جدّد البابا فرنسيس، أمام المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، طلبه وقف النزاع في فلسطين وإسرائيل. فسأل وقف أعمال العنف والحقد والإفراج عن الرهائن واستمرار المفاوضات وإيجاد حلولٍ للسلام.
ذكر البابا الضحايا الأبرياء والأمهات اللواتي فقدنَ أبناءهنّ في الحرب. وعبّر عن قربه وتضامنه مع شعبَي فيتنام وميانمار اللذَين يعانيان بسبب فيضانات خلّفها إعصار ضرب المنطقة. وأكّد صلاته من أجل الموتى والجرحى والمشرّدين.
وتعليقًا على سؤال تلاميذه: «من أنا، في قولكم أنتم؟» (مرقس 8: 29). أشار البابا إلى أنّ بطرس الرسول أجاب باسم جميع التلاميذ: «أنت المسيح». ومع ذلك، عندما تحدّث يسوع عن المعاناة والموت اللذَيْن ينتظرانه، عارضه بطرس ذاته، لذا وبّخه يسوع بشدّة: «انسَحِبْ! وَرائي! يا شَيطان، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر».
وأضاف فرنسيس أنّ إجابة بطرس جاءت من ناحيةٍ بشكل مثالي، إذ قال ليسوع إنّه المسيح. ومع ذلك، بعد هذه الكلمات الصحيحة، بقيت لدى بطرس طريقة تفكير بشرية وهي عقليّة تتصوّر مسيحًا قويًّا ومنتصرًا، لا يعاني الآلام ولا يموت. واعتبر البابا أنّ على الرغم من صحّة الكلمات التي نطق بها بطرس، لم تتغيّر طريقة تفكيره.
ثمّ تساءل البابا إن كانت كلماتنا وحدها تعني أنّنا نعرف يسوع حقًّا. «فلا يكفي أن نعرف شيئًا عن يسوع، بل علينا اتّباعه، والسماح لإنجيله بلمسنا وتغييرنا. فالأمر مرتبط بأن تكون لنا علاقة به، لقاء يغيّر حياتك: يغيّر طريقة تفكيرك، يغيّر علاقتك بالآخرين، واستعدادك لاستقبال الآخرين وغفرانهم، والخيارات التي تتّخذها في حياتك. كلّ شيء يتغيّر إذا كنت قد عرفت يسوع حقًّا».
وذكر البابا قول القس اللوثري ديتريش بونهوفر، ضحيّة النازيّة: «المشكلة التي لا تزال تقلقني دائمًا هي معرفة ما تعنيه المسيحية لنا اليوم أو من هو المسيح». واعتبر البابا أنّ كثيرين لا يطرحون هذا السؤال بل يظلّون «مرتاحين» حتى وإن كانوا بعيدين عن الله.
وفي ختام كلمته، دعا البابا فرنسيس المؤمنين إلى التساؤل: «هل أسمح لنفسي بأن أتساءل، وأسأل من هو يسوع بالنسبة إليّ وما مكانته في حياتي؟ هل أتبع يسوع حصرًا بالكلام، مع الحفاظ على عقليّة دنيويّة، أم أتبعه وأسمح للقائي به بأن يغيّر حياتي؟».