بقلم القس/أيمن عيد
لا للمخاوف الحقيقية لأنها تزول في ملء النعمة الغنية.
لذلك أتحدث في ثلاثية (لا للخوف في ملء النعمة الغنية)
أولاً: لا تخف لأنه أتى وقت تحقيق الوعود (لو1: 13)
ثانيًا: لا تخف لأنه أتى متمم العهود (لو1: 30)
ثالثًا: لا تخف لأنه لا تقف أمامك العوائق والسدود (مت1: 20)
أولاً: لا تخف لأنه أتى وقت تحقيق الوعود
يقول الكتاب: “لا تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا” (لو1: 13).
لقد شهد الكتاب عن حياة زكريا وزوجته أليصابات بأنهما كانا بارّين أمام الله وسالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه وبلا لوم. فما أروع هذه الشهادة السماوية عن الأتقياء الذين يخافون الله من قلوبهم وتكون وصاياه نصب أعينهم ومشيئته هي رؤيتهم وشريعته هي النبراس لحياتهم، لكن لم يكن لهما ابن رغم إنهما صليا كثيرًا للرب، لكن الكتاب يقول: “لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ” (جا3: 1-2). ومن خلال دراسة كلمة الله، نرى النبوة عن يوحنا المعمدان الذي يهيئ طريق المسيا المنتظر ويولد قبل مجيْ المسيا (المسيح) بنصف عام. فبحسب علم الله السابق وتدبيره لعهد النعمة، مجيء المسيح مرتبط أيضًا بولادة المعمدان الذي يعد طريق الرب، فنرى النبوة عن المعمدان قبل ولادته بنحو 700 سنه تقريبًا (إش40: 3؛ يو1: 23؛ لو3: 4).
حقا إنه أتى وقت تحقيق الوعود لزكريا وأليصابات، وبحسب الفكر الإلهي السرمدي الأزلي الأبدي يعلن لنا الكتاب أنه قبل أن يولد المعمدان (7 قرون وأزمنة) كان يوحنا في فكر الله وكذلك دعوته وخدمته، وأيضًا قبل أن يولد زكريا بمئات السنين. لذلك، عزيزي القارئ، لا تقلق ولا تخف على حياتك وأسرتك ومستقبلك لأنك في يد الإله السرمدي، أليست ذلك طمأنينة لقلوبنا وسلام لأفكارنا ورحب لمستقبلنا ونثق أن طلباتنا معلومة لدى الله وأنه علينا أن ننتظره بإيمان راسخ.
ثانيًا: لا تخف لأنه أتى متمم العهود
يقول الكتاب: “لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ” (لو1: 30-31).
في الكتاب المقدس عهود واضحة:
1- العهد العدني 2- العهد النوحي 3- العهد الإبراهيمي 4- العهد الموسوي والداودي 5- عهد النعمة (الذي نحن بصدده)
ويقول الكتاب: “لما جاء ملْ الزمان” (غل4: 4)، أي لما كمل الزمان لظهور المسيا (1تي3: 16).
ويقول الكتاب أيضًا: “الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه” (عب1: 1-2).
ويقول أيضًا: “لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ” (إش9: 6).
فيا له من امتياز عجيب لنا في المسيح الذي هو متمم العهود.
ثالثًا: لا تخف لأنه لا تقف أمامك العوائق والسدود
يقول الكتاب: “ولكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (مت1: 20).
كانت هناك عوائق كثيرة في قلب وفكر ومشاعر يوسف عندما رأى العذراء حبلى، وكان في استطاعته أن يتمم الناموس ويشهرها أمام الكهنة، لكنه أراد تخليتها سرًا. إن شخصيته الرائعة توضح أنه كان يفكر في محضر الله بكل تأنٍ وهدوء ولم يتسرع في الحكم على العذراء ولم يُظهِر العنف والقسوة لها، بل كان حكيمًا ومصليًا: لذلك قال له الملاك: “لا تخف”، فإن هذه العوائق والسدود ليست جذرية، بل يد الله تعمل في ذلك الأمر، والله سيدبر الأمر أمام المجتمع اليهودي أيضًا.