع لم تكن عند ولادته، بل كان يسوع موجودًا قبل ذلك بكثير. يسوع هو الله، والله كان دائمًا موجودًا. يسوع ابن الله كان في السماء مع الله الآب والله الروح القدس منذ الدهور وقبل أن توجد الأرض.
هل تتذكر أن الأرض كانت حسنة وجيدة في البداية، آدم وحواء كانا جميلين، ذلك لأنهما خُلقا على شبه الله ومثاله. لكن عندما أتت الخطية إلى العالم، أفسدت كل شيء. حزن الله من أجل الضيق والاضطرابات التي أتت بعد ذلك. وقال الله: “سأرسل مخلصًا”. قال يسوع: “أنا مستعد أن أذهب إلى الأرض لكي أكون المخلص!”، أوجد الروح القدس جسدًا ليسوع، وولد يسوع طفلًا صغيرًا في بيت لحم.
ترنمت الملائكة في تلك الليلة، جيش عظيم من الملائكة التي ترنمت وفرحت جدًا لأن يسوع ذهب إلى الأرض، فرحت لأنه أتى ليكون مخلصنا.
كان هذا تغييرًا عظيمًا أن ينزل يسوع من السماء إلى الأرض! السماء ممتلئة مجدًا، لا يوجد هناك مرض ولا حزن ولا خطية، لكن يسوع ترك مسكنه الجميل حيث الآب والملائكة المحيطة به، لكي ينزل إلى أرضنا الممتلئة خطية.
كان يسوع غنيًا في السماء، فكل شيء كان ملكه. لكن عندما أتى إلى الأرض صار فقيرًا. فقد ترك كل غناه ومجده من خلفه، لم يكن هناك ولو منزل معدًا له لكي يولد فيه. لذلك فقد ولد في حظيرة، ولم يكن له سرير، ولذلك وضعته أمه مريم في مذود. كان يسوع كلي القدرة في السماء، كان رب السماء والأرض وكان ربًا على الملائكة. وعندما أصبح طفلًا كان مثل بقية الأطفال يحتاج إلى كل العناية والرعاية. أصبح يسوع مثلنا تمامًا إلا أنه كان بلا خطية في قلبه مثلما نولد نحن.
إن قصة ميلاد يسوع هي أعظم قصص الكتاب المقدس، بل هي أعظم القصص في العالم كله.
فكر قليلًا في هذه القصة، يسوع ابن الله أصبح طفلًا! لكي يكون مخلصنا، لأن الله يحبنا جدًا، ويريد أن يفدينا ويخلصنا.
ماريان سكولاند