20.4 C
Cairo
الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيهل الله عنصري؟

هل الله عنصري؟

جوش ماكدويل

يُقصد بالشخص العنصري مَنْ يعتقد أن جنسًا بشريًا بعينه أفضل من أي أو كل الأجناس البشرية الأخرى، ويرى أن لهذا الجنس، أو بعض الأجناس، سمات متميزة، تحددها عوامل وراثية؛ وهو ما يمنحهم تفوقًا جوهريًا. وهذا يعني أن التمييز العنصري له ما يبرره. ودعونا نتساءل بناءً على هذا التعريف، هل الله عنصري؟ البعض يقول إنه كذلك!

يقول سفر التكوين إن الله ميّز رجلًا يُدعى إبرام، واختاره قائلًا له:

“اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظِم اسمك، وتكون بركة. وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض” (تكوين12: 1-3).

إذا أخذنا هذا الوعد من الله، ودرسنا بدقة كيف كان الله يُفضِّل بني إسرائيل (اليهود)، فإن البعض سيقول بلا شك إنه تمييز عنصري. على مر التاريخ، وكما سجَّل الكتاب المقدس، كان لله شعب مختار واحد. وقد يقول البعض إن هذا يُثبت أنه عنصري.

أحد الأمثلة الأخرى التي تؤخذ للدلالة على “عنصرية الله” المزعومة يظهر عندما لعن الشعب الإفريقي بالعبودية كما يقول البعض. واعتاد الكثيرون على الادعاء بأن الله قد لعن نسل حام بن نوح لأنه أخبر أخويه الأكبر منه سنًا بأنه وجد أبيه عاريًا بعد أن شرب الخمر وسكر. وكانت اللعنة هي: “عبد العبيد يكون لإخوته” (التكوين 9: 25). وبما أنه يُعتقد أن نسل حام هو الأفارقة، فإن تلك اللعنة هي العبودية!

تصحيح سوء التفسير

تأتي هذه التهم الموجهة لله من سوء التفسير، وسوء فهم الرواية المذكورة في الكتاب المقدس.

أولًا: لم يلعن الله حام على ما فعله، بل نوح مَنْ نطق باللعنة. كما أن نوح لم يلعن حام، بل لعن كنعان ابن حام قائلًا: “ملعون كنعان! عبد العبيد يكون لإخوته”. وقال: “مبارك الرب إله سام. وليكن كنعان عبدًا لهم” (التكوين 9: 25، 26). والأمر الأكثر شدةً عندما كان يُلعن الابن بدلًا من الأب؛ لذا وجَّه نوح لعنته إلى كنعان بن حام.

ثانيًا: صحيح أن اثنين من أبناء حام على الأقل قد استقرا في إفريقيا هما كوش ومصرايم (راجع التكوين 10: 6-20)، لكن نسل كنعان قد سكن شرق البحر المتوسط، في المنطقة التي أصبحت معروفة فيما بعد بأرض كنعان، وهي إسرائيل حاليًا (راجع تكوين10: 15-19). لذلك من غير المعقول الادعاء بأن الله عنصري استنادًا على سوء تفسير كامل للنصوص الواردة في سفر التكوين. ومع ذلك، برر الكثيرون على مدار سنين عدة آراءهم العنصرية نحو الأفارقة السود والأمريكيين من أصل إفريقي بناءً على تشويه كلمات الكتاب المقدس.

لكن ماذا عن نظرة الله لليهود؟! بالفعل قطع الله عهدًا مع إبراهيم ونسله اليهودي لسبب وجيه! قبل الخليقة، كان الله يخطط لفداء البشر “الخطاة”، وكان سيفعل ذلك بأن يأخذ صورة إنسان من خلال ميلاد يسوع. لذا اختار شعبًا، وأعطاه كلمته المقدسة، الكتاب المقدس، وأسس نظام الذبائح الذي سيقود في النهاية إلى العلاج النهائي للخطية والموت. وقد تنبأ في كلمته بأن الذبيحة الكاملة، حمل الله، سيولد من نسل إبراهيم (راجع متى1: 1-17). وقد جاء يسوع ليفدي ويخلص كل مَنْ يقبله، سواء من اليهود أو الأمم.

لذلك فاختيار الله لإسرائيل لا يتعلق ببساطة بهم، لكن بأنه كان يريد أن يجعل اسمه معروفًا، ويقدم الخلاص لبقية العالم. كما أنه قضى أيضًا لإسرائيل كما فعل من شعوب أخرى (راجع 2ملوك 17). لم يكن الله يفضِّل أحدًا على الآخر، سواء من اليهود أو الأمم، ونحن جميعًا على قدم المساواة سنعطي حسابًا لله.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا