روسيا: ردنا سيكون فوري.. وجيش كوريا الشمالية يرفع حالة التأهب
تطور خطير في ملف الحرب الروسية الأوكرانية، فمع تقدُّم القوات الروسية الكبير والانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش الروسي على الأرض، فقد لجأت الإدارة الأمريكية إلى قرار غير مسبوق قد يؤدي إلى اشتعال حرب عالمية ثالثة، ويأتي هذا القرار في توقيت بالغ الأهمية، وهو بعد فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية ووعوده بالحد من الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سمح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، أنه من المرجح أن تستخدم الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى في البداية ضد القوات الروسية والكورية الشمالية للدفاع عن القوات الأوكرانية في منطقة كورسك بغرب روسيا.
واعتبرت أن قرار بايدن يمثل تغييرًا كبيرًا في سياسة الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه أدى إلى انقسامات وسط مستشاريه.
بدوره، قال نائب روسي إن قرار أمريكا بالسماح لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بالصواريخ الأمريكية خطوة غير مسبوقة تهدد بحرب عالمية ثالثة والرد سيكون فوريًا، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية.
وبحسب رويترز، قال مسئول روسي، اليوم، إن سماح واشنطن لكييف بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى سيؤدي إلى تدمير أوكرانيا.
وأعلن مجلس الدوما الروسي أن استهداف الأراضي الروسية بأسلحة أمريكية بعيدة المدى يعني بداية حرب عالمية ثالثة.
وقال مجلس الدوما، في بيان أوردته قناة “القاهرة الإخبارية”، إن الرد الروسي على استخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى من قبل أوكرانيا سيكون بشكل فوري.
وأضاف “إن الإدارة الأمريكية ستشعل حرب عالمية ثالثة على يد عجوز سيغادر ولن يكون مسؤولًا عن شيء”.
وأكدت شبكة “سي إن إن” نقلًا عن مسؤول أمريكي، أن الأسلحة التي وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على استخدام أوكرانيا لها ستستعمل في كورسك.
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أنه من غير المرجح أن استخدام صواريخ بعيد المدى ميزان الصراع في أوكرانيا بشكل كبير.
وكانت قناة “الحرة” الأمريكية قد ذكرت، أن الرئيس جو بايدن رفع الحظر على استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية في شن هجمات داخل روسيا، كما نقلت وسائل إعلام أوروبية عن مسؤول أمريكي قوله: “إن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ بعيدة المدى”.
وامتنعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن التعليق على هذه الأنباء التي تحدثت عن سماح جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ “أتاكمز” الأمريكية الصنع ضد أهداف داخل روسيا، ونقلت مراسلة قناة (الحرة) عن البنتاجون قوله: “نمتنع حتى الآن عن التعليق على التقارير بشأن السماح لأوكرانيا استخدام الصواريخ الأمريكية طويلة المدى ضد أهداف داخل روسيا”.
وقال الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكى”، إن الجميع يتحدث الآن عن السماح لكييف باستخدام الأسلحة بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، لكن قريبًا سوف نرى تلك الصواريخ وهي تتحدث عن نفسها، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
وطبقًا لمصادقة كوريا الشمالية على معاهدة الدفاع المشترك مع روسيا، والتي تمت المصادقة عليها بمرسوم أصدره الزعيم كيم جونج أون، فقد دعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون الجيش لـ “رفع الجاهزية استعدادًا لحرب محتملة”، حسبما ذكرت وسائل إعلام كورية شمالية.
ويتهم الغرب بيونج يانج بتزويد موسكو بقذائف مدفعية وصواريخ لاستخدامها في أوكرانيا، لكن هذا الدعم تصاعد في الأسابيع الأخيرة مع ورود تقارير تفيد بوصول آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا للمشاركة في القتال.
وتلزم هذه الاتفاقية الدولتين بتقديم المساعدة العسكرية “دون تأخير” للطرف الآخر في حال تعرضه لهجوم، إضافة إلى التعاون دوليًا في وجه العقوبات الغربية.
وكانت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوى سون هوى قد زارت موسكو مؤخرًا وصرحت أن بلادها “ستقف بحزم إلى جانب رفاقنا الروس حتى يوم النصر”.
واستندت كوريا الجنوبية وأوكرانيا والغرب على تقارير استخباراتية تفيد بأن كوريا الشمالية نشرت نحو عشرة آلاف جندي في روسيا للمشاركة في القتال ضد أوكرانيا.
ويخشى الغرب أن تُقدم روسيا لكوريا الشمالية دعمًا تكنولوجيا يعزز برنامجها النووي مقابل هذا الدعم.
وأفادت وكالة استخبارات أوكرانية بأن كوريا الشمالية زودت الجيش الروسي بصواريخ طويلة المدى ومنظومات مدفعية، بعضها جرى تحريكه ونشره في منطقة كورسك.
وذكر تقييم استخباراتي من أوكرانيا -تلقت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية نسخة منه- “خلال الأسابيع الأخيرة، قامت حكومة بيونج يانج بتزويد روسيا نحو 50 قطعة مدفعية “هاوتزر” ذاتية الدفع طراز (M1989) عيار 170 مم، المصنعة محليًا في كوريا الشمالية، إضافة إلى 20 منظومة مطورة من عيار 240 مم لإطلاق صواريخ متعددة ويمكنها إطلاق صواريخ معيارية وموجهة، وذلك كأخر حزمة من الأسلحة الجديدة التي يتم تسليمها”.
ووفقًا للصحيفة، قال الباحث البارز في مركز “كارنيجي” مايكل كوفمان “إنهم يتبعون مسارًا لتعميق انخراط كوريا الشمالية في الحرب، بدءًا من إرسال كميات ضخمة من الذخائر والأسلحة، لتصبح طرفًا مباشرًا في الحرب، بما يساعد روسيا على استعادة إقليم كورسك”، معتبرًا أن كوريا الشمالية لعبت بالفعل دورًا حيويًا بتزويد الجيش الروسي بالملايين من قذائف المدفعية في عام 2023، كما زادت من انخراطها في الحرب بإرسال أكثر من 12 ألف من جنودها، بما يعطي طابعًا دوليًا للصراع.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقب لقائه بوزير الشؤون الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا، بأن “كوريا الشمالية أصبحت الآن ضالعة في مساعدة بوتين في حربه غير المشروعة”، مشيرًا إلى أنه أحاط تاكيشي إيوايا بالأنشطة العسكرية لكوريا الشمالية في منطقة كورسك، وبكافة التهديدات التي يمثلها تعاون بيونج يانج وموسكو.
وتأتي شحنات الأسلحة الكورية الشمالية الأخيرة في لحظة حرجة، حيث تتسارع فيه حلقة الصراع بين الجيشين الروسي والأوكراني لتحقيق مكاسب على الأرض، قبيل تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة، الذي تعهد بإنهاء الحرب التي دامت ثلاثة أعوام، بسلاسة وسرعة.. فيما قدم مسؤولون أوكرانيون معلومات بشأن الأسلحة بعد أن تناقلت وسائل تواصل اجتماعي صورة لقطع مدفعية (هاوتزر) الكورية الشمالية، وقالت كوريا الشمالية في مايو الماضي “إنها اختبرت بنجاح المنظومة المطورة لإطلاق قذائف موجهة عالية الدقة”.
وصرح مسؤول أوكراني بارز، لـ”فاينانشيال تايمز”، بأن بيونج يانج تريد الآن أن تختبر أسلحتها في ميدان القتال، وتتوقع كييف استخدامها ضد قواتها التي تحتل ما يقرب من 600 كيلومتر مربع داخل منطقة كورسك الروسية.
وأضاف: أن كوريا الشمالية زودت روسيا في السابق بصواريخ باليستية وقذائف مدفعية، فيما قدمت موسكو لبيونج يانج تكنولوجيات عسكرية لمساعدتها في برامجها الصاروخية، علاوة على الأموال.
ويأتي القرار قبل شهرين من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب زمام الأمور في البيت الأبيض، بعد أن تعهد بالحد من المزيد من الدعم لأوكرانيا.