أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الصين أفرجت عن القس الأمريكي ديفيد لين، الذي كان معتقلًا في الصين منذ عام 2006 بتهم اعتبرتها الولايات المتحدة “زائفة”.
واعتُقل ديفيد لين، البالغ من العمر 68 عامًا، بعد أن أسهم في بناء مبنى كنيسة غير معتمد. لاحقًا، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الاحتيال في العقود، وهي التهمة التي أنكرها بشدة، وفق شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وزار ديفيد لين، وهو قس مسيحي من ولاية تكساس، الصين بشكل متكرر في التسعينيات وبدأ عمله التبشيري هناك في عام 1999، وفقًا لمنظمة “ChinaAid” التي تُعنى بحقوق الإنسان المسيحية.
كان لين يروّج للمسيحية في الصين عبر قنوات غير رسمية، حيث تُعتبر الكنائس غير المعتمدة من الدولة غير قانونية في الصين.
في عام 2006، اعتُقل لين بتهم تتعلق بالاحتيال في العقود، والتي قيل إنه ارتكبها خلال مساعدة في بناء كنيسة غير معتمدة.
وقد حُكم على ديفيد لين، بالسجن مدى الحياة، وهو الحكم الذي اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمات حقوق الإنسان، غير عادل وظالم.
مفاوضات وضغوط دبلوماسية
خلال السنوات الماضية، طالبت الحكومة الأمريكية مرارًا وتكرارًا بإطلاق سراح لين وسجناء آخرين في الصين.
في أكتوبر الماضي، دعا حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، إلى الإفراج عن لين خلال زيارة إلى بكين، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الصيني “شي جين بينغ” ووزير الخارجية “وانغ يي”.
كما تناول الرئيس الأمريكي جو بايدن القضية مع نظيره الصيني خلال لقائهما الشخصي في سان فرانسيسكو في نوفمبر، وتحدثا عبر الهاتف في وقت سابق من هذا العام.
غياب دام 20 عامًا
أُطلق سراح القس لين أخيرًا، وعاد إلى الولايات المتحدة، حيث التقى عائلته بعد غياب دام قرابة 20 عامًا.
وفي بيان له، رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بإطلاق سراح لين، معربًا عن ارتياحه للعودة الآمنة للقس إلى وطنه.
يُشار إلى أن الصين لا تزال تحتجز عددًا من المواطنين الأمريكيين الآخرين بتهم مختلفة، بمن في ذلك رجل الأعمال “كاي لي”، الذي اتُّهم بالتجسس عام 2016.
الوضع في الصين
في السياق الأوسع، تواجه الصين انتقادات متزايدة بشأن سياستها تجاه ممارسة الشعائر الدينية.
خلال السنوات الأخيرة، شددت الحكومة الصينية، خاصة تحت حكم الرئيس شي جين بينغ، قبضتها على ممارسة الدين، وفرضت قيودًا صارمة على الأنشطة الدينية غير المعتمدة، بما في ذلك الكنائس المنزلية التي يمارس فيها العديد من المسيحيين عباداتهم بشكل غير رسمي.
وفي تطور ملحوظ، شهدت العلاقات بين الصين ودول الغرب مؤخرًا بعض التوترات بشأن قضايا حقوق الإنسان، لكن تبادل السجناء بين موسكو والدول الغربية في ديسمبر 2022 يشير إلى إمكانية تحقيق تقدم في حل بعض هذه القضايا.