سارة نبيل
رغم أن معظمنا يدرك جيدًا أن التغيير هو الثابت الوحيد في حياتنا، إلا أن العديد من الأشخاص تتطور لديهم مخاوف شديدة تتعلق بالتغيير، وهو ما يُسمى في علم النفس “فوبيا التغيير” Metathesio phobia. فحتى التغيير الإيجابي يسبب التوتر دائمًا، وتحدث المشكلة عندما يسبب الخوف من التغيير القصور الذاتي نتيجة الخروج من منطقة الراحة الخاصة بالشخص إلى منطقة خارجة عن سيطرته.
ما الذي يسبب فوبيا التغيير؟
يمكن أن يساهم مزيج من علم الوراثة وكيمياء الدماغ وعناصر بيولوجية وبيئية أخرى في تطوير الخوف غير المنطقي أو الفوبيا المرتبطة بالتغيير. وتشمل الأسباب الشائعة للخوف من التغيير ما يلي:
– النشأة في بيئة كان يُنظر فيها إلى التغيير على أنه تهديد.
– عوامل وراثية أو وجود قريب مقرب يعاني من الخوف أو الرهاب.
– تجارب الطفولة المؤلمة المتعلقة بالتغيير.
– الشك الذاتي والنقد الذاتي والشعور بعدم الأمان حيال التكيف بشكل جيد مع التغييرات.
– الشعور بفقدان السيطرة.
أعراض فوبيا التغيير
1- شعور فوري بالخوف الشديد والقلق بشأن المواقف الجديدة أو التغيير.
2- الوعي بأن الخوف غير عقلاني، مع عدم القدرة على السيطرة عليه.
3- زيادة القلق الإستباقي مع اقتراب التغيير.
4- بذل جهود كبيرة لتجنُّب التغيير، لدرجة أن هذا يتعارض مع حياتك الشخصية أو المهنية.
5- الشعور بالخوف والقلق الشديدين عندما لا يمكن تجنُّب الموقف.
6- نوبات الهلع مع أعراض مثل زيادة معدل ضربات القلب أو التعرق أو ضيق التنفس.
طرق للتغلب على فوبيا التغيير
1- احصل على المعلومات المتعلقة بالتغيير: عادةً ما نخشى التغيير لأنه يعني أننا لا نعرف النتيجة، فقد يكون فهم سبب ضرورة التغيير ومن أين يأتي قلقك مكانًا جيدًا لبدء الرحلة لتخفيف الخوف. لذلك اجمع المعلومات والحقائق المتعلقة بالتغيير، ومن خلال توضيح الشكوك، يمكنك أن تكتسب إحساسًا باليقين والراحة تجاه التغيير.
2- اقبل التغيير: القبول لا يعني الرضا عن النفس؛ إنه يعني ببساطة أن تكون على دراية بواقعك، وهذا يمكن أن يجلب لكِ راحة البال ويسهَّل عليكِ التأقلم. كلما فهمت بشكل أفضل كيفية مواجهة الخوف من التغيير زادت مرونتك العاطفية.
3- فكِّر في مواقف التغيير السابقة: فكِّر في التجارب السابقة وذكّر نفسك بالتحولات والمصاعب التي اجتزتها بالفعل، فحتى لو كنت تعتقد أنك فشلت من قبل، فمن المحتمل أنك أصبحت شخصًا أقوى نتيجة لذلك، واسأل نفسك: ما هي الدروس التي تعلمتها؟ ما الذي ساعدني على وجه التحديد على التعافي؟ ما هي السمات التي أمتلكها والتي سمحت لي بالتعامل مع التغيير؟ ومن خلال هذا الفحص الذاتي، قد تدرك أنكِ أقوى مما تعتقد.
4- لا تفرط في التفكير: يمكن أن يكون عدم اليقين أو التفكير في فقدان ما هو مألوف عائقًا كبيرًا، والإفراط في التفكير والقلق يمكن أن يجعل الأمور أكثر صعوبةً مما هي عليه بالفعل. وبدلًا من الإفراط في التفكير، توقف في اللحظة الحالية واتخذ قرارات بناءً على ما هو أمامكِ مباشرةً، إذ يمكن أن يؤدي تضييق الأشياء إلى تقليل الضغط الذهني لعملية اتخاذ القرار ووضع الأمور في حركة إيجابية للأمام. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن في النهاية سترى أن الوضع لم يكن سيئًا مثلما كنتِ تعتقد.
5- تدرَّب بإجراء تغييرات صغيرة: اتخذ تدابير وقائية وقلل من خوفك من التغيير عن طريق تدريب عقلك على تغييرات بسيطة، وابدأ التمرين عن طريق إجراء تعديلات صغيرة في نظامك اليومي، وخذ مخاطر صغيرة عن طريق إدخال أشياء جديدة في حياتكِ مثل تعلُّم لغة جديدة أو استكشاف أطعمة مختلفة أو اتخاذ طريق بديل للعمل، فممارسة عادات جديدة بشكل منتظم تكسر الروتين الأساسي، مما يعزز مرونتك وقدرتك على التكيف مع التغييرات.