تحقيق: د. ماريانا يوسف
فتاويه عن احتمالية إلغاء الله للنار ودخول غير المسلمين “الجنة” تثير جدلاً مجتمعيًا
تشير إحصائيات اهتمامات المستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، “الترندات”، إلى تنامي التفاعل مع اسم البرنامج “نور الدين” منذ بداية شهر رمضان بشكل يتضاعف يوميًا، والحال نفسه مع اسم المفتي السابق علي جمعة، وسط سيل من التعليقات السلبية والإيجابية.
فقد أثار برنامج «نور الدين» جدلًا واسعًا بسبب إجاباته وفتاويه خلال البرنامج الذي يخاطب الشباب والمراهقين والأطفال.
وكان أكثر فتاويه إثارة للجدل هي أن الجنة ليست حكرًا على المسلمين وحدهم، كما تطرق إلى فتوى احتمالية إلغاء الله للنار ودخول جميع الناس الجنة.
بينما كانت له فتاوى سابقة مثل أن مدة الحمل يمكن أن تصل إلى أربع سنوات وغيرها، ولكن لأن تلك الفتاوى على هوى التيار المتشدد فلم ينبس أحد ببنت شفة، بينما إن كان من شان فتاويه أن تزيل الغضاضة بين صفوف المجتمع أو تدعو إلى الرحمة أو التسامح فإن الدنيا تقوم ولا تقعد فقط لأنها لا تتفق مع المخزون المشبع في النفوس تجاه كراهية الآخر وفكرة أن فئة بعينها تفوز بالجنة والآخرين إلى النار.
ولسنا هنا بصدد التمسك بهذا التصريح لضمان دخول المسيحيين الجنة، وهو ما قاله، ولكن اللافت للنظر هو غضب الكثيرين من تلك الفتوى، الأمر الذي إن دل على شيء فإنما يدل على الكراهية البغيضة في نفوس الكثيرين.
وحتى نكون منصفين، فلا بد من الإشارة إلى أن هناك طوائف في المسيحية تفكر بذات الفكر، فقد توغلت في محدودية تفكيرها إلى أن المختلف في الطائفة أيضًا لن يدخل الملكوت… فالتشدد ليس حكرًا على دين بعينه بل هو بالأكثر ثقافة مجتمعية أصولية متشددة ترتدي عباءة المحبة في خارجها وفي بواطنها نبذ الآخر ليس في الدنيا فقط بل يتدخلون فيما ليس بين أيديهم، يتدخلون في الحق المنفرد لله من حيث الثواب والعقاب والجنة والنار والملكوت وجهنم.
تصريحات المفتي عن الجنة والنار تثير الجدل
تصريح علي جمعة جاء خلال برنامج تبثه القناة الأولى المصرية، حيث ورد سؤال له بأن هناك ديانات أخرى غير الإسلام مثل المسيحية وأن لها رسلاً من السماء مثل سيدنا عيسى فلماذا فقط المسلمون هم الذين سيدخلون الجنة؟، ليرد المفتي السابق قائلاً: “هو مين قال لك إن المسلمين بس اللي حيدخلوا الجنة؟ هذه معلومة مغلوطة عندك.”
وأثار حديث مفتي مصر الأسبق الدكتور علي جمعة حول “إمكانية إلغاء الله للنار وإدخال جميع البشر الجنة” جدلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال مشاركته في برنامج “نور الدين”، أشار علي جمعة إلى إمكانية إلغاء الله للنار وإدخال جميع البشر الجنة، موضحًا أن هناك علماء أيدوا هذه الفكرة، وأن النار قد تكون موجودة لتذكير الناس بمخافة الله، كما شدد على ضرورة أن ترتكز العلاقة مع الله على الحب والرحمة.
وأوضح جمعة قائلاً: “تلاقي اللي بيتكلم عن عذاب القبر والثعبان الأقرع، في كتب كثيرة بتقول في أهوال يوم القيامة، لكن محدش قال في شفاعة وفي 70 ألف شفيع وكل واحد يشفع في 70 ألف شفيع يعني 4 مليار وكل المسلمين 2 مليار بس.”
وأردف علي جمعة: “وارد إن ربنا يلغي النار يوم القيامة ويدخل كل الناس الجنة، وفي علماء كثير قالوا كده، وممكن النار دي تكون معمولة عشان الناس تكون خايفة من عقاب ربنا فلا يؤذي أحدًا، لازم العلاقة بيني وبين ربنا تكون مبنية على الحب والرحمة.”
فتاوى تحقق العدالة المجتمعية وتحمي حقوق الدولة
علي جمعة: لا يجوز التعدي على الأرض الزراعية حتى لو كان للضرورة ولا تجوز المضاربة بالعملة في السوق الموازية … والمحتكر ملعون
أجاب علي جمعة مفتي الجمهورية السابق على سؤال عن جواز التعدي على الأراضي الزراعية ومخالفات البناء الضرورة.
وقال خلال برنامجه «نور الدين» إن هذا الأمر يضر بالشخص نفسه ويضر بغيره ويضر بمن سيأتي بعده.
وأضاف: “الرقعة الزراعية هناك احتياج إليها ليس من قِبل الشخص نفسه لكن البلد بأكملها في احتياج إليها لأنها أرض منتجة لكنه يُحوِّلها إلى أرض بور.”
وأشار إلى أن الضروريات تتمثل في الأشياء التي إذا لم يتناولها الإنسان يهلك أو يقترب من الهلاك، ومن ثم فإن هذه الضروريات تبيح المحظور.
وشدد على ضرورة فهم هذه القاعدة جيدًا، موضحًا أن العدوان على الأراضي الزراعية أضرّ بالعباد.
وأجاب علي جمعة مفتي الجمهورية السابق على سؤال عن جواز المتاجرة والمضاربة بالعملة في السوق الموازية واحتكار السلع. وقال إن هذه الممارسات لا تجوز شرعًا باعتبار أن مَنْ لا يهتم بمصلحة المسلمين فليس منهم.
وشدد على ضرورة الشعور الجمعي بالاهتمام بالدولة والشعب والحالة الاقتصادية ليعم النفع على الجميع.