أريحا معناها “مدينة القمر” أو “مكان الروائح العطرية”. وهي مدينة ذات أهمية عظمى، تقع على مسافة خمسة أميال غربي نهر الأردن وعلى مسافة سبعة عشر ميلًا شمال شرقي أورشليم. أما أريحا التي ورد ذكرها في العهد القديم فموضعها تل السلطان، الذي يقع على بُعْد مسافة ميل من مدينة أريحا الحديثة.
وقد ورد ذكر هذه المدينة كثيرًا في الكتاب المقدس لأنها كانت تتحكم في الوديان الذاهبة إلى عاي وأورشليم. وكانت أول مدينة هاجمها الإسرائيليون، غربي الأردن. وقد أرسل يشوع جواسيس إلى هذه المدينة وقد أخفتهم راحاب الزانية (يشوع2: 1-24) ووفقًا لأمر الرب سار المحاربون من إسرائيل صحبة سبعة من الكهنة حاملين أبواقًا وتابوت العهد، وقد طاف هؤلاء بالمدينة مرة في اليوم لمدة ستة أيام. وفي اليوم السابع طافوا حولها سبع مرات وضربوا بالأبواق وهتفوا هتافًا عاليًا فسقطت أسوار المدينة. ويظن البعض أن الرب استخدم زلزلة من الزلازل التي كثيرًا ما تحدث في تلك البقعة. وقد قتل الإسرائيليون جميع سكان أريحا، ما عدا راحاب وأسرتها وخصصوا الأشياء الثمينة فيها للرب. (يشوع 6) وقد أخذ عاخان بعض هذه الأشياء الثمينة من أريحا لنفسه، وكان من نتيجة هذا أن انهزم الإسرائيليون أما هو وبيته فرجموا (يش 6). وقد أُعطيت أريحا ضمن نصيب بنيامين وكانت على الحدود بين بنيامين وأفرايم (يش16: 1، 7؛ 18: 12، 21).
وقد بنى هيرودس الكبير قلعة بالقرب من أريحا، وفي النهاية مات هناك. وقد أعاد يسوع البصر لبارتيماوس الأعمى ورفيقه في أريحا (مت20: 29؛ مر10: 46؛ لو18: 35). وقد زار المسيح بيت زكا جابي الضرائب في أريحا وقد تاب زكا ورجع إلى الرب بعد ما زار يسوع بيته (لو19: 1- 10).
وقد أثبتت الكشوف التي أُجْرِيَت في تل السلطان على أن أريحا من أقدم مُدُن العالم، وترجع إلى العصر الحجري في الألف سنة السادسة قبل الميلاد. وقد اكتشف هناك أقدم فخار وأقدم نحت في العالم. وقد اكتشفت أيضًا أسوار أريحا التي سقطت في أيام يشوع وقد اسودت جدرانها من الحريق. قدّر بعض العلماء أن ذلك الخراب الذي حلّ بأريحا حدث عام 1400 ق.م. كشف المنقبون في تلول العليق عن قصر هيرودس الكبير. وُجِدَت هنا منازل مترفة شبيهة بالمنزل الذي كان يملكه زكا (لو19: 1- 9).