21.4 C
Cairo
الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةتحقيقاتالباحث الهولندي هونجربيتس يتنبأ بوقوع زلازل في مصر والمنطقة العربية.. وشهر مارس...

الباحث الهولندي هونجربيتس يتنبأ بوقوع زلازل في مصر والمنطقة العربية.. وشهر مارس هو الأسوأ

خبراء مصريون: توقعات هونجربيتس ليست سوى “تنجيم”، ولا يمكن التنبؤ بالزلازل

أثارت توقعات خبير جيولوجي هولندي بحدوث زلازل جديدة في المنطقة العربية الكثير من الجدل، بين محذِّر من تكرار كارثة مماثلة لما وقع في تركيا وسوريا وبين مشكك في مصداقية هذه التوقعات. فما رأي الخبراء في تنبؤات بحدوث الزلازل؟

منذ وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، لا حديث يعلو في منصات التواصل الاجتماعي والإعلام في مصر ودول عربية أخرى على حديث التوقعات بحدوث زلازل مشابهة، خاصةً مع الجدل الذي أثاره خبير جيولوجي هولندي يُعرِّف نفسه بأنه باحث في شؤون الزلازل بعد أن توقع بأن تشهد دول عربية هزات أرضية كبيرة.

فقبل ثلاثة أيام من وقوع الزلازل في تركيا وسوريا، غرد فرانك هونغربيتس قائلًا: “عاجلًا أو آجلًا، سيقع زلزال بقوة 7.5 على مقياس ريختر في هذه المنطقة (جنوب أو وسط تركيا، الأردن، سوريا، لبنان).”

وحققت التغريدة انتشارًا كبيرًا على موقع تويتر حيث حصدت على أكثر من 50 مليون مشاهدة وآلاف التفاعلات، لكن كان معظم هذا الزخم عقب وقوع الزلزال في السادس من فبراير 2023.

ولم يكتفِ فرانك هونغربيتس، والذي يُقدم نفسه باعتباره متخصصًا في هندسة الكواكب، بذلك بل حذَّر من حدوث هزات ارتدادية جديدة في المنطقة قائلًا: “شاهدوا النشاط الزلزالي القوي الإضافي في وسط تركيا والمناطق المجاورة. عادةً ما تستمر الهزات الارتدادية لفترة من الوقت بعد وقوع زلزال كبير.”

وحققت هذه التغريدة أيضًا انتشارًا كبيرًا بلغ أكثر من 12 مليون مشاهدة وآلاف التفاعلات وسط حالة هلع، خاصةً وأن صور ومقاطع الفيديو عن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف آلاف الضحايا ما زالت عالقة في الأذهان، لا سيما مقاطع سقوط الأبنية فوق رؤوس ساكنيها.

ورغم إقرار الباحث لاحقًا بأن توقع حدوث زلزال بشكل محدد يُعَدُّ بالأمر المستحيل، إلا أنه أكد أنه يستعين في تنبؤاته بموقع القمر وأيضًا بالتغيرات المناخية.

ضجة على منصات التواصل

أثارت تغريدات الباحث الهولندي حالة من الجدل في المنطقة التي قال إن دولها تشهد نشاطًا زلزاليًا، خاصةً في البلدان التي زعم أنه قد تقع بها هزات أرضية، مثل مصر ولبنان والعراق.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تباينت الآراء حيال توقعات وتنبؤات هونغربيتس، حيث أعرب كثيرون عن خوفهم وقلقهم من حدوث زلازل قوية على غرار زلزال تركيا وسوريا، في حين شكك آخرون في تصريحات الباحث الهولندي واتهمه البعض “بالبحث عن الشهرة”، بل إن هناك مَنْ نادى بضرورة التوقف عن نشر تغريداته لأنها تتسبب في حالة ذعر.

لكن في المقابل، دافع بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي عن هونغربيتس وطالبوا بضرورة أخذ توقعاته على محمل الجد والتحلي بالكثير من اليقظة والحيطة.

“مجرد تنجيم”

من جهته، يؤكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن توقعات هونغربيتس ليست سوى “تنجيم”، مضيفًا بأن الباحث الهولندي “لم يقدم أي أساس عملي يؤكد صحة توقعاته.”

وفي مقابلة مع DW عربية، أوضح شراقي أن “اعتماده بشكل كامل على حركة القمر والنجوم، لذا فإن هذا الكلام يميل أكثر إلى التنجيم وليس إلى العلم. ثمة فارق كبير بين التوقع وبين إجراء أبحاث ثم استخلاص نتائج.”

وأضاف خبير الجيولوجيا: “هونغربيتس يتحدث عن القمر والنجوم، لذا فكلامه لا يحمل أي مصداقية. إذًا فالأمر ليس سوى توقعات. والدليل أنه قال إنه يتوقع حدوث زلزال في مصر خلال أيام أو شهور أو أعوام، فما الجديد في ذلك؟ الزلازل يمكن أن تحدث في أي وقت.”

ويتفق مع هذا الرأي الدكتور عماد كمال، أستاذ قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر.

عماد كمال قال في مقابلة مع DW عربية: “تقوم تنبؤات (هونغربيتس) على أساس حركة اصطفاف الأقمار العملاقة مع بعضها البعض ومع كوكب الأرض لتحديد حدوث الزلازل، وهذا الأمر لا يستند على أساس عملي جيولوجي.”

وأضاف أن توقعات الباحث الهولندي عن زلزال تركيا وسوريا كانت “مصادفة”، مشيرًا إلى أنه توقع في السابق حدوث زلازل في دول أخرى، لكن “لم يحدث شيء”.

 طمأنة المواطنين

وعلى وقع حالة الهلع التي أثارتها التوقعات بحدوث هزات ارتدادية في المنطقة التي تمتد من تركيا إلي سوريا ولبنان ومصر والأردن، سارع متخصصون وخبراء في مصر إلى طمأنة المواطنين إزاء هذه التنبؤات .

وفي هذا السياق، استضافت قنوات تلفزيونية مسئولين ومتخصصين أكدوا على ضرورة عدم تصديق ما يثار حيال مثل هذه التوقعات، مع لفت الانتباه إلى أن الحكومة المصرية تنفذ خطة وإستراتيجية لمواجهة مخاطر الزلازل، خاصةً عند بناء المدن الجديدة والأنفاق والجسور.

ذكرى مأساة 1992

ويشار إلى أنه توجد في مصر ست بؤر زلزالية من بينها “منطقة خليج العقبة” التي تتعرض لقرابة 300 هزة، ومنطقة “بحيرة ناصر” في جنوب البلاد والتي يُعرف عنها نشاط زلزالي متوسط، وأيضًا “جزيرة شدوان” الواقعة بالقرب من مدخل خليج السويس والتي تتميز بنشاط زلزالي كبير.

وأعادت التنبؤات عن احتمالية وقوع زلازل في مصر وقبلها زلزال تركيا وسوريا المدمر إلى الأذهان ذكرى كارثة زلزال عام 1992، حيث تعرضت البلاد إلى أسوأ هزة أرضية خلَّفت أكثر من 540 حالة وفاة وأكثر من ستة آلاف مصاب فضلًا عن تشريد نحو 50 ألفًا.

هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟

 التنبؤ بحدوث زلازل قد يساعد في إجلاء المدنيين من المناطق المهددة وبالتالي إنقاذ حياة المئات وربما الآلاف من الأرواح، لكن ما مدى واقعية ذلك؟

يؤكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، على عدم “وجود أسس علمية حتى الآن للتنبؤ بالزلازل”، لكنه قال إن هناك “بعض الشواهد” التي قد تساعد في توقع احتمال حدوث هزات أرضية.

وأضاف: “على سبيل المثال، تحدث الزلازل على مدار اليوم في اليابان والمحيط الهادي وفي قبرص، لكن شدتها تتراوح ما بين درجتين وثلاث درجات، بيد أنه في حالة تكرار هذه الزلازل واشتداد قوتها، يمكن – في هذا الوضع – أن نقلق من أن الأمر ربما يكون بداية لحدوث زلازل.”

وفي سياق متصل، شدد الدكتور أحمد محمد فريد منصور، الباحث بالشبكة القومية المصرية للزلازل والحد من المخاطر، على أن التنبؤ بالزلازل ليس بالأمر السهل “لأنه تتوقف عليه حياة البشر وإدارة أمور الدول داخليًا ودوليًا.”

وفي مقابلة مع DW عربية، أوضح منصور: “التنبؤ (بوقوع هزات أرضية) يجب أن يكون دقيقًا في ثلاثة تعريفات تتمثل في موقع الزلزال ووقت حدوثه ومقدار قوته. ومن هذا المنطلق، يتضح الفرق بين التنبؤ بالزلزال وتوقع احتمالية حدوثه التي تخلو من الدقة أو اليقين.”

وأضاف: “استنادًا على ذلك، فإن السيد فرانك هونجربيتس صادفه الحظ في توقع حدوث زلزال تركيا، لكنه عجز في تحديد موعده لأنه قال (آجلًا أو عاجلًا) وأخيرًا أخطأ في حساب قوة الزلزال.”

لكن منصور أكد على أن هناك معايير تستند على أساس عملي قد تساعد في تحديد “الخطر الزلزالي لكل منطقة على حدة نظرًا لكثرة العوامل المؤثرة التي تختلف من مكان لآخر ومن وقت لآخر.”

وتابع بهذا الخصوص: “يمكن أيضًا إنشاء مقياس معلن بشفافية ومتغير للخطر الزلزالي لكل منطقة، حيث تكون قيمته متغيرة بتغير القراءات والاستنتاجات العلمية لهذه المنطقة.”

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا