ق. رفيق إبراهيم
في استطلاع للرأي كان الرد على هذا السؤال، قال ما يقرب من 66% يعتقدون أنهم سيذهبون إلى السماء. 1.5% قالوا إنهم سيذهبون إلى الجحيم. والباقي لا يعلمون وهنا نرى أن الأغلبية قالوا إن الله محبة لأنه يرى أعمالنا الصالحة ويكافئنا بالسماء.
لكن ما هو الرد المسيحي؟
إلهنا صالح فهو يتعامل معنا على أساس طبيعته التي لا تتغير. يمكن أن ترى الظلم من البشر وتتساءل لماذا؟ إذا كان إلهنا صالح فلماذا يسمح بذلك وننسى أن الذي يظلم أخوه الإنسان هو رفض الدخول في علاقة مع الله وسلك في خطاياه، وبما أن الله أعطانا حرية الاختيار فلابد من توقع أن يكون هناك بشر يرفضون العلاقة مع الله!! وهذا هو أساس أفعال الشر البعيدة عن طبيعة إلهنا الصالح، وكل ما علينا أن نستجيب بوعي إلى فكرة الأبدية التي تنهي حالة المعاناة المؤقتة حتمًا ومهما تساءلنا عن لماذا؟ تكون الإجابة ليست هنا بل هناك حيث لا وجع ولا دموع!! الأبدية هي الإجابة الوجودية والتي تعطي معنى وغرض لما أعيشه الآن.
أولاً: علينا أن نتذكر أنه لا يوجد أشخاص صالحون، إذا أخذنا بعين الاعتبار “لماذا تدعوني صالحًا. ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله” (مت17:19) ثم هناك (إرميا 17: 9) “القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس، من يعرفه؟”
هناك عدة طرق لإظهار المفهوم للناس أنه لا يوجد شيء أو شخص “صالح” في نظر الله. يمكننا طرح بعض الأسئلة، هل يمكنك أن تحافظ على جميع الوصايا العشر؟ هل ترتقي بالمعايير الأخلاقية الخاصة بك؟ هل شعرت بالذنب في يوم ما؟ لنفترض أنك ارتكبت 10 خطايا فقط في اليوم (ربما في إطار ما نرتكبه جميعًا) سوف ينتهي بك الأمر إلى فعل مئات الخطايا في حياتك. هل يكون شخص هكذا شخص صالح؟ يمكننا أن نطلب من الناس أن يفكروا في تاريخ الشر في مجتمعات مختلفة. ارتكبت الفظائع من قبل الناس العاديين، وليس فقط عدد قليل من القادة. لم يكن هتلر قادرًا على إدارة ألمانيا للحرب إن لم يكن لديه آلاف المستعدين للقتل وحبس عدد لا يحصى من البشر الأبرياء وحرقهم في محارق النازية.
إن وجود عالم بلا دموع هو أمنية كل البشر وكثيرًا يتساءل الناس لماذا لم يخلق الله عالمًا مختلفًا يعيش فيه الإنسان بلا معاناة وألم؟ لكننا بذلك نرغب في أن نخرج من الوجود دون قصد وغرض. وهنا يتم إعادة صياغة مشكلة المعاناة والألم في شكل سؤال: هل أخطأ الله بخلق عالم أتيت فيه إلى الوجود ولك اختيار وعرض عليك الحياة الأبدية (جعل الأبدية فى قلبهم )، فبدلًا من خلق عالم مختلف كما تتمنى لم تكن لتعيش فيه أبدًا؟ خلق عالم واقعي تستطيع أن تعي وجودك وتقارن بين الأمور المتخالفة، لذلك فالمعاناة تشكل الشخصية والشخصية تولد من رحم المعاناة لتعيش الأبدية مع إلهنا الصالح إلى الأبد. إن صفة الصلاح الإلهى غير الصلاح البشري، هناك فرق.
إليك طريقة أخرى لفهم هذا المصطلح “صالح”. هل نحن أشخاص جيدون أو أشخاص يقومون بأشياء جيدة؟ في ثقافتنا إذا كنت تفعل أشياء جيدة، فأنت تعتبر شخص صالح. لكن هذا ليس ما قاله الرب يسوع “ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله”. من المؤكد أننا قادرون على القيام بأشياء جيدة، ولكن يقال لنا مرارًا وتكرارًا في الكتاب المقدس أننا لسنا أشخاصًا صالحين.
قد نستخدم هذا المثل التوضيحي. أنت تقود سيارتك لسنوات وتتوقف عند كل ضوء أحمر، هذا قد يصل إلى آلاف المرات. في أحد الأيام تقوم بكسر الإشارة الحمراء ويوقفك شرطي المرور ليعطيك غرامة. قد تحاول أن تخبره بأنك توقفت عند العديد من الإشارات الحمراء الأخرى، لكنه سيعتبرك عن حق مخالف للقانون لأنك بالتأكيد خرقت القانون الآن ولن يعفيك لأنك وقفت في كل الإشارات الحمراء طوال عمرك.
سيقول كثير من الناس أن الله محبة وسوف يغفر للبشر هذه الخطايا. نحاول إخبارهم بهذه القصة، شخص ما يكسر منزلك ويهاجم زوجتك، وبعد ذلك تم العثور على الجاني وتم مثوله أمام القاضي. هنا السؤال: هل تريد أن تتحقق العدالة ويأخذ عقابه أم تسامحه على ما فعله في زوجتك؟ الذي يقول إن الله محبة ويود أن يغفر لهذا الشخص الخاطئ أعتقد أنه سيكون غاضبًا لأنه يستحق العدالة. هل يعطينا هذا فكرة أوضح عن علاقة الله بالخطية؟ نعم من شأنه أن يساعدنا في إدراك قداسة الله ونجاستنا إذا فهمنا معيار الله. (رومية 3: 23) تقول إن الجميع قد أخطأوا وأعوزهم مجد الله. يقول (يعقوب 2: 10) إن الناس قد يحافظون على القانون كله، ولكن عندما يفشلون في مرحلة ما فإنهم مسؤولون عن كل ذلك. هذه أخبار سيئة لنا جميعًا. لدينا معيار مختلف تمامًا. تقول حسنًا لست سيئًا مثل هتلر. هنا نحن نستخدم معيار الإنسان. لكن فكر بمنظور الله، لا يمكننا أن نرتقي إلى مستوى معاييره.
وهنا سؤال جيد، كيف يمكن لأي شخص أن يصل إلى الأبدية؟ يمكن في البداية أن تكون الأخبار سيئة، نحن نكسر مشاعر الناس ونقول لهم إنهم لا يستحقون أن يكونوا مع الله إلى الأبد. نحن نستحق العقوبة لأننا كسرنا القانون الكل قد فعل ذلك.
ثم تأتي الأخبار السارة بعد ذلك. (رومية 5: 8) تقول إن الله أحبنا بينما كنا بعد خطاة وأن المسيح مات من أجلنا. يمثل موت الرب يسوع العدالة الكاملة لله في أننا نكسب بر المسيح، بينما هو أخذ كل الخطايا التي ارتكبناها.
إن المسيحية وحدها بين الأديان العالمية الأخرى تجعلنا نواجه بواقعية ضعفنا وعجزنا وقصورنا. في الأديان الأخرى يحتاج الناس فقط للعمل بجد لكسب خلاصهم. لكن ما نحتاجه جميعًا هو رحمة غير مستحقة بمعنى لا نستطيع تسديدها. يشعر المسيحيون بالامتنان نتيجة لذلك – ليس علينا أن نكون مثاليين لأنه مات يسوع من أجلنا، فالله يرانا أبرياء، ثم يعطينا الله فرصًا لفعل الخير من أجل المحبة، وليس من أجل الواجب. هل أدركت الفرق بين الاثنين!
الله أحبنا بينما كنا بعد خطاة وأن المسيح مات من أجلنا. يمثل موت الرب يسوع العدالة الكاملة لله في أننا نكسب بر المسيح، بينما هو أخذ كل الخطايا التي ارتكبناها.